السعودية تحاول احتواء الغضب ضد أم.بي.سي بإحالة المسؤولين إلى التحقيق

الرياض - أعلنت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام السعودية إحالة المسؤولين بإحدى القنوات التلفزيونية إلى التحقيق بسبب تقرير إخباري مخالف للأنظمة والسياسة الإعلامية، ورجحت وسائل الإعلام ومتابعون أن تكون قناة “أم.بي.سي” هي المعنية حيث أثارت عاصفة من الجدل خلال الأيام الأخيرة بسبب تقرير ينتقد “المجوعات الموالية لإيران”.
ويبدو قرار الهيئة محاولة لامتصاص الغضب المتزايد على مواقع التواصل الاجتماعي ودعوات المقاطعة للقناة بعد نشرها تقريرا تلفزيونيا بعنوان “ألفية الخلاص من الإرهابيين” وصف قادة مجموعات موالية لإيران بـ”الإرهابيين”.
وعدد التقرير شخصيات قيادية من بينها مؤسس القاعدة أسامة بن لادن وغيره من قادة التنظيم. وذكر كذلك قادة ما يعرف بـ”محور المقاومة” الذي تقوده إيران من بينهم رئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي قتلته إسرائيل هذا الأسبوع في قطاع غزة وسلفه إسماعيل هنية الذي قتل في عملية اغتيال في طهران نسبت إلى إسرائيل نهاية يوليو.
ورغم أن التقرير ذكر معلومات صحيحة عن تاريخ هاته الشخصيات إلا أن توقيته في ظرف حساس يسود الشارع العربي فيه استياء وإحساس بالعجز تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، جعله مثيرا للغضب الواسع، وذريعة لأعداء المملكة لشن الهجمات الإعلامية ضدها.
واختارت الهيئة التهدئة واحتواء الغضب بمحاسبة المسؤولين عن التقرير، وقالت في بيان “أحالت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام مسؤولين بإحدى القنوات التلفزيونية إلى التحقيق، بسبب تقرير إخباري مخالف للأنظمة والسياسة الإعلامية للمملكة، لاستكمال الإجراءات النظامية تجاه هذه المخالفة”.
الجيوش الإلكترونية الإخوانية والحسابات التابعة لأذرع إيران استغلت التقرير للتجييش ضد السعودية
وتابعت “وتؤكد الهيئة العامة لتنظيم الإعلام على أنها تتابع باستمرار مدى التزام وسائل الإعلام بالأنظمة الإعلامية للمملكة وضوابط المحتوى، ولن تتهاون في تطبيق النظام تجاه أي مخالفة”.
وبعد التقرير المثير للجدل، اقتحم أنصار فصائل عراقية مسلّحة موالية لإيران مكاتب شركة إنتاج مرتبطة بقناة “أم.بي.سي” في بغداد، بُعيد منتصف ليل الجمعة – السبت، واعتدوا عليها، حسب ما نقلت وكالة فرانس برس عن مصدرين أمنيين.
واقتحم بين 400 و500 شخص مقر شركة تُنتج محتوى لقناة “أم.بي.سي” السعودية، وأقدموا على “تحطيم الأدوات الحاسبة وحرق قسم من المبنى”، وفق ما قال مسؤول في وزارة الداخلية لوكالة فرانس برس.
وخلال الساعات الماضية انتشرت حملة لمقاطعة القناة على مواقع التواصل الاجتماعي عبر هاشتاغ #قاطعوا_MBC وبدا لافتا استغلال حسابات إخوانية للحملة لتجييش الرأي العام ضد السعودية وإعلامها، إذ انتشرت تغريدات الجيوش الإلكترونية الإخوانية والتابعة لأذرع إيران لمهاجمة المملكة مستغلة الاستياء الشعبي الواسع من العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، وهو الفخ الذي سقطت فيه القناة بعدم مراعاة الحساسية لهذا الموضوع.
