السعودية تخوض مناورات عسكرية في البحر الأحمر في ظلّ تصعيد حوثي

الرياض تبدأ مناورات مشتركة وأخرى فردية حماية لأمن أراضيها المستهدفة من أذرع طهران.
الاثنين 2021/03/22
الرياض مهددة بهجمات حوثية تستهدف الأمن الطاقي

الرياض – بدأت السعودية الأحد مناورات عسكرية مشتركة مع السودان، غربي المملكة، بهدف ضمان أمن البحر الأحمر، في ظلّ تصعيد من المتمردين الحوثيين في اليمن على المنشآت النفطية والموانئ السعودية لإشعال حرب ناقلات في البحر الأحمر.

وتشمل مناورات "التصدي 4" التي تستمر إلى الخميس، تدريبات “تهدف إلى ضمان حرية الملاحة البحرية والأمن البحري في البحر الأحمر”، الذي يعد أحد ممرّات النقل الأساسية لتحقيق أمن الطاقة، ويكتسي بعدا جيوسياسيا كبيرا.

وكثف المتمردون الحوثيون الذين يسيطرون على مناطق في شمال اليمن المتاخم للسعودية، بدعم من إيران، هجماتهم على المملكة منذ أن تولت الرياض في 2015 قيادة تحالف عسكري لدعم الحكومة اليمنية.

وكثيرا ما يُنظر إلى قصف الحوثيين لمواقع داخل السعودية باعتباره محاولة ضغط على المملكة، عبر استهدافهم لأراضيها بالطائرات المسيّرة، استباقا لأي عملية تفاوض محتملة.

وفي 6 يناير 2020، أطلقت السعودية تحالفا لا يتضمن إنشاء قوة عسكرية موحدة، ويعرف باسم “مجلس الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن”، ويضم المملكة والسودان وجيبوتي والصومال وإريتريا ومصر واليمن والأردن.

ويشهد البحر الأحمر وخليج عدن تهديدات عديدة، لاسيما من الحوثيين والإيرانيين. وتعرّضت ناقلات نفط في منطقة الخليج وفي البحر الأحمر لهجمات غامضة في العامين الماضيين، حمّلت السعودية والولايات المتحدة الحوثيين وإيران التي تدعمهم المسؤولية عنها، وتنفي طهران أي دور لها في الهجمات المتكررة.

وعادة تتهم واشنطن وعواصم خليجية، خاصة الرياض، إيران باستهداف سفن ومنشآت نفطية خليجية وتهديد الملاحة البحرية.

وبحسب وكالة الانباء السعودية “واس”، أطلقت السعودية الأحد أيضا مناورات بحرية فردية في مياه الخليج العربي، ”للاستعداد للتصدي للعمليات الإرهابية على المنشآت البترولية وحمايتها، وتأمين حرية الملاحة في المياه الإقليمية”.

وأشارت "واس" إلى أن المناورات تنفذها “القوات البحرية الملكية ووزارة الداخلية ورئاسة أمن الدولة، ووزارة الطاقة ممثلة بشركة أرامكو السعودية”، أكبر شركات النفط والغاز المتكاملة في العالم، دون تفاصيل عن عدد القوات.

وخلال مارس الجاري، استهدف الحوثيون شركة “أرامكو” النفطية بالعاصمة الرياض، وميناء رأس تنورة القريب من حي سكني يتبع الشركة (شرق) بطائرات مسيّرة، وسط إدانة أممية خليجية ومخاوف بشأن “المساس باستقرار إمدادات الطاقة العالمية”.

وترافق التصعيد الحوثي مع دعوات جديدة أطلقتها وزارة الخارجية الأميركية لبدء الأطراف اليمنية حوارا سياسيا برعاية الأمم المتحدة.

والأحد جددت دول مجلس التعاون الخليجي موقفها الثابت لإنهاء الأزمة اليمنية من خلال الحل السياسي المستند إلى المرجعيات الثلاث، المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن 2216.

ويشهد اليمن منذ نحو 7 سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية، وميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.