السراج يلعب ورقة "الترهيب" المالي مع اقتراب تحرير طرابلس

رئيس حكومة الوفاق يعتبر أنه ليس لديه "شريك للسلام" للتوصل إلى حل النزاع في ليبيا.
الأحد 2020/02/16
عزلة وتخبط

طرابلس - يثير تقدم الجيش الليبي وعزمه على حسم معركة تحرير طرابلس من الميليشيات والتنظيمات الإرهابية الموالية لحكومة الوفاق هواجس محور الإسلاميين وميليشياتهم من هزيمة عسكرية محتومة وهو ما يجعل رئيس الحكومة فايز السراج في حالة من التخبط خاصة وأنه يسعى إلى إيجاد تسوية سياسية تحفظ له ماء الوجه.

ووجد السراج نفسه محاطا بعزلة إقليمية ودولية بعد تنكره لتعهداته السابقة مع القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر، وجعله من طرابلس رهينة لسلطة الميليشيات وفقدانه الدعم الشعبي وتورطه في تبديد ثروة البلاد، وتجاوزه لصلاحياته وإنكاره للأسس التشريعية المعترف بها في وثيقة الصخيرات والمتمثلة في قرار البرلمان المنتخب.

ولا يزال السراج الذي يواجه الإرباك مصرا على عدم وضع حد لسياساته التي جعلت من ليبيا مرتعا للميلشيات واعتبر أنه ليس لديه "شريك للسلام" للتوصل إلى حل النزاع في البلاد، في إشارة إلى قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر.

وأضاف في مؤتمر صحافي في طرابلس "ندرك أنه ليس لدينا شريك للسلام ولهذا نأخذ أقصى درجات الحذر والحيطة".

واتهم السراج الجيش الليبي بتكثيف انتهاكاته للهدنة الهشة التي ابرمت في 12 يناير بمبادرة من روسيا وتركيا.

وعبّر عن ارتياحه لتبني مجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع قرارا يطلب وقفا "دائما" لإطلاق النار في ليبيا.

والأربعاء، صادّق مجلس الأمن على مشروع قرار بريطاني، يدعو إلى الالتزام بوقف إطلاق النار في ليبيا، ضمن نتائج مؤتمر برلين الدولي.

لكن قائد الجيش الليبي المشير رهن وقف إطلاق النار بتحرير العاصمة الليبية طرابلس من سلطة الميليشيات وإنهاء وجود المرتزقة الأتراك في البلاد.

وأضاف السراج انه لا يمكن أن تجري مفاوضات في ظل القصف وتدمير البنى التحتية، مشيرا إلى أن قواته ستضطر لرد الفعل اذا لم يتم اتخاذ اجراءات دولية حازمة لوقف القصف.

من جهة أخرى اعتبر رئيس حكومة الوفاق أن إقفال مرافئ النفط "سيؤدي إلى كارثة على مختلف المستويات والعجز سيطال المرتبات ودعم المحروقات".

وكرر السراج الأرقام التي أعلنتها المؤسسة الوطنية للنفط قائلا إن ليبيا خسرت أكثر من 1.4 مليار دولار منذ بدء الإغلاق.

وكانت قبائل وازنة في ليبيا أغلفت حقول وموانئ النفط بدعم شعبي هدفه الرئيس مواجهة فساد حكومة الوفاق وكذلك ردع مرتزقة الأتراك.

وأكدت القبائل أن الأموال المتدفقة من إنتاج النفط يستخدمها السراج لوقف تقدم الجيش الوطني الذي يخوض حربه ضد الإرهاب ولتطهير المدن من الميليشيات. وأكدت أنها ترفض اتفاقية السراج مع تركيا، مطالبة المجتمع الدولي بإلغاء الاعتراف بحكومة الوفاق.

ويلقى توجه قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، الذي يشدد على محاربة الإرهاب قدرا كبيرا من المصداقية والتجاوب على المستوى المحلي والعربي والدولي خاصة بعد التجاوزات التركية الأخيرة التي كشفت بالأدلة أطماع أنقرة في ليبيا ودعمها لسلطة الميليشيات على غرار إرسالها لمرتزقة للقتال من شأنه نشر المزيد من الفوضى في البلاد.

ويرى المراقبون أن إغلاق الحقول والمنشئات النفطية جاء ليلفت نظر العالم إلى أن حكومة السراج المعترف بها دوليا ليس لها تأثير على أكثر من 90 بالمئة من مساحة البلاد، وهي غير قادرة على الإيفاء بأيّ التزامات تبرم معها، بما في ذلك العقود المتعلقة بالصناعة النفطية، عكس الحكومة المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب، التي تعتبر الغطاء السياسي للجيش الوطني، وتبسط نفوذها على الأغلبية الساحقة من مساحة البلاد، باستثناء بعض مدن الساحل الغربي كمصراتة وزليتن والزاوية وزوارة وأحياء من طرابلس.