في المقابل أثار بيان الهيئة ردود فعل واسعة بين من اعتبر أن التقرير نتاج وجود شخصيات مشكوك بولائها وخلفيتها السياسية في الشبكة السعودية، وبين من اعتبرها بادرة جيدة تؤكد أن المملكة لا تتسامح مع المخالفات الإعلامية، وهناك من اعتبرها خطوة غير كافية وطالب بالمزيد، وجاء في تعليق:
واعتبر مغرد:
من المهم أن تتخذ الجهات المسؤولة مثل هذه الإجراءات لضمان الشفافية والمصداقية في الإعلام ويعكس ذلك التزام المملكة بتعزيز المعايير الإعلامية والمهنية.
ورأى مغردون أن موقف السعودية واضح تجاه القضية الفلسطينية وتبرزها الجهود السياسية التي تبذلها من أجل التوصل إلى تهدئة ووقف الحرب، لكن هناك من يغرد خارج السرب في الإعلام السعودي:
وانتقد آخر مضمون التقرير من ناحية مهنية قائلا إنه ضعيف ويحتاج إلى رقابة:
وأضاف المعلق في تغريدة أخرى:
من جهتها، نفت نقابة الفنانين العراقيين السبت مقاطعة قناة “أم.بي.سي عراق” بعد التقرير المثير للجدل، وقالت في بيان “نشرت بعض المواقع على وسائل التواصل الاجتماعي خبرا مفاده أن نقابة الفنانين العراقيين أعلنت مقاطعة قناة أم.بي.سي عراق، وتود تبيان أن قناة أم.بي.سي عراق هي قناة ترفيهية اجتماعية تهتم بإنتاج البرامج والمسلسلات التلفزيونية والبرامج الترفيهية وليست قناة إخبارية أو سياسية وفق الرخصة الرسمية المسجلة في هيئة الإعلام والاتصالات”.
وأضافت أن “الإساءة المرفوضة للرموز من الشهداء القادة وللرموز العراقية المحترمة إنما هي صادرة من قناة أم.بي.سي العامة وهي قناة ليست لها تمثيل داخل العراق، فكلا القناتين بإدارات مختلفة ومنهاج عمل مختلف، وإننا إذ نؤكد رفضنا القاطع للإساءة المباشرة لشهدائنا ورموزنا العراقية المحترمة أيضا نؤكد التزامنا بالحقائق وتبيانها للشعب العراقي”.
وتابعت أن “ما تم تداوله في وسائل الإعلام من مقاطعة لقناة أم.بي.سي عراق من قبل نقابة الفنانين هو خبر غير صحيح للأسباب التي ذكرناها، ونتمنى على الجميع توخي الدقة في نشر الأخبار والتصريحات وعدم خلط الحقائق وأخذ البعض بجريرة الآخر ، كما وتُعلن هذه النقابة رفضها القاطع للاعتداء على الأملاك الخاصة بالفنان العراقي عن طريق الاقتحام والتكسير والحرق للأجهزة والمعدّات للأستوديوهات إذ إنها أملاك شخصية عراقية خالصة”.
ولاحقا، قرر مجلس المفوضين في هيئة الإعلام والاتصالات العراقية السبت، إيقاف مكتب قناة أم.بي.سي عن العمل وأكد البدء بإجراءات سحب الترخيص.
وجاء في بيان هيئة الإعلام والاتصالات “انطلاقا من واجبنا الموكل إلينا بموجب القوانين والتشريعات في تنظيم قطاع الإعلام ومنع التجاوزات وردع المخالفين للقيم الوطنية والآداب العامة، وبالنظر لانتهاك قناة أم.بي.سي الفضائية للوائح البث الإعلامي من خلال تجاوزاتها المتكررة وتطاولها على الشهداء قادة النصر وقادة المقاومة الأبطال الذين يخوضون معركة الشرف ضد الكيان الصهيوني الغاصب، فإننا نؤكد على اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة كافة وإيقافها عن العمل في العراق”.