السعادة طرف صناعي.. طفل أفغاني يصنع الحدث

مقطع فيديو يظهر فيه الطفل أحمد سيد رحمن يرقص فرحا بساقه الصناعية يشعل مواقع التواصل الاجتماعي.
الخميس 2019/05/09
ابتسامته لا تقدر بثمن

كابول - أراد أحمد سيد رحمن، البالغ من العمر خمس سنوات، أن يظهر ساقه الصناعية الجديدة لأخصائيي العلاج الطبيعي والممرضات، الذين قدموا له الرعاية في مركز لتقويم العظام بالعاصمة الأفغانية.

وبينما كانت هناك أغنية أفغانية في الخلفية، وقف أحمد على قدميه وأخذ يرقص وهو يضحك بسعادة.

وصوّرت الطبيبة ميلغارا رحيمي، الطفل بكاميرا هاتفها، ونشرت مقطع الفيديو على فيسبوك خلال عطلة نهاية الأسبوع، ثم نشره موظف آخر على تويتر، وبحلول الاثنين الماضي 6 مايو 2019، انتشر المقطع بشكل هائل وأصبح “فيروسيا”، بحسب ما ذكرته صحيفة الواشنطن بوست الأميركية.

وقال أحمد “هذا أنا”، وهو يشاهد الفيديو في مركز تقويم العظام الذي تديره اللجنة الدولية للصليب الأحمر في كابول، ثم نظر إليه مرة أخرى وركض ليريه لوالدته والممرضات الأخريات.

وانتشر الفيديو الذي نشرته رحيمي على نطاق أوسع بعد أن أعادت رويا موساوي، المتحدثة باسم اللجنة الدولية في كابول، نشره على تويتر وعلى صفحة اللجنة الدولية.

وامتدح مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الصبي على “ابتسامته التي لا تقدر بثمن” ومرونته.

وغرّد كثيرون بأنهم لم يتوقفوا عن البكاء بسبب المقطع.

وقال صحافي:

Kashifabbasiary@

لا شيء يقارن بهذه السعادة والمعاناة أيضًا. سعيد جدا لأجل هذا الشاب. عسى أن يبقى سعيدًا إلى الأبد.

واعتبر آخر:

janiceadaberry@

مقطع حزين وسعيد جدا في نفس الوقت.

ووفقا للجنة الدولية للصليب الأحمر، تلقّى أكثر من 100 ألف ضحية أطرافاً صناعية في هذا المركز بكابول على مدار الثلاثين عاماً الماضية من النزاعات المتتاليةـ منهم حوالي 10 بالمئة كانوا من الأطفال.

ومن بين حوالي 60 ألف أفغاني مسجلين حالياً دون أطراف، تبلغ نسبة الأطفال حوالي 8 إلى 10 بالمئة.

وقال ألبرتو كايرو، الذي يدير مركز تقويم العظام منذ فترة طويلة، إن صنع الأطراف الصناعية للمرضى مهمة معتادة وروتينية بالنسبة إلى فريقه، وإن رؤية الأشخاص الذين يعيشون بهذه الأطراف أمر شائع في كابول، لكن الفيديو الخاص بأحمد، كما يقول “قد لمس وتراً حساسا”.

وقال كايرو “عندما ترى طفلاً يرقص بأطرافه الصناعية، فإن الجميع سيشاهدونه بالطبع. أنا سعيد جداً لمعرفة أن هذا المقطع ينتشر في كل مكان”.

وخلال 24 ساعة بعد نشر الفيديو، أصبح أحمد مشهوراً، وامتلأ المركز بالصحافيين لمقابلته وإجراء حديث صحافي مع والدته.  وما زال الطفل يدور ويرقص بمهارة متباهيا بطرفه الصناعي الجديد أمام عدسات الكاميرات.

وأحمد واحد من آلاف الأطفال الأفغان الذين تلقوا أطرافًا صناعية بسبب إصابات الحرب منذ افتتاح المستشفى في عام 1988.  وقد أصيب هو وشقيقته الكبرى، سليمة، التي كانت تحمله في ذلك الوقت، في معركة في محافظة لوغار منذ أربع سنوات. تعافت سليمة من جروحها، لكن أحمد فقد ساقه اليمنى.

ومنذ ذلك الحين، أثناء نموه، قام موظفو اللجنة الدولية بتركيب من أرجل صناعية دون مقابل. وهذا رابع طرف صناعي لأحمد.

وقالت أمه ريزا التي لديها ثمانية أطفال آخرين، للصحافيين “أريده أن يذهب إلى المدرسة ويصبح طبيباً أو مدرساً”.

وأضافت أن العائلة لا تزال تعيش في قرية فقيرة في لوغار، حيث تسافر لعدة ساعات إلى كابول عندما يحتاج أحمد لزيارة اللجنة الدولية. وقالت مبتسمة “الله سوف يكافئ من أسسها (اللجنة الدولية)، في هذا العالم وما بعده”.

19