السبسي لا يتحمّس لولاية جديدة

تونس - قال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، السبت، إنه لا يرغب في الترشح لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقررة هذا العام. ويأتي هذا الموقف لتبديد الغموض بشأن موقفه خاصة أن حزبه وقوى سياسية ومدنية مختلفة تتمسك بأن يكون مرشحها للانتخابات القادمة لقدرته على تجميع التيارات المدنية لمواجهة النفوذ المتنامي لحركة النهضة الإسلامية.
ويعطي الدستور التونسي الجديد الذي أقره البرلمان في 2014 الحق لأي رئيس الترشح لولايتين فقط.
وأكد السبسي خلال افتتاح مؤتمر حزبه نداء تونس بمدينة المنستير الساحلية “سأقول بكل صراحة أنا لا أرغب في أن أترشح مرة أخرى لأن تونس تزخر بالكفاءات”.
وهذا التصريح الصادر عن السبسي بخصوص الترشح للانتخابات الرئاسية ليس موقفا نهائيا ولكن يتوقع أن يعلن موقفه الرسمي خلال الأشهر المقبلة.
ومن المتوقع أن تجري تونس انتخابات برلمانية في السادس من أكتوبر وانتخابات رئاسية في الـ17 من نوفمبر.
وكان السبسي قد فاز في انتخابات 2014 على منافسه المنصف المرزوقي ليصبح أول رئيس لتونس ينتخب بشكل حرّ ومباشر.
وأوصى الرئيس التونسي برجوع رئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى حزب نداء تونس ورفع التجميد عن عضويته، مؤكدا أن الباب مفتوح للجميع لمن يريد أن يعمل لأجل الحزب ولأجل تونس، في إشارة واضحة إلى العفو عن العشرات من الوجوه السياسية البارزة التي انشقت عن الحزب خلال السنوات الأربع الماضية بسبب خلافها مع حافظ قائد السبسي، نجل الرئيس، والمدير التنفيذي للحزب.
وقال السبسي في هذا السياق إنه “يرغب في عودة الشاهد إلى نداء تونس ورفع تجميد عضويته.. وله الحرية في اختيار العودة من عدمها”.

وقال متابعون للشأن التونسي إن الدعوة إلى عودة جماعية للمنشقين هدفها إعادة خلق الأجواء الإيجابية التي نجح الرئيس التونسي خلال 2013 و2014 في توفيرها وساهمت في بناء جبهة مدنية واسعة حوله وحول المشروع السياسي والمجتمعي لحزب نداء تونس في مواجهة مشروع الإسلاميين، وهو ما مكن الحزب من الفوز في الانتخابات.
وشدد الرئيس السبسي في كلمته بافتتاح المؤتمر على أن دوره سيكون تجميع كل القوى الوطنية لمواجهة التيارات التي تجب مواجهتها رافضا تسميتها، لكن المراقبين يعتقدون أن المقصود هي حركة النهضة التي تحالفت مع نداء تونس قبل أن تتخلى عن هذا التحالف وتتحالف مع رئيس الحكومة المستقيل من الحزب وتوظّفه ورقة بيدها في مواجهة الحزب الأم، أي نداء تونس.
وقال مراد دلش، عضو اللجنة القانونية لحزب نداء تونس، في تصريح لـ”العرب”، إن مؤتمر المنستير، وهو المؤتمر الأول للحزب منذ تأسيسه، هدفه إنقاذ الحزب وإخراجه من أزمته، مشيرا إلى أن خطاب السبسي، وهو الرئيس المؤسس، قدم رسائل كثيرة خاصة بدعوته إلى تجميع العائلة الوسطية لمنافسة حركة النهضة بشكل رسمي وأساسي.
وحضر حفل افتتاح مؤتمر نداء تونس حوالي 3000 عضو، كما يشارك فيه ألف و800 نائب عن مختلف المحافظات لانتخاب مجلس وطني يضم 217 عضوا.
كما سيتم أيضا انتخاب الهيئة السياسية للحزب التي ستضم 32 عضوا وانتخاب اللجنة المركزية له.
وقال صالح الحاج عمر، عضو لجنة إعداد المؤتمر، إن “حركة نداء تونس حاولت تجاوز كل المشكلات لعقد هذا المؤتمر، والحزب لا يزال مفتوحا على كافة مناضليه”، مشيرا إلى أنه حسب “الخط السياسي الجديد للحركة لا توافق مع حركة النهضة في المرحلة القادمة وهذا خيار منا”.
ومنذ سبتمبر أعلن الرئيس السبسي أنّ حركة النهضة أنهت توافقا معه دام 5 سنوات.