"السائرون نياما" يبحث في نفوذ الآلة ومساوئها

أسماء الخوري تنتقد عبر لوحاتها غزو الآلات لحياتنا وتوغلها في كل تفاصيلها حتى أنها باتت تقهر إرادتنا وتنافسنا.
الأربعاء 2022/03/02
الآلة أحكمت قبضتها على الإنسان

القاهرة – يحتضن غاليري ليوان بالقاهرة معرض “السائرون نياما” للفنانة التشكيلية أسماء الخوري الذي يستمر حتى العاشر من مارس الحالي.

وتبحث التشكيلية الشابة في معرضها الجديد في قسوة العلاقة الفرضية الافتراضية بين الإنسان والآلة التي استطاعت التحكم في حياته وإخضاعه لقيمها وفلسفاتها وغواية مفاتن صورها، وما تحمله من معارف افتراضية تنقلها الميديا السيبرانية الموصولة بممارسات العولمة وتأثيراتها، وكيف كرّست الآلة للسيطرة على عقولنا باحتراف.

واستوحت أسماء الخوري اسم معرضها من رواية تحمل نفس الاسم للأديب المصري الراحل سعد مكاوي (1916-1985).

وتنتقد عبر لوحاتها الست والأربعين غزو الآلات التي نصنعها بأنفسنا لحياتنا وتوغلها في كل تفاصيلها حتى أنها باتت تقهر إرادتنا وتنافسنا، وتفقدنا شعورنا بالتمييز بين الأمور، وتسلبنا مقدرتنا على التفكير.

وجاء في بيان الغاليري عن المعرض الذي افتتح في الثاني عشر من فبراير الماضي “عزتنا تلك الأشياء التي نصنعها، حتى جاء اليوم الذي أصبحت فيه أنفسنا عبيدا لها. نحن البشر الذين بذلوا الكثير من الجهد لتطوير الآلة حتى سيطرت بوحشية، نحن نسير بلا حول ولا قوة. فنحن البشر بذلنا قصارى جهدنا لتطوير الآلة حتى توحشت وأصبحت السيطرة ملكا لها”.

ويضيف “نحن ننام بلا حول ولا قوة، بينما هي تقود الطريق، وتسلب حريتنا، وتسرق ملذات الحياة والجمال، وتفرق بيننا وبين من نحبهم، وتكسر روابط الترابط والرحمة بيننا”.

وتركز الفنانة في لوحاتها على الهاتف المحمول الذي تصفه بالآلة البائسة، والمستطيل الأسود الذي يتحول سواده وظلامه بلمسة واحدة لألوان زاهية تخدع البشر بعالم افتراضي، غير واقعي فتسرق منهم الدقائق والساعات والأيام.. فالحياة تُسرق عبثا.

وتتساءل أسماء عن اليوم الذي يتحرر فيه البشر من هذا الغزو؛ ليصبحوا سادة مرة أخرى، وتعود الآلة إلى وظيفتها الأصلية لتسهيل حياة البشر لافتة إلى أن التقدم الحقيقي هو أن نبقى سادة وألا نكون مستعبدين لما نصنعه.

جدير بالذكر أن الفنانة التشكيلية أسماء الخوري، أقامت في العام الماضي معرضها الفردي الخاص، الذي أقيم بعنوان “الأولون” بغاليري أتيلية ضي العرب، ولاقى حفاوة وترحيبا كبيرا من النقاد والجمهور، ومعرض “أعمال صغيرة”، ومعرض بعنوان “مختارات عربية” الثالث، ومعرض بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين لانتصارات أكتوبر، ومعرض “أبيض × أسود”، ومعرض بعنوان “قوة المرأة”.

وهي فنانة تشكيلية تخرجت في كلية الفنون التطبيقية، وتم اختيارها كعضو لجنة تحكيم صالون القاهرة. ولها العديد من المقتنيات بمتحف الفن الحديث، ولدى أفراد من دول مختلفة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا ولبنان والمملكة العربية السعودية والكويت وتونس وبلجيكا وقبرص وغيرها.

شاركت أسماء في العديد من المسابقات، مثل مسابقة اليونسكو الفنية لتوضيح أهمية النيل في عام 2005 وفي “جوائز الإبداع” من المجلس الثقافي البريطاني في عام 2006. كما حصلت على جائزة فاطمة رفعت في عامي 2012 و2013، وحصلت على جائزة اللوحة الفخرية لمسابقة المنح الصيفية (أكاديمية فلورنسا للفنون) عام 2016، وتعمل كمصممة غلاف لمجلة صباح الخير الأسبوعية، وظهرت أعمالها في مجلة “ذو غيد ارتست” الدولية وأيضا في مجلة “آرت وولك” الأميركية.

Thumbnail
14