إسلام أباد – أكد مسؤول حكومي باكستاني الثلاثاء أن السعودية أبدت اهتماما بالاستحواذ على حصص في منجم ريكو ديك الباكستاني للذهب والنحاس، الأكبر في البلاد.

وقال جهان زيب خان، مستشار رئيس الوزراء في مجلس التسهيلات الخاصة بالاستثمار، للصحافيين إن “الحكومة عينت مستشارا عالميا لتقييم حصص المنجم”. ولم يحدد هوية المستشار العالمي.

وذكر زيب خان أن من المقرر الانتهاء من التقييم بحلول الخامس والعشرين من ديسمبر المقبل، مؤكدا أن بلاده ستدخل في محادثات مع الرياض بعد اكتمال التقييم.

وأكد أن باكستان حريصة على ضم السعودية إلى الصفقة، لكنه شدد على أن بلاده “ليست في عجلة من أمرها” ولا ترغب في إجراء “مبيعات طارئة” لأي من أصولها وستحمي مصالحها الوطنية.

وعبّر المسؤولون في إسلام أباد عن حماستهم لعرض السعودية، مشيرين إلى أن قيمة الاحتياطات المعدنية غير المستغلة في باكستان تبلغ نحو 6 تريليونات دولار.

وتقع مناجم ريكو ديك في إقليم بلوخستان بجنوب غرب باكستان على الحدود مع أفغانستان وإيران. ويصل إنتاجها إلى 200 ألف طن من النحاس، و250 ألف أونصة من الذهب سنويا، على مدى أكثر من نصف قرن. ويعتقد خبراء التعدين أنها تحتوي على البعض من أكبر احتياطيات النحاس والذهب في العالم.

وتتوزع ملكية المشروع بواقع 50 في المئة لصالح شركة باريك غولد ومقرها في كندا، و25 في المئة لصالح الحكومة الباكستانية، وتمتلك حكومة إقليم بلوشستان الحصة المتبقية.

وكانت شركات التنقيب المملوكة لباكستان والتي لديها حصة في ريكو ديك قد قالت في سبتمبر الماضي إنها تدرس “تعاونا محتملا” مع “مستثمرين أجانب سياديين”، من دون تقديم تفاصيل.

وأعلنت باريك غولد في أغسطس الماضي أنها منفتحة على ضم صندوق الثروة السعودي إلى قائمة شركائها للاستثمار في منجم ريكو ديك الباكستاني. وأثارت مساعي الشركة الكندية لتطوير منجم ريكو ديك، المُنتظر أن يبدأ الإنتاج في عام 2028، تكهنات حول الجهة التي ستستثمر في المشروع.

وقال مارك بريستو الرئيس التنفيذي لباريك غولد، التي تستثمر 10 مليارات دولار في المنجم، أثناء مقابلة مع وكالة بلومبرغ مطلع الشهر الحالي إن “السعودية قد تحصل على حصة جزئية في ريكو ديك عبر شراء أسهم مع الحكومة الباكستانية”.

وأفاد بريستو الذي يشرف على ثاني أكبر منتج للذهب في العالم، بأن الوصول إلى قرار بشأن هذا الأمر، “بيد الحكومة الباكستانية”، مضيفا “سندعم أي قرار تتخذه الحكومة الباكستانية مع السعودية”.

ولاحظ خبراء القطاع اهتماما جديدا من شركات التعدين العالمية التي كانت مترددة حيال المغامرة في مناطق صعبة من العالم، على الرغم من أن أيا منها لم يتحدث علنا عن الاستثمار. وكانت تقارير باكستانية قد توقعت الأسبوع الماضي أن يتوصل البلدان مطلع شهر ديسمبر المقبل، إلى اتفاق حول مشروع ريكو ديك.

وكشف رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال في باكستان أنوار الحق كاكار مؤخرا أن المفاوضات مع السعودية جارية بشأن بيع حصص في مشروع ريكو ديك، وأنه متفائل بالتوصل إلى اتفاق خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة.

وفي سبتمبر الماضي أكد كاكار أن السعودية ستستثمر قرابة 25 مليار دولار في بلاده خلال السنوات الخمس المقبلة في قطاعات مختلفة من بينها التعدين والتكنولوجيا.

لكن زيب خان قال الثلاثاء إن “السعودية وحلفاء تقليديين آخرين في الشرق الأوسط يمكن أن يجمعوا استثمارات بنحو 70 مليار دولار في مختلف القطاعات”.