السؤال عن مصير المفقودين يلاحق الحشد الشعبي

الحشد الشعبي ينفي قيامه بخطف أو توقيف أشخاص تعسفيا، لكن قادته يعترفون بسجن أفراد يقولون إنّهم منتمون لداعش، دون أن يقدّموا دليلا على ذلك.
الجمعة 2021/06/04
في دائرة الاتهام

الفلوجة (العراق) – طالبت منظمة العفو الدولية السلطات العراقية بالكشف عن مصير 643 رجلا وشابا من أبناء الطائفة السنيّة خطفوا قبل خمس سنوات على يد ميليشيات شيعية منتمية للحشد الشعبي الذي تمّ تحويله إلى هيئة رسمية.

وأوضحت المنظمة في تقريرها أن هؤلاء فقدوا خلال الحملة العسكرية التي قام بها الحشد لاستعادة مدينة الفلوجة غربي البلاد في يونيو 2016 من تنظيم داعش الذي كان يسيطر آنذاك على مناطق في غرب العراق وشماله.

وفي الثالث من الشهر نفسه يونيو، وفيما كان الآلاف من النازحين يفرون من الحرب، قام مسلحو الحشد، وفق شهود، بأخذ نحو 1300 رجل وشاب.

ويضيف التقرير أن 643 من هؤلاء نقلوا في ليلة اليوم نفسه في حافلات وشاحنة كبيرة إلى وجهة مجهولة ومازالوا إلى اليوم مفقودين، فيما أفاد الباقون أنهم تعرضوا للتعذيب وإساءة المعاملة.

وبعد يومين من ذلك قام رئيس الوزراء حينها حيدر العبادي بتشكيل لجنة تحقيق في الانتهاكات والأعمال الانتقامية ضد السُنّة لكن “نتائج ذلك التحقيق لم تنشر قط”، وفق منظمة العفو التي أوضحت أنّ “عائلات هؤلاء الرجال تنتظر منذ خمس سنوات لمعرفة ما إذا كانوا على قيد الحياة. وهي تستحق أن تنتهي آلامها”.

وخلال الحرب ضد تنظيم داعش في العراق، نددت منظمات غير حكومية وعائلات بانتهاكات ارتكبتها كافة الأطراف. وكان النزاع سببا للعديد من المجموعات لتقوم بهجمات انتقامية ذات دوافع طائفية بين الشيعة والسنّة، أو إتنية بين الأكراد والعرب.

وينفي الحشد الشعبي قيامه بخطف أو توقيف أشخاص تعسفيا، لكن قادته يعترفون بسجن أفراد يقولون إنّهم منتمون لداعش، دون أن يقدّموا دليلا على ذلك.

ويقول السُنّة في العراق إنهم يتعرّضون للتمييز والاضطهاد بعد مرحلة سيطرة تنظيم داعش على مناطقهم حيث أوقف الآلاف منهم وحكم عليهم بالسجن أو الإعدام بتهم كيدية لا تستند إلى أدلّة واضحة.

ولا تقتصر مخلّفات تلك الحقبة الدامية في مناطق السنّة بالعراق على ملف المخفيين قسريا والمتّهمين كيديا، ولكنّ تتعدى ذلك إلى سيطرة ميليشيات شيعية إلى اليوم على عدد من المناطق التي شاركت في استعادتها من داعش، وممارستها تضييقات على سكّانها الذين يقول بعضهم إنّهم مستهدفون بعملية تغيير ديمغرافي على أساس طائفي، خصوصا وقد تمّ بالفعل تنفيذ مثل ذلك التغيير في منطقة جرف الصخر جنوبي العاصمة بغداد، والتي أخليت بشكل شبه كامل من سكّانها السنّة ومازالوا إلى اليوم ممنوعين من العودة إلى ديارهم التي استولت عليها الميليشيات وحوّلتها إلى مخازن للسلاح وورش لإعادة تركيب الصواريخ والطائرات المسيّرة التي يتمّ تهريب قطعