السعودية تتهم حزب الله بالاستعلاء على لبنان

بيروت - اتهم السفير السعودي لدى لبنان الموجود في بلاده وليد بخاري الأربعاء، حزب الله اللبناني بـ"الاستعلاء" على الدولة اللبنانية، ملقيا الضوء على فشل خياراته السياسية، وذلك عقب تنظيم الحزب الموالي لإيران تظاهرة في الضاحية الجنوبية، لإحياء ذكرى إعدام نمر باقر النمر الذي أدين بتهم الإرهاب في السعودية.
وتشهد العلاقات السعودية - اللبنانية أزمة دبلوماسية منذ أكتوبر الماضي عقب تصريحات لوزير الإعلام آنذاك جورج قرداحي حول حرب اليمن، دفعت المملكة وعددا من دول الخليج إلى استدعاء سفرائها وطرد سفراء لبنان لديها، ولا تزال الأزمة قائمة رغم استقالة قرداحي، في الثالث من ديسمبر الماضي.
وغرد بخاري عبر حسابه على توتير قائلا "القفز فوق آلام وآمال الشعب اللبناني ما هو إلا (..) إنكار مقصود لحقيقة مؤلمة، سببها لَوْثة استعلاء حزب الله الإرهابي على مَنطِق الدّولة وفشل خياراته السياسية".
وأضاف في تغريدة ثانية "لا شرعيةَ لخطاب الفتنة والتقسيم والشرذمة.. لا شرعية لخطاب يقفز فوق هوية لبنان العربي".
وتأتي هذه الاتهامات عقب الخطوة التصعيدية التي أقدم عليها الحزب الموالي لإيران بتنظيم "لقاء المعارضة في الجزيرة"، لإحياء ذكرى إعدام نمر باقر النمر الذي أدين بتهم الإرهاب في السعودية.
والنمر رجل دين شيعي سعودي قاد احتجاجات شرقي المملكة أوائل العقد الماضي، أعدمته الرياض إلى جانب 46 شخصا آخرين في يناير 2016، لإدانتهم بـ"إشعال الفتنة الطائفية" أو "الانتماء إلى تنظيمات إرهابية".
ولم تنفع جميع المحاولات لثني حزب الله عن إقامة لقاء يضم عناصر تعتبر إرهابية في دول الخليج، ضمن دعم جهود محاولات تجاوز الأزمة.
وتضمنت الاحتفالية كلمة لممثل جماعة الحوثي، إضافة إلى كلمة المنظم التي ألقاها رئيس مجلسه التنفيذي هاشم صفي الدين، الذي هاجم فيها المملكة العربية السعودية.
وطالب صفي الدين "السعودية بوقف الهيمنة على اللبنانيين، ووقف التدخل وفرض الآراء والتهديد، فهذا تدخل سافر في البلد".
وأضاف "المطلوب منها (السعودية) ألا تتدخّل بتصنيف اللبنانيين وتحرّضهم على بعضهم البعض".
وتابع صفي الدين "نقول للولايات المتحدة والسعودية ولصيصانهم في لبنان (لم يسمهم)، إنكم لم تعرفوا قوة هذه المقاومة، فهي قادرة على إنجاز وطن سيِّد حر مستقل دون أي ارتهان للخارج".
وأعرب عن "دعم الحزب ووقوفه إلى جانب المعارضة في الجزيرة العربية"، متمنيا لهم "عيشا كريما لأنهم يستحقون ذلك".
وتأتي هذه التصريحات على وقع ارتفاع منسوب التوتر بين الرياض والحزب مؤخرا، إذ حثّ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أواخر ديسمبر الماضي، القيادات اللبنانية على "إيقاف هيمنة حزب الله الإرهابي"، فيما اتهم سفير الرياض بلبنان وليد بخاري الخميس "حزب الله" بـ"تهديد" الأمن القومي العربي.
وفي أكثر من مرة قالت الحكومة اللبنانية إن "تصريحات حزب الله لا تمثل موقفها"، فيما أكد وزير الداخلية بسام مولوي الثلاثاء أنه "لا يجب أن يكون لبنان منطلقا للإساءة لأي دولة عربية".
وأثار اللقاء الذي نظمه حزب الله ردود فعل مستنكرة في الداخل اللبناني، حيث اعتبره كثيرون تحديا واضحا للدولة اللبنانية، ولإرادة أغلبية الشعب اللبناني.
وسأل الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان "لماذا الإمعان في معاكسة إرادة الشعب اللبناني ومصالحه عبر الإصرار على مهاجمة دول الخليج واستعداء المملكة العربية السعودية؟ ألا تستحق المصلحة الوطنية العليا تجاوز العواطف الشخصية؟".
وأضاف "ألا يتوجب على الجميع، وفي مقدمهم رئيس البلاد، مصارحة حزب الله بوجوب التوقف عن الإساءة إلى علاقاتنا الخارجية والإقلاع عن سياسة عزل لبنان عن محيطه والعالم؟"، وختم قائلا "هل هكذا تجري التهيئة للحوار الوطني؟".
وقال النائب اللبناني أكرم شهيب "مؤتمرات مفتوحة لمواجهة الجزيرة العربية في الضاحية وليس بعيدا عن بعبدا، ومستشفى ميداني إماراتي لخدمة الناس في وسط بيروت.. علينا الاختيار".
وغرد النائب فيصل الصايغ عبر حسابه على تويتر متوجها للرئيس اللبناني ميشال عون قائلا "إذا بحوارك مع النائب محمد رعد (رئيس كتلة حزب الله البرلمانية) ما لم تستطع إقناعه بعدم تنظيم ما يسمى مؤتمر 'المعارضة الخليجية' وانعكاساته السلبية على لبنان، كيف يستطيع إقناعه بالاستراتيجية الدفاعية، أو بصندوق النقد، والمراقبين على الحدود والمرافئ؟".
وغرد الوزير اللبناني السابق اللواء أشرف ريفي عبر حسابه على تويتر قائلا "مؤتمر بالضاحية مضر ومسيء للبنان ينظمه حزب الله، يمس الأمن القومي للمملكة العربية السعودية والخليج، فيما السلطة تغط رأسها في رمال الاحتلال الإيراني الذي يستعمل لبنان وغيره على طاولة المفاوضات".
وأضاف أن "السلطة واجهة للحاكم الفعلي للبنان الذي يطيح بمصلحة البلد لتحسين مفاوضات إيران بفيينا".
وخاطب حزب الله قائلا "استقيلوا"، وللمشاركين في المؤتمر "اعتبروا من قضية زميلكم الإرهابي أحمد المغسل الذي كلفته إيران بجريمة الخبر، وسلمته ليلقى مصيره العادل على هامش مفاوضاتها النووية عام 2015".