السعودية تبدأ رحلة جعل مطار الملك سلمان الأكبر في العالم

المشروع الضخم يمهد الطريق لتلبية الطموحات السياحية والتجارية.
الأربعاء 2022/11/30
متى يبدأون التنفيذ؟

فعّلت السعودية رسميا أحد أبرز مشاريع البنية التحتية الضخمة والمتعلق ببناء مطار جديد في العاصمة الرياض لإدخالها إلى نادي أفضل المدن العالمية كوجهة عالمية جاذبة للنقل الجوي والتجارة والسياحة في غضون سنوات قليلة.

الرياض - شكل إطلاق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المخطط العام لمطار الملك سلمان الدولي الاثنين الماضي، إشارة بداية فقط لرحلة طويلة لجعل هذه المنشأة الأكبر بين نظيراتها في العالم مع تشديد المنافسة الإقليمية وخاصة مع إمارة دبي.

ويُعبّر المطار الجديد، الذي سيكون بمثابة الواجهة الرئيسية للبلاد، بوضوح عن رؤية الحكومة لما ستكون عليه السعودية بحلول نهاية العقد الجاري.

وقال الأمير محمد بن سلمان أثناء الإعلان الذي نشرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية مقتطفات منه إن "المطار سيكون مركز طيران ضخم من ستة مدارج مع العمل على رفع الطاقة الاستيعابية لتصل إلى 120 مليون مسافر بحلول 2030".

ومن المزمع أن يُموّل صندوق الثروة السيادية تشييد المطار الذي من المفترض أن يمتد على مساحة تقارب 57 كيلومترا مربعا، والتي تشمل صالات تحت مسمى "صالات الملك خالد".

وعلاوة على ذلك، يشمل المطار، الذي لم يتم الكشف عن التكلفة التقديرية لإقامته، 12 كيلومتر مربع من المرافق المساندة والأصول السكنية والترفيهية والمحلات التجارية والعديد من المرافق اللوجستية المختلفة التي تتلاءم مع المعايير الدولية والتكنولوجية.

صالح الجاسر: المطار سيعزز مكانة السعودية كمركز لوجستي عالمي
صالح الجاسر: المطار سيعزز مكانة السعودية كمركز لوجستي عالمي

واعتبر وزير النقل صالح الجاسر أن المطار سيسهم بشكل بارز في تعزيز مكانة السعودية كمركز لوجستي عالمي يربط القارات الثلاث، مما يدعم مستهدفات الإستراتيجية المتعلقة بهذا المجال.

وقال الجاسر إن المنشأة "ستساعد في تمكين الإستراتيجيات المحلية للقطاعات الأخرى، مثل التجارة والصناعة والسياحة لتنفيذ مستهدفاتها الطموحة وصولا إلى تحقيق التنمية المستدامة".

وتستهدف السعودية من وراء إنشاء المطار إلى زيادة الوجهات لأكثر من 250 وجهة دولية من 90 حاليا، مع الوصول إلى طاقة استيعابية تصل إلى 185 مليون مسافر.

وإلى جانب ذلك رفع قدرات قطاع الشحن الجوي عبر مضاعفة طاقته الاستيعابية لتصل إلى أكثر من 4.5 ملايين طن بحلول العام 2050.

ويعد قطاع النقل الجوي جزءا من إستراتيجية الحكومة لتصبح مركزا عالميا للنقل والخدمات اللوجستية بحلول عام 2030 إذ سيكون المطار قاعدة عمليات لشركة ريا الجديدة للطيران التي ستسعى لمنافسة شركتي طيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية الكبيرتين.

ووضعت السعودية لنفسها أهدافا عالية لتنويع اقتصادها وتقليل اعتمادها على النفط، وضخت مئات المليارات من الدولارات في خطة رؤية 2030 التي أطلقها الحاكم الفعلي للمملكة الأمير محمد بن سلمان.

وتصب تطلعات المسؤولين في أن يسهم المطار في دعم الخطط لتكون الرياض ضمن أكبر عشرة اقتصادات مدن في العالم، ولمواكبة النمو المستمر في عدد سكان العاصمة الذي يستهدف الوصول إلى ما يتراوح بين 15 و20 مليون نسمة بعد ثماني سنوات من الآن.

ويتوقع أن يساهم المشروع بحوالي 7.2 مليار دولار سنويا في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، وأن يستحدث 103 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

ولم يتم الكشف عن تفاصيل بشأن الاستثمارات المقررة لكن مصدرا مطلعا على الخطط أبلغ رويترز بأن إدارة الطيران في الصندوق السيادي تحصلت على أموال ضخمة لإنشاء نظام بيئي لشركات الشحن والركاب والصيانة والمطارات.

وتجري الحكومة بالفعل محادثات مع شركتي أيرباص وبوينغ بناء على طلب شركتي الخطوط السعودية وشركة الطيران الجديدة ريا لعقد صفقات تعززان بها أسطوليهما من الطائرات.

وقالت مصادر في قطاع الطيران لرويترز في وقت سابق هذا العام إن "الرياض في مفاوضات متقدمة لطلب نحو 40 طائرة أيرباص أي 350 ضمن الجهود الإستراتيجية لإطلاق شركة طيران جديدة ومنافسة شركات الطيران ذات الثقل في الخليج".

معلومات حول المطار

  • 250 وجهة دولية مستهدفة من نحو 90 وجهة حاليا
  • 130 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة
  • 120 مليون مسافر الطاقة الاستيعابية بحلول 2030
  • 7.2 مليار دولار المساهمة في الاقتصاد غير النفطي سنويا

وليس من الواضح ما إذا كان من الممكن تقسيم شراء الأسطول بين الشركتين المصنّعتين، لكن المصادر أوضحت أن الصندوق السيادي سيشترى الطائرات البالغ قيمتها نحو 12 مليار دولار بالأسعار المعلنة.

وستتمركز الخطوط السعودية التي تأسست قبل 77 عاما في مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر، فيما ستتخذ شركة ريا العاصمة الرياض مقرا لها، في إطار إستراتيجية النقل التي تسعى لإنشاء المركزين لمنافسة الشركات الإقليمية الأخرى.

وفي خضم هذه التحولات، كشف رئيس هيئة الطيران المدني عبدالعزيز الدعيلج أن بلاده تعتزم طرح شركة قابضة تضم جميع أصول مطاراتها الحالية في البورصة.

وقال الدعيلج في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ الشرق إن الهيئة "عملت على خطة إستراتيجية لتحويل المطارات إلى شركة قابضة".

وأكد أنه في مطلع يناير 2022 جرى تحويل جميع أصول المطارات إلى شركة مطارات القابضة لتحويلها إلى صندوق الثروة.

لكنه أشار إلى خيار العمل مع القطاع الخاص على تخصيص المطارات الأخرى مثل مطار المدينة المنورة (مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز).

وأوضح أن الخطوة الأولى هي تحويل الأصول إلى صندوق الثروة تليها خطوات أخرى مثل طرحها في السوق كشركة مساهمة عامة.

وبحسب الهيئة، فإن لدى السعودية 29 مطارا حاليا، إلى جانب المطارات قيد الإنشاء مثل مطار نيوم ومطار البحر الأحمر.

وألمح الدعيلج إلى تطوير مرتقب لمطار جدة مطار الملك عبدالعزيز الدولي، والذي تبلغ طاقته الاستيعابية نحو 114 مليون مسافر سنويا، ليكون ثاني المطارات المحورية بالبلاد بعد مطار الملك سلمان، لكنه لم يذكر موعد عمليات التطوير.

10