السراج يحاول إغراء روسيا اقتصاديا لوقف دعمها للجيش الليبي

طرابلس- حاول رئيس حكومة الوفاق الليبية، فايز السراج، استغلال أعمال قمة «روسيا أفريقيا» في التقرّب إلى موسكو من أجل سحب دعمها للقائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر في حربه على الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة وجذبها إلى دائرة الحياد الدبلوماسي في التعامل مع الملف الليبي.
وقدّم السراج إغراءات عديدة لموسكو الداعمة لقوات الجيش الليبي في دحر الجماعات الإرهابية وإبعاد الميليشيات المسلحة من العاصمة طرابلس لإضعاف الدعم الذي يتحصل عليه حفتر.
وغازل فايز السراج في تصريحات إعلامية، على هامش مشاركته في القمة التي تحتضنها مدينة سوتشي الروسية، الرئيس الروسي ووعده بفتح باب الاستثمارات للشركات الروسية في ليبيا وحث المستثمرين الروس على القيام بعدة مشاريع في طرابلس كخطوة أولى لكسب ود روسيا التي تمر بمشاكل اقتصادية خانقة.
كما سعى السراج إلى فك الارتباط بين خليفة حفتر وفلاديمير بوتين، واستمالة روسيا إلى موقف الحياد، بإظهار نفسه مشرفا على كل الاتفاقيات الدولية التي وقعتها ليبيا ومنها الاتفاق الموسع الموقع مع روسيا منذ سنة 2008، معلنا أنه سيجري تفعيل اللجنة المشتركة بين ليبيا وروسيا لمتابعة الإجراءات والاتفاق الموقع بين البلدين.
وفيما يقر رئيس حكومة الوفاق بتلقيه دعما أمنيا وعسكريا من تركيا، اعتبر الرئيس الروسي بوتين أن تدخل الدول الخارجية في أزمة ليبيا عمّق أزمتها وفاقم تدهور وضعها الأمني.
وأكد فلاديمير بوتين أن الأحداث في ليبيا نتيجة سياسة غير مسؤولة لعدد من الدول التي حرفت قرار الأمم المتحدة، “ونحن نتابع الوضع بقلق بالغ”.
الحكومة الليبية المؤقتة تدعو موسكو إلى لعب دور كبير في إنهاء الأزمة الليبية وعقد مؤتمر في سوتشي
ويبدو أن الإغراءات الاقتصادية للسراج اصطدمت بعدم اطمئنان روسي للوضع الأمني في طرابلس، وسأل نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أثناء اجتماعه مع رئيس الوزراء الليبي فايز سراج عن مصير الموظفين الروس الذين يعملون في منظمة الصندوق الوطني لحماية القيم وتم احتجازهم.
ويبدو أن حفتر يحظى بنصيب الأسد من اهتمام الكريملين، حيث زار موسكو ثلاث مرات منذ عام 2016، وأبحر على متن حاملة الطائرات الروسية الأدميرال كوزنتسوف عام 2017، وذلك لحضور مؤتمر جمعه بوزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو.
ويفسّر مراقبون دعم موسكو لحفتر بتخوفها من أن الفوضى في ليبيا قد تسمح بعودة “الدولة الإسلامية” المعروفة إعلاميا باسم داعش، والتي تشكل مصدر قلق أمني خطيرا.
ومنعت روسيا مجلس الأمن الدولي من إصدار بيان كان سيحث قوات خليفة حفتر على وقف تقدمها في طرابلس، مصرة على أن البيان يجب أن يحث جميع القوات في البلاد على وقف القتال. ويرى مراقبون هذه الخطوة مؤشرا واضحا على دعم روسيا الضمني لحفتر.
في هذا الشأن أجرى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أحد الأطراف الداعمة لقوات الجيش الليبي، محادثات مع الرئيس في مدينة سوتشي، وتبادلا في لقائهما على هامش فعاليات المنتدى الاقتصادي الأفريقي الروسي، وجهات النظر بشأن الوضع في ليبيا، حيث توافقت الرؤى على ضرورة التوصل إلى حلول سياسية لمختلف النزاعات، من أجل استعادة الأمن والاستقرار لدول المنطقة ودحر الإرهاب على نحو يحافظ على وحدة وسيادة أراضيها.
من جانب آخر طالب وزير الخارجية في الحكومة المؤقتة عبدالهادي الحويج، في تصريحات لوسائل إعلام روسية، على هامش قمة روسيا أفريقيا في سوتشي، بأن تلعب روسيا دورا في إنهاء الأزمة الليبية، وأن تعمل على عقد مؤتمر سوتشي ليبيا، على غرار مؤتمر سوتشي سوريا.
وأضاف وزير الخارجية في حديثه للوكالة الروسية، أن روسيا دولة كبيرة ومهمة، “ونتطلع إلى دور كبير تقدمه لإنهاء الأزمة في ليبيا”.