السعودية تحتفي باليوم العالمي للتراث بمشروع "الدرعية التاريخية"

أكبر مشروع تراثي وثقافي في العالم ضمن رؤية السعودية 2030.
الاثنين 2021/04/19
معمار فريد من نوعه وقبلة للسياحة الثقافية

تلعب الدرعية دوراً محورياً في التاريخ السعودي، ليس فقط لكونها تمثِّل العاصمة الأولى للدولة السعودية، بل لما كانت تزخر به من تراث وثقافة وفن معماري، ولما تختزنه من تاريخ عريق. وقد أدى اندثار عمران الدرعية عند بدايات القرن التاسع عشر الميلادي إلى جعلها مهجورةً في معظم أجزائها، لكنها تستعد للعودة من جديد كوجهة ثقافية وسياحية وقبلة لمحبي التاريخ عبر برنامج ترميمي كبير.

الرياض - تحتفي السعودية باليوم العالمي للتراث الذي يصادف 18 أبريل من كل عام فيما تُسابق هيئة تطوير بوابة الدرعية الزمن للانتهاء من مشروعات متنوعة لتطوير وتأهيل المواقع التراثية في الدرعية والتي تم تدشينها ووضع حجر الأساس لها في شهر نوفمبر من عام 2019.

ويُعد مشروع تطوير بوابة الدرعية أكبر مشروع تراثي وثقافي في العالم يهدف إلى تطوير المنطقة التاريخية السعودية بمختلف مواقعها التراثية العالمية وإعادتها إلى ماضيها العريق في القرن الثامن عشر، لتصبح وجهة سياحية محلية وإقليمية ودولية نظراً إلى ما تضمه من خصوصية جغرافية وتاريخ عتيق.

موقع تاريخي

المدينة ستتضمن مشروعات ترفيهية ومتاحف ومنشآت لاستقطاب الأحداث الفنية والثقافية من مختلف أنحاء العالم

مشروع تطوير بوابة الدرعية هو أحد أبرز المشروعات التي توليها السعودية رعايةً كبيرة في ظل الاهتمام بالتراث الوطني والحرص على تطوير المواقع التراثية والتاريخية في مختلف مناطقها.

وتقع الدرعية على أطراف الرياض وضفاف وادي حنيفة، وتمتاز بطرازها المعماريّ الأثريّ وجدرانها الطينية المقوسة، ليخلّدها التاريخ كأحد أهم محاضنِ الثقافة والتجارة في المملكة. كما أنها كانت منطقة حكم الدولة السعودية الأولى عندما أعلنتها عام 1745 عاصمةً للبلاد.

سقطت الدرعية أواخر عام 1818 وخلفتها مدينة الرياض كعاصمةٍ للبلاد، لتدخل الدرعية التاريخ كأحد أهم معالم المملكة التراثية المعترف بها في اليونسكو عام 2010، ولا تزال اليوم حاضنة لأهم المشاريع التنموية الساعية لإحياء إرثها وبعث رونقها التاريخي للحياة.

وحظيت الدرعية التاريخية باهتمامٍ كبيرٍ، ويتضح ذلك في خططها وبرامجها التطويرية منذ وقت مبكر لإعادة إعمارها، كما يهدف مشروع تطوير الدرعية التاريخية الذي يأتي في إطار أهداف وتطلعات رؤية المملكة 2030 إلى تحويل هذا الموقع التاريخي الفريد إلى واحدة من أهم الوجهات السياحية والثقافية والتعليمية والترفيهية عالمياً، لاسيما أن المنطقة تتميز بطبيعتها الخلابة، وتمثل أنموذجاً عالمياً في نمط الحياة الحضرية، ومخططًا يكفل إيجاد التوازن للعيش مع الطبيعة، وواحداً من أهم وأبرز أماكن التجمع الإنساني في العالم.

ومن أهم المواقع التراثية العالمية المعروفة في الدرعية التاريخية حي الطريف التاريخي المدرج ضمن قائمة المواقع التراثية العالمية بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”، وقصر سلوى وغيرها من المعالم والقصور والمساجد التاريخية، حيث جرى البدء في تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع العام الماضي من خلال إنجاز أعمال تطوير منطقة البجيري وفق أبرز وأحدث المعايير الحضرية والبيئية في تأهيل المواقع التاريخية والتراثية في العالم، وإقامة نمط حياة استثنائي للسياح والضيوف والزوار من داخل وخارج السعودية.

ويجمع برنامج تطوير الدرعية التاريخية بين المحاور العمرانية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية وبين متطلبات التطوير البيئي لوادي حنيفة، ويشكل نموذجاً لعمران الواحات.

مشروعات وفعاليات

موقع تاريخي فريد
موقع تاريخي فريد

من المتوقع أن تجذب المنطقة أكثر من 25 مليون زائر وسائح سنوياً من داخل وخارج المملكة في ظل ما يتم التخطيط له من مشروعات ترفيهية وفعاليات متنوعة، وما تضمه من متاحف ومنشآت فنية وثقافية واستقطاب الأحداث الفنية والثقافية من مختلف أنحاء العالم، مدعومة بطابع معماري مميز، لاسيما العمارة النجدية المعروفة في الدرعية التي يعود تاريخها إلى أكثر من 300 سنة.

وستحول المشروعات التي يجري تنفيذها “الدرعية التاريخية” إلى منطقة للاستكشاف والتسوق وتذوق أشهى الأطعمة العالمية، ومكان للسكن والعيش والحياة الراقية، خاصة أنه يجري إنشاء مجموعة متنوعة من المقاصد السياحية والترفيهية بإضافة فنادق تراثية مميزة ومجموعة متنوعة من المتاحف، ومحال عالمية للتسوق، ومطاعم عالمية بأذواق ونكهات تنتمي لدول وشعوب من مختلف الدول والثقافات.

 كما يشمل المشروع عدداً من الساحات الخارجية ذات التصاميم المميزة والإطلالات الخلابة، وممشى بطول 3 كيلومترات يطل على وادي حنيفة التاريخي، بل إن المنطقة ستكون بمثابة أكبر وأهم منطقة تراثية وثقافية مفتوحة بإطلالات طبيعية وتاريخية.

ويذكر أن اليوم العالمي للتراث يتم الاحتفاء به يوم 18 أبريل من كل عام برعاية منظمة اليونسكو ومنظمة التراث العالمي بهدف التوعية بحماية التراث الإنساني، حسب الاتفاقية التي أُقرت في باريس عام 1972 والتي تشمل نوعين من التصنيفات التراثية؛ ثقافي يضم الآثار والأعمال المعمارية والمجمعات العمرانية والمواقع الحضرية ذات القيمة الاستثنائية. وطبيعي يضم المواقع الطبيعية ذات القيمة العالمية.

 وقد تعاونت هيئة تطوير بوابة الدرعية مع الآيكوموس السعودي، اللجنة الوطنية للمجلس الدولي للمواقع والمعالم في إطلاق مسابقةٍ خاصة باليوم العالمي للتراث، حيث أطلقت في 21 مارس الماضي ليقدم المشاركون مقاطع فيديو قصيرة تسلط الضوء على التراث السعودي للتعريف به للجمهور المحلي والعالمي على أن تكون في مجالات التراث العمران ويشمل المناطق والقرى التاريخية ومواقع التراث والعمراني والمعماري التي تملك الأصالة والتكامل والقيمة الاستثنائية والتراث الطبيعي ويشمل العناصر كالجبال والأودية والصحاري والسهول والهضاب والجزر وشواطئ البحر والحدائق الطبيعية ذات المناظر والتكوينات الجيولوجية المميزة، على أن يتم تتويج المشاركات المميزة في حفلٍ يحتفي بيوم التراث العالمي في حي الطريف التاريخي المسجل في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

14