السعودية تحبط كميات ضخمة من "مخدر الجهاديين" قادمة من تركيا

الرياض – أحبطت الجمارك السعودية محاولة إدخال كمية كبيرة من حبوب الكبتاجون المشهور باسم "مخدر الإرهابيين"، إلى المملكة، قادمة من تركيا.
وعثرت السلطات السعودية في ميناء جدة على كمية بلغت نحو 8.7 مليون حبة كبتاجون مخبأة ضمن إرسالية "جريش" وردت للمملكة عبر الميناء.
وأوضح وكيل الهيئة العامة للجمارك للشؤون الأمنية محمد بن علي النعيم أنه وفقا لمعايير الخطورة تمكّن مركز الاستهداف بالجمارك السعودية من استهداف إرسالية واردة من تركيا كانت في طريقها إلى المملكة، وعند وصولها إلى الميناء تمكّنت الجمارك السعودية من العثور على تلك الكمية من "حبوب الكبتاجون" مخبأة داخل إرسالية "جريش" بحيث تم إخفاء المضبوطات داخل الأكياس.
وبين أنه جرى بعد ضبط الممنوعات إتمام عملية التنسيق مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات لاتخاذ الإجراءات التي تضمن القبض على مستقبلي هذه الكمية، حيث تم ضبطهم داخل المملكة وعددهم ثلاثة أشخاص، سعودي واثنين من الجنسية السورية.
وأكد أن أرباب التهريب يسعون لاستغلال كل شيء لإدخال الممنوعات، إلا أن الجمارك السعودية تقف دائما بالمرصاد وتسعى لمكافحة تهريب المخدرات بشتى أنواعها وأشكالها، وذلك بما يحقق حماية المجتمع من هذه الآفات، وتعمل في سبيل ذلك إلى توحيد الجهود مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات للإسهام في فاعلية المنهجية المتبعة بين الجهتين للحد من عمليات التهريب.
وفور الإعلان عن هذا الخبر ارتقى وسم #تركيا_تستهدفنا_بالمخدرات ضمن قائمة الأعلى رواجا في السعودية عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، حيث عبّر مغردون سعوديون عن سخطهم على تركيا على خلفية ضبط هذه الشحنة المخدرة.
وحذر المدون السعودي منذر آل الشيخ مبارك، من التحول الجديد لتركيا تجاه السعودية، بعد أن أحبطت السلطات السعودية تهريب شحنة مخدرات قادمة من تركيا، تستهدف الشباب السعودي.
وكتب في تغريدة على تويتر “8 ملايين حبة كبتاجون واردة من تركيا.. تذكرت ما كان يرد من إيران، لا يزال نظام أردوغان لا يستطيع ضبط تركيا من تهريب المخدرات ومن الدواعش ومن المتسللين، لا خير يصلنا من تركيا”.
وأضاف “يظهر أن المخدرات تزدهر تحت أنظمة الإرهاب، فطالبان وحزب الله والآن شحنة قادمة من تركيا”.
وتابع في تغريدة منفصلة “استهداف شباب الوطن وتدميره هدف لأعداء الوطن وما ملايين الكبتاجون المرسلة من تركيا لشباب الوطن إلا خطوة من تلك الخطوات”.
كما نشر المدون فيديو للرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال احتفاله بزراعة القنب الهندي وعلّق عليه قائلا “لم تمض سنة على احتفال أردوغان بإدخال زراعة القنب، وهو نبات من نباتات المخدرات، إلى تركيا حتى أتانا خبر اليوم (شحنة الكبتاجون المستهدفة لوطننا) فهل نحن أمام تحول جديد؟”.
وكرر سعوديون مطالب وقف الاستيراد من تركيا، وهي الدعوات التي مالت إلى الهدوء خلال الأسابيع الماضية بعد الحملات الشعبية التي دعت إلى مقاطعة المنتجات التركية عقب "الإساءات الموجهة من أنقرة تجاه الرياض" حسبما يقول السعوديون.
ونشر المدون السعودي عبداللطيف بن عبدالله آل الشيخ تغريدة على تويتر تضمنت مقطع فيديو الجمارك السعودية الذي يوضح تفاصيل عملية التهريب وعلّق عليه "#تركيا_تستهدفنا_بالمخدرات ونحن لهم بالمرصاد و#الحملة_الشعبية_لمقاطعة_تركيا مستمرة خصوصا بعد ما أصبح المواطن السعودي مستهدفا بشخصه.. فلنهزمهم بمقاطعتهم اقتصاديا وسياحيا حتى يسقط نظام #أردوغان المجرم".
وانتشر الكبتاجون في الشرق الأوسط بشكل كبير بعد ما يسمى بثورات الربيع العربي عام 2011، والتي ترافق معها انتشار الميليشيات وعمليات القتل والإرهاب في دول مثل سوريا وليبيا.
وأرجعت تقارير سبب انتشار استهلاك هذا النوع من المخدر تحديدا إلى الاعتقاد بأنه منشّط جنسي.
وتؤدي كثرة تناول حبوب الكبتاجون إلى تدمير الخلايا العصبية المركزية والاضطراب العقلي، والميل إلى العنف والإحساس بالاضطهاد، واستسهال التفكير في الانتحار، كما تؤدي إلى الشعور باستسهال ارتكاب جرائم التحرش والاغتصاب، وتفكك علاقات المدمنين الأسرية بسبب اضطراب سلوكهم وميلهم إلى العنف والكراهية في التعامل مع المحيطين بهم.
وذكر تقرير للجمارك الفرنسية في العام 2017، إثر إحباطها محاولة إدخال كمية كبيرة من حبوب الكبتاجون إلى البلاد، أن هذا المخدر يوصف بأنه "مخدر النزاع السوري"، حيث يستخدم على نطاق واسع بين المقاتلين في سوريا.
ونقلت تقارير عن مقاتلين يتناولون هذا النوع من الحبوب المخدرة قولهم إنه يساعدهم على البقاء مستيقظين لأيام ويخدر أحاسيسهم، مما يسمح لهم بالقتل دون شعور بالذنب أو الخوف أو التعب.
وتقول تقارير إنه من المحتمل أن ضحايا الإرهابيين يتلقون نفس هذا المخدر لشل قدرتهم على المقاومة وتغييب عقولهم عن إدراك بشاعة المصير المعد لهم.