السعودية تثمّن تراثها بفعاليات وأنشطة متنوعة

موسم رمضان في جدة يقدّم لوحات جمالية من التراث الثقافي الذي يحفظ الهوية الوطنية في نفوس الأجيال الجديدة.
السبت 2023/04/15
تراث عريق عابر للأجيال

الرياض - أعلنت هيئة التراث عن تنظيم أنشطة تراثية ثقافية متنوعة في البيوت الطينية بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي خلال الفترة من الثامن عشر إلى الثالث والعشرين من أبريل الجاري، مستهدفة جميع فئات المجتمع، والمهتمين بالتراث، وذلك ضمن موسم رمضان بالرياض، وتزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للتراث الذي يصادف الثامن عشر من شهر أبريل من كل عام، للتوعية بأهمية التراث الوطني والمحافظة عليه وصوْنه.

وتركز الهيئة في احتفالاتها لهذا العام على استكشاف تاريخ التراث الثقافي في المملكة، وإضفاء الطابع الإنساني على التراث بطرق مبتكرة، وذلك من خلال عدد من الأنشطة الثقافية التراثية المتنوعة، مثل؛ المعارض التفاعلية للتراث الثقافي، والعروض الحية، إلى جانب الأنشطة التفاعلية التي تجسد من خلالها الهيئة الحياة المجتمعية القديمة.

السعودية تركز في احتفائها بالتراث هذا العام على استكشاف تاريخ تراثها الثقافي وإضفاء طابع استمراريته في العطاء

كما تنظم الهيئة فعالية سوق الحرفيين، وورش العمل، ومعرض التراث، فضلا عن عدد من الفعاليات المرتبطة بـ”الصقارة، وحداء الإبل، والمعارف والممارسات المتعلقة بالبن الخولاني السعودي” باعتبارها من عناصر التراث الثقافي غير المادي المسجلة ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو، وكذلك عروض الضوء والصوت على واجهات المباني التاريخية والعروض التقليدية التراثية بالمملكة، وتفعيل مبادرة المكتشف الصغير.

ويأتي هذا الاحتفال ضمن جهود هيئة التراث في مواكبة الاحتفالات باليوم العالمي للتراث الذي حدده المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية في الثامن عشر من شهر أبريل من كلّ عام برعاية من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ومنظمة التراث العالمي؛ وذلك حرصا من الهيئة على تفعيل الأصول التراثية في اليوم العالمي للتراث، وتماشيا مع رؤيتها الرامية لجعل التراث ثروة وطنية تعكس الامتداد الحضاري العريق للمملكة العربية السعودية.

وفي نفس التمشي الذي يحتفي بالتراث السعودي ويثمنه يقدم معرض تاريخ جدة في بيت الشربتلي بمنطقة جدة التاريخية هذه الأيام ضمن موسم رمضان “جدة التاريخية”، وقد جذب المعرض زوار الموسم، حيث تم عرض صور فوتوغرافية رائعة لمنطقة البلد، القلب التاريخي لمدينة جدة.

وتناول المعرض الذي تزيّنت به جدران بيت الشربتلي في صور تاريخ جدة في حقب زمنية بعيدة وقريبة، الأمر الذي نال استحسان الحضور من مختلف الجنسيات في مشاهد تحكي قصص إنسان جدة التاريخية والتعريف بأهمية الحفاظ على هذه المنطقة التاريخية الجميلة للأجيال القادمة.

ويعد المبنى من أشهر وأقدم بيوت جدة التاريخية الذي يعود بناؤه إلى العام 1335هـ، والمكون من أربعة أدوار وسلمين داخليين رئيسين وثالث للخدمة، كما يحوي العديد من الغرف والصالات الكبيرة.

ويمتاز بموقعه وإطلالته المباشرة على ميدان البيعة ومسجد الجفالي وبحيرة الأربعين، كما يمتاز بواجهاته الخشبية الجميلة والمميزة، وجمال وإتقان بنيانه، فهو إلى جانب احتفاظه بنمط العمران الحجازي يتميز ببعض التفاصيل والعناصر المعمارية الجميلة.

ويقدّم موسم رمضان في جدة التاريخية من خلال فعالياته لوحات جمالية من التراث الثقافي المتنوع الذي يرسخ ويحفظ الهوية الوطنية في نفوس الأجيال الجديدة، ويربط حاضرهم بماضيهم الأصيل الذي يملك ذاكرة غنية بالموروث الثقافي القادر على صناعة المستقبل المشرق للأجيال القادمة ويحافظ على ثقافة السعودية وتراثها وهويتها الخاصة.

أعمال الفنانين المشاركين في موسم رمضان سلّطت الضوء على مكانة جدة الثقافية وموروثها التراثي وما تحتضنه من معالم تاريخية

وشهدت فعالية الرسم التفاعلي ومركز الرسامين في موسم رمضان بجدة التاريخية عرض أنشطة فنية تهدف إلى الحفاظ على التراث الثقافي وتحكي مضامين، يريد الفنانون إيصالها للزوار عبر جماليات الفنون التشكيلية وأشكال الخط العربي التقليدي للتعرف على الموروث الثقافي.

وسلّطت أعمال الفنانين المشاركين في موسم رمضان الضوء على مكانة جدة الثقافية وموروثها التراثي وما تحتضنه من معالم تاريخية، وذلك من خلال العلاقة بين فن العمارة في جدة التاريخية وارتباطه بسلوك الإنسان والطرق التي تنعكس بها التجارب البشرية والطبيعة المجتمعية على نسيج التطور الحضاري عبر مجموعة من الأعمال المتنوعة التي شملت اللوحات الفنية والأعمال، وما يتعلق بالعلاقات الاجتماعية في أنماط البناء.

وأوضح الفنان عمر المرزوقي أحد منسوبي فريق آرت دوز المشارك في فعاليات موسم رمضان بجدة التاريخية، أنهم يسعون إلى إيصال رسالة للمجتمع عن طريق الفن، بتجسيد الماضي وتراث الأجداد بأعمال فنية مرسومة تربط حاضرنا بالماضي والتطور الثقافي الذي تشهده المملكة، الذي يعد جزءا من الخطة الشاملة التي وضعتها وزارة الثقافة لتحويل جدة التاريخية إلى منطقة للفنون المعاصرة تستضيف الأعمال الفنية من جميع أنحاء العالم.

وتنوعت مدارس الرسم، ما بين الواقعية والتجريدية والسريالية أيضا حيث تمكن الزوار من السفر بالزمن إلى الوراء وهم يتجولون في شوارع البلد التاريخية بما تحتويه من مشاهد فنية رسمت على الجداريات وعرض لوحات جمالية وتحف فنية تنقلك إلى أيام البلد القديمة، وبلغ عدد المشاركين في هذه الفعاليات الثقافية أكثر من 67 فناناً وفنانة، قدموا 134 عملا فنيا، تهدف إلى دعم ازدهار المشهد الثقافي والفني في المملكة عبر إرساء منظومة متكاملة تفتح المجال للفنانين للمشاركة في إثراء المشهد الفني في المملكة.

12