السعودية تجمع صناع القرار في العالم تحت مظلة "الاستثمار في الإنسانية"

مع انعقاد دورتها الخامسة، مبادرة مستقبل الاستثمار تعقد 16 شراكة مع نخبة من أكبر الشركات والمؤسسات في العالم.
الثلاثاء 2021/10/26
الطريق إلى المستقبل

الرياض - انطلقت بالعاصمة السعودية الرياض الثلاثاء النسخة الخامسة من مبادرة مستقبل الاستثمار، تحت شعار "الاستثمار في الإنسانية"، بمشاركة أكثر من 2000 بعثة، و5 آلاف مشارك من قادة شركات وصانعي سياسات ومستثمرين ومبتكرين من جميع أنحاء العالم.

ويشارك صندوق الاستثمارات العامة السعودي كشريك مؤسس للمبادرة، وستدور المناقشات حول الاستثمارات التي من شأنها أن تحقق "أكبر منفعة" للبشرية، حيث تشهد قطاعات متعددة نهضة اقتصادية في حقبة ما بعد الجائحة.

وتتضمن المبادرة، على مدار ثلاثة أيام، مؤتمرات قمة تفاعلية حول الاستثمار في التعليم، ومعايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية.

وقالت غادة المطيري عضو مجلس أمناء مبادرة مستقبل الاستثمار، إن "النسخة الخامسة للمبادرة تجمع العقول في إحدى أفضل المناطق في العالم، بهدف إحداث تأثير إيجابي على البشرية".

وأوضحت أن جائحة كورونا "جعلت الأمر جليا في أن ما يحدث في أحد جوانب العالم يمكنه أن يغير الحياة في الجانب الآخر منه"، مشيرة إلى أن المبادرة ستتناول مواطن الهشاشة والسياسات والصحة البشرية.

وأكدت المطيري أهمية إحداث نمو مستدام قابل للقياس والتحقيق لأجيال قادمة، مشددة على أن المبادرة تهدف إلى تشجيع المجتمع العالمي على المزيد من الاستثمار لتحقيق المزيد من الأرباح في الأيام المقبلة.

وأشارت إلى أن المبادرة تناقش الشراكات التي تسهم في جمع نقاط القوة المختلفة، وكيفية توزيع رؤوس الأموال ونشرها في التقنيات والاستراتيجيات التي يمكنها سد الفجوات العالمية وفجوات الفرص.

وقالت المطيري إن "الاقتصاد والبيئة لا بد أن تكون لهما نقاط قوة، فالاقتصاد منخفض الكربون هو استثمار وفرصة في الوقت ذاته، بالإضافة إلى تطوير الموارد اللازمة لأمن الطاقة فإن الاستدامة تعد أساسية لإيجاد عالم أنظف وأكثر أمنا، ومجتمع أكثر صحة، واقتصاد أكثر صحة".

وتأتي النسخة الخامسة من مبادرة مستقبل الاستثمار تزامنا مع إطلاق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مؤخرا الاستراتيجية الوطنية للاستثمار، التي تعد أحد الممكنات الرئيسة لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030. 

وستسهم الاستراتيجية الوطنية للاستثمار في نمو الاقتصاد الوطني وتنويع مصادره، مما سيحقق العديد من أهداف رؤية المملكة 2030، بما في ذلك تعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر لتصل إسهاماته إلى 5.7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.

وكانت مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار أعلنت عن عقد 16 شراكة مع نخبة من أكبر الشركات والمؤسسات في العالم، مع انعقاد الدورة الخامسة.

وسوف يدعم الشركاء المؤسسة العالمية غير الهادفة إلى الربح لإحداث تأثير في 5 مجالات: الذكاء الاصطناعي، وعلوم الروبوت، والتعليم، والرعاية الصحية، والاستدامة.

وسيكون للمؤتمر تطبيق خاص به سينقل الفعاليات "بلا ورق"، والكشف عن تفاصيل عديدة خلال الجلسة الأولى للمنتدى، وسيشهد اليوم ذاته اجتماعا لمجلس الإدارة، وكلمة ياسر الرميان محافظ صندوق الاستثمارات العامة، وعددا من المتحدثين من دول العالم والشركات المشاركة.

ونجحت المبادرة في نسخها السابقة، في بناء صفقات بين المستثمرين تجاوزت قيمتها 50 مليار دولار في 2019، وسط توقعات بتحقيق أرقام أكبر في النسخة الحالية، إذ تخطط مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار لعولمة دورها، بافتتاح فروع في الولايات المتحدة وآسيا بهدف نقل تأثيرها في كل أرجاء العالم.

وكانت النسخة السابقة من المبادرة انعقدت افتراضيا في يناير 2021 عبر عدة مراكز عالمية، وشهدت مشاركة 200 متحدث و15 ألف متابع من 130 دولة، وواكبتها فعاليات شملت حضورا فعليا للقيادات الحكومية والشخصيات البارزة من مختلف القطاعات والصناعات في مقر المبادرة في الرياض.

وكثفت السعودية خلال العامين الماضي والجاري، خطواتها لتعزيز جاذبية الاستثمار، وتتجه للتحول إلى مركز إقليمي للشركات العالمية.

وقال وزير المالية السعودي محمد الجدعان في فبراير الماضي إن "الشركات العالمية التي ترغب في المشاركة في الفرص الاستثمارية التي تمنحها الحكومة السعودية، سيتحتم عليها أن تتخذ قرارا في ما يتعلق بإنشاء مقار إقليمية في المملكة اعتبارا من 2024، وإلا فلن تفوز بتعاقدات حكومية".