السعودية تحتفي باليوم العالمي للمتاحف تكريسا لدورها المعرفي

الرياض - أقام المتحف الوطني السعودي يومي الجمعة والسبت السابع عشر والثامن عشر من مايو الجاري بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف، تحت شعار “متاحف للتعليم والبحث”، حزمة من الأنشطة تضمنت لقاءات وورش عمل مع مجموعة من الخبراء والأخصائيين والعاملين في مجال المتاحف، بحضور ومشاركة الأميرة هيفاء بنت منصور بن بندر، رئيسة مجلس إدارة اللجنة الوطنية السعودية للمجلس الدولي للمتاحف.
واستُهلّ اليوم الأول بندوة بعنوان “تجارب لا تُنسى: ممارسات التعليم في المتاحف”، وشارك فيها مدير البرامج الفنية بالهيئة الملكية بالعلا سومانترو غوز، ومدير برامج التعليم في معهد مسك للفنون أوليفر فاريل.
وتطرقت الندوة إلى كيفية صناعة التجارب التعليمية الإبداعية في المتاحف، من خلال الأنشطة التفاعلية العاطفية الغامرة، حيث أكد فاريل أهمية المتاحف كمؤسسات إبداعية ومراكز للتعلم والابتكار، مشيرا إلى ضرورة أن تشكّل المتاحف بيئة تحفيزية للمتعلمين من جميع الأعمار. كما أكّد غوز على أن المتاحف والمؤسسات الإبداعية تلعب دورا هاما في التنمية الثقافية الاجتماعية.
بعد ذلك عقد لقاء مع الأميرة هيفاء بنت منصور بن بندر رئيسة مجلس إدارة اللجنة الوطنية السعودية للمجلس الدولي للمتاحف، حيث قدمت تعريفا بالمجلس الدولي للمتاحف، وكيفية تكامل الجهود بين المؤسسات المتحفية وذات العلاقة، والدور الفعال للمجلس الدولي للمتاحف (الآيكوم) في نقل وحفط الثقافة، والتاريخ، والآثار.
وقالت “إن المجلس الدولي يعمل على زيادة عدد الأعضاء وذلك لإثراء القطاع بشكل عام، وتعزيز التطور الفردي، وتوفير الدعم والاستفادة للجميع”. وجاء اللقاء الثالث مع مستشار المتاحف في هيئة الشارقة للمتاحف، والمتخصصة في علم المتاحف والدبلوماسية الثقافية المحاضر في تاريخ الفن منال عطايا، والمستشار في المجال المتحفي، والتعليم المتحفي، دلال ماجد.
وتطرق اللقاء إلى الفضاء البحثي، وكيف أن المتاحف فضاءات تزخر بالمعرفة وفرص البحث والتعليم، وكذلك إلى الأسئلة البحثية في المتاحف، ودورها في الابتكار والتطوير المجتمعي. وفي ختام اليوم الأول من الاحتفاء باليوم العالمي للمتاحف، أقيمت ورشة عمل تحدثت عن الكنز اللانهائي للمتاحف، وكيفية الاستلهام منها لتصميم القطع الفنية، وقالت: إنه توجد بالمتاحف كنوز تاريخية وأثرية وثقافية تنتظر الاكتشاف والظهور إلى النور.
كما تم تقديم مجموعة ورش عمل متحفية موجّهة للكبار والصغار، تعزز قيم الإبداع والابتكار والمشاركة المجتمعية. وفي اليوم الثاني أُقيمت لقاءات حوارية مثرية لقطاع المتاحف في المملكة. وتناول اللقاء الأول بعنوان “لمتاحف أكثر استدامة” دور المتاحف في تعزيز مفهوم الاستدامة.
أما اللقاء الثاني بعنوان “رحلة في الواقع الافتراضي: اكتشاف تراث السعودية الغني”، فسلّط الضوء على كيفية استخدام التكنولوجيات الحديثة لتعزيز تجربة الزائر في المتاحف وكذلك لاستكشاف وتوثيق التراث في المملكة، وشارك فيه المتخصصون في المسح الأثري. وكان اللقاء الأخير بعنوان “ما بين التصميم والسردية في المتاحف الأثرية”. وناقش اللقاء دور التصميم والسرد المتحفي في جذب الزوار، وتعزيز الفهم للتاريخ والثقافة التي تعكسها المعروضات في المتاحف الأثرية.
◙ الدور التاريخي الذي تقوم به المتاحف في النهضة التعليمية التثقيفية، كونها ذاكرة الشعوب الحية التي تعمل على ربط الحاضر بالماضي
واختتم اليوم الثاني بمجموعة ورش عمل تعليمية وأنشطة تفاعلية التي تسهم في تعزيز الوعي بأهمية المتاحف، وكيف أنها جسر يمتد من الماضي بآثاره وقصصه وأسراره، ويصل إلى الحاضر، ويمهد لنا طريق المستقبل. كما أقام أكثر من 23 فنانا وفنانة تشكيلية بمنطقة تبوك السبت، فعالية مجتمعية ثقافية وفنية تحت عنوان “مستلهم”، وذلك للاحتفاء باليوم العالمي للمتاحف، وتعريف الأهالي بالتراث المادي وغير المادي لمناطق المملكة.
واستعرض “فريق رقش” التابع للجمعية الخيرية للعمل التطوعي بمنطقة تبوك، أمام زوار ومرتادي متنزه الريمية بمدينة تبوك أكثر من (50) لوحة أبدع في نسجها ورسمها التشكيليون والخطاطون والحرفيون، وعكست مدى تمكنهم من تقديم أعمال مميزة ذات مستوى راق بمختلف المدارس الفنية من المدرسة الواقعية مرورا بالتجريدية ووصولا للفنون الحديثة.
وأوضحت قائدة فريق “رقش” التطوعي بمنطقة تبوك سلوى الأنصاري، أن المعرض هدف إلى توفير محتوى ثقافي جذاب، وتقديم تجربة متحفية متكاملة لزوّاره، حيث ركز على إبراز معالم المملكة الحضارية والتراثية، وما تحويه من معالم تاريخية وطبيعية، مشيدةً بمستوى التفاعل الذي شهده المعرض سواء من الحضور أو المشاركين، مبينةً أن المعرض يمثل انعطافة جديدة في ترسيخ الذائقة العامة للفنون التشكيلية بمنطقة تبوك، وشاهدا على ملامح التطور الفني الذي شهده الحراك التشكيلي، وتنامي قوة المشهد الثقافي في هذا الشأن.
وكانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية قد أكدت أهمية الدور التاريخي الذي تقوم به المتاحف في النهضة التعليمية التثقيفية، كونها ذاكرة الشعوب الحية التي تعمل على ربط الحاضر بالماضي. وأشارت الأمانة العامة في بيان لها بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف الذي يوافق الثامن عشر من مايو إلى “ضرورة بقاء المعرفة وتقدمها وتعميمها عن طريق السهر على صون التراث العالمي، وحمايته، وتوصية الدول المعنية باعتماد الاتفاقيات الدولية لهذا الغرض”.