السعودية تحتضن أول صندوق مؤشرات متداولة في الشرق الأوسط

الرياض – أعلنت هيئة السوق المالية السعودية الثلاثاء موافقتها على إطلاق أول صندوق للمؤشرات المتداولة في البورصة يتتبع حركة الأسهم في هونغ كونغ والصين، في أول ظهور لهذا المنتج المالي في الشرق الأوسط.
وتأتي الخطوة في إطار جهود تبذلها بكين وهونغ كونغ لتوطيد علاقاتهما بالدول العربية ردا على تصاعد التوتر مع الغرب.
وأشارت الهيئة في بيان إلى “الموافقة على طلب شركة البلاد للاستثمار طرح وحدات صندوق البلاد سي سوب أم.أس.سي.آي المتداول لأسهم هونغ كونغ والصين في السوق (البورصة السعودية) كوحدات صندوق استثمار مؤشر متداول مطروحة وحداته طرحا عاما”، وذلك دون الإعلان عن جدول لتنفيذ الطرح.
والبورصة السعودية هي الأكبر والأكثر سيولة في الشرق الأوسط، وموطن أكبر منتج للنفط في العالم شركة أرامكو بعد أن جمعت ما يقرب من 30 مليار دولار من بيع أسهم أواخر عام 2019، ثم طرح ثانوي في يوليو الماضي جمعت منه أكثر من 12 مليار دولار.
تم السماح بطرح وحدات صندوق البلاد سي سوب أم.أس.سي.آي المتداول لأسهم هونغ كونغ والصين في بورصة تداول
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، أضافت البورصة، التي تهيمن عليها البنوك وشركات البتروكيماويات تقليديا، شركات كبيرة للرعاية الصحية والتجزئة والطاقة وغيرها.
وتأسس الصندوق بالتعاون مع شركة إدارة الأصول سي سوب، ومقرها هونغ كونغ، والذي يركز على الشركات المدرجة في البلد الآسيوي، بما في ذلك أسهم الشركات الصينية المتداولة هناك.
وأطلقت هونغ كونغ في نوفمبر الماضي، أول صندوق للمؤشرات المتداولة في آسيا يتتبع الأسهم المدرجة في السعودية، وسعت لاستكشاف فرص الإدراج المتبادل في سوقها المالي وبورصة تداول.
وتوسع حجم صندوق المؤشرات المتداولة المدرج في هونغ كونغ إلى ما يقرب من 1.28 مليار دولار.
وفي يونيو الماضي، أجرت جوليا ليونغ، الرئيسة التنفيذية لهيئة الأوراق المالية والعقود الآجلة في هونغ كونغ، زيارة إلى السعودية للقاء مسؤولين ومناقشة فرصة الإدراج المتبادل لصندوقي المؤشرات المتداولة.
ووافقت بكين في ذلك الشهر على أول صندوقين للمؤشرات المتداولة مدرجين في الصين ويتتبعان صندوق سي سوب للأسهم المتداولة في السعودية، سعيا لتعزيز التعاون في القطاع المالي بين المنطقتين وتمكين المستثمرين الصينيين من الاستثمار في شركات بالشرق الأوسط.
وستعمل صناديق الاستثمار المتداولة المدرجة في البورصة بموجب برنامج المستثمر المؤسسي المحلي المؤهل كي.دي.آي.آي، والذي يسمح للمستثمرين المؤسسين بالاستثمار في الأوراق المالية الأجنبية ضمن حصة محددة.
صناديق الاستثمار المتداولة المدرجة في البورصة ستعمل بموجب برنامج المستثمر المؤسسي المحلي المؤهل كي.دي.آي.آي، والذي يسمح للمستثمرين المؤسسين بالاستثمار في الأوراق المالية الأجنبية ضمن حصة محددة
وتسمح الصناديق المقدمة بموجب مخطط كي.دي.آي.آي رسميا للمستثمرين الأفراد في الصين بالاستثمار في الأسهم والسندات الأجنبية.
وقالت دينغ تشين، الرئيسة التنفيذية لسي.أس.أو.بي لإدارة الأصول، وهي شركة استثمارية مقرها في هونغ كونغ مملوكة لشركة تشاينا ساوثرن لإدارة الأصول، إنها “الأولى من نوعها للمستثمرين من البر الرئيسي”. وأوضحت أن السوق أبدت اهتماما كبيرا بهذا المنتج، كما أنها تدعم مبادرة الحزام والطريق.
وأدرجت سي.أس.أو.بي صندوقها المتداول في البورصة السعودية في نوفمبر الماضي في هونغ كونغ. ويتتبع الصندوق مؤشر فوتسي السعودية، الذي بلغت قيمته السوقية 303.5 مليار دولار في نهاية مايو الماضي.
ويعد مصرف الراجحي وأرامكو والبنك الأهلي السعودي (الوطني) وأكوا باور وشركة سابك، من أكبر خمسة مكونات، حيث تشكل 43 في المئة من وزن المؤشر.
ويساعد إدراج الصندوق المتداول في البورصة في استقطاب 200 مليون مستثمر من الأفراد في الصين، وهو ما أظهر شهية متزايدة لصناديق الاستثمار المتداولة في الخارج. ومع ضعف سوق الأسهم المحلية والتباطؤ في قطاع العقارات، يسعى المستثمرون إلى تنويع استثماراتهم.
ويأتي إطلاق صناديق الاستثمار المتداولة في الوقت الذي تواصل فيه الصين والسعودية تعزيز التعاون المالي وتوفير المزيد من المنتجات، مما يسمح للمستثمرين بالاستفادة من أسواق رأس المال الخاصة بكل منهما.
ووقّعت بورصة شنغهاي في سبتمبر 2023 اتفاقية مع مجموعة تداول السعودية، مشغل البورصة المحلية، للتعاون في الإدراجات المتبادلة، والتكنولوجيا المالية، والحوكمة البيئية والاجتماعية والحوكمة، وتبادل البيانات.