السعودية تبحث تعزيز التعاون مع روسيا تزامنا مع زيارة بلينكن للرياض

الرياض - تبادل ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجهات النظر بشأن عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك فيما يبدو انه توجه لمزيد دعم التعاون خاصة في قطاع النفط وفي الاقتصاد رغم القلق الأميركي فما يتزامن ذلك مع زيارة يؤديها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الرياض وهو ما اعتبر رسالة قوية من الرياض إلى واشنطن بشان عدم التراجع عن الشراكة السعودية الروسية.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن ولي العهد السعودي تلقى اتصالاً هاتفياً مساء الأربعاء من بوتين "جرى خلاله بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطوير التعاون في مختلف المجالات".
من جانبه قال الكرملين إن الجانبين بحثا سبل استقرار أسواق الطاقة العالمية، مضيفا أنهما "أشادا خلال الاتصال بالتعاون فيما بينهما في إطار تحالف أوبك بلس للدول المنتجة للنفط".
وجاء في بيان للكرملين نشره على تطبيق تليغرام أن الجانبين "ناقشا مسألة ضمان الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية بالتفصيل".
وأضاف البيان "أشاد الجانبان بالتعاون في إطار تحالف أوبك بلس مما سمح باتخاذ خطوات فعالة وفي الوقت المناسب لضمان التوازن بين العرض والطلب على النفط".
وأشار إلى أهمية الاتفاقات التي توصل لها التحالف في اجتماعه هذا الأسبوع والتي ستقوم بموجبها السعودية بخفض في إنتاجها في يوليو.
ورغم الضغوط التي مارستها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على الرياض فيما يتعلق بتخفيض إنتاج النفط بنحو مليوني برميل يوميا ضمن أوبك+ وذلك في إطار جهود عزل روسيا بسبب حربها على أوكرانيا لكن المملكة أصرت حينها على أن القرار اقتصادي بحت.
وهدد نواب في الكونغرس ومسؤولون أميركيون بحظر بيع الأسلحة الدفاعية للرياض لمواجهة الحوثيين كما هددوا بتطبيق قانون "نوبك" الذي يسمح لوزارة العدل الأميركية بمقاضاة أعضاء منظمة "اوبك" وحلفائها للحد من الممارسات الاحتكارية المرتبطة بقطاع النفط.
ورفضت السعودية كذلك المشاركة في الحملة الغربية لعزل روسيا دوليا وقامت عوض ذلك بتعزيز الشراكة الاقتصادية وحتى العسكرية مع موسكو وهو ما اقلق الجانب الأميركي.
وسعت المملكة إلى لعب دور الوسيط بين روسيا وكييف لإنهاء الصراع المسلح واستدعت الرئيس الأوكراني فلادومير زيلنسكي إلى القمة العربية التي أقيمت الشهر الماضي في جدة.
وحاول أنتوني بلينكن من خلال زيارته الأخيرة إلى الرياض إعادة بناء الثقة مع المسؤولين السعوديين حيث لم يركز وزير الخارجية الأميركي كثيرا على طبيعة العلاقات الروسية السعودية وتوسع الشراكة بينهما.
وتشعر الولايات المتحدة بقلق كبير من تداعيات تعزيز الرياض علاقاتها مع بكين وموسكو ناهيك عن عودة العلاقات الإيرانية السعودية.