الساحل السوري تحت النيران الإسرائيلية رغم محادثات التهدئة

دمشق - قتل شخص في غارات اسرائيلية استهدفت الجمعة منطقة الساحل في غرب سوريا، بحسب الإعلام الرسمي، في حين أعلنت اسرائيل قصفها منشآت عسكرية في منطقة اللاذقية.
وتعدّ هذه الغارات الأولى على البلاد منذ نحو شهر، وتأتي رغم إجراء محادثات في الآونة الأخيرة بين إسرائيل والحكومة السورية الانتقالية لاحتواء الأوضاع.
وأورد التلفزيون السوري الرسمي مساء الجمعة "غارة من طائرات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف مواقع قرب قرية زاما بريف جبلة جنوبي اللاذقية".
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية سانا من جهتها عن "استشهاد مدني وإصابة 3 آخرين بجروح جراء استهداف طيران الاحتلال الاسرائيلي محيط قرية زاما بريف جبلة".
وأضافت سانا أن "غارة إسرائيلية استهدفت أيضًا محيط مرفأ طرطوس"، مشيرة إلى أن "الغارات الإسرائيلية أسفرت أيضًا عن أضرار مادية في المواقع المستهدفة".
ومن جانبه، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هذه الغارات استهدفت "مواقع عسكرية" وثكنات في منطقتي طرطوس واللاذقية، لكنه لم يورد معلومات عن وقوع ضحايا.
وأعلنت اسرائيل من جهتها قصف "منشآت لتخزين الأسلحة تضمّ صواريخ أرض-بحر، تشكّل تهديدا على حرية الملاحة الدولية وحرية الملاحة لإسرائيل، في منطقة اللاذقية في سوريا".
وأضاف بيان الجيش الاسرائيلي أنه "تم استهداف مكونات صواريخ أرض-جو في منطقة اللاذقية".
وتأتي هذه الغارات غداة دعوة المبعوث الأميركي الى سوريا توماس باراك من دمشق إلى حوار بين سوريا واسرائيل، البلدان اللذان يعدان في حالة حرب، على أن يبدأ ذلك بـ"اتفاق عدم اعتداء" بين الطرفين.
وفي تصريح بثته قناة العربية السعودية، أعرب باراك من دمشق عن اعتقاده بان "مشكلة اسرائيل وسوريا قابلة للحل وتبدأ بالحوار"، مقترحا البدء بـ"اتفاق عدم اعتداء" بين الطرفين.
ومنذ إطاحة الرئيس بشار الأسد في الثامن من ديسمبر، شنّت إسرائيل مئات الضربات على مواقع عسكرية في سوريا، مبررة ذلك بالحؤول دون وقوع الترسانة العسكرية في أيدي السلطات الجديدة. وطالت إحدى ضرباتها الشهر الحالي محيط القصر الرئاسي على خلفية أعمال عنف ذات طابع طائفي.
كما توغلت قواتها داخل المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان، والواقعة على أطراف الجزء الذي تحتله الدولة العبرية من الهضبة السورية. وتتقدم قواتها بين الحين والآخر الى مناطق في عمق الجنوب السوري.
لكن الضربات توقفت إلى حد كبير في الأسابيع القليلة الماضية منذ لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض في منتصف الشهر الحالي، وحثه على التطبيع مع الجانب الإسرائيلي.
وقد دخل الجانبان السوري والإسرائيلي في محادثات مباشرة تهدف إلى احتواء التوتر والحيلولة دون اندلاع صراع في المنطقة الحدودية، وفقا لما أفادت به رويترز الثلاثاء نقلًا عن خمسة مصادر.
وكان الرئيس أحمد الشرع أكد مرارا ان سوريا لا ترغب بتصعيد مع جيرانها، ودعا المجتمع الدولي للضغط على اسرائيل من أجل وقف اعتداءاتها.
وأشار الشهر الحالي خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بباريس إلى أن دمشق تجري عبر وسطاء "مفاوضات غير مباشرة" مع اسرائيل بهدف تهدئة الأوضاع، وهو اعتراف لافت أعقب تقريرا لرويترز يفيد بأن الإمارات العربية المتحدة تتوسط في مثل هذه المحادثات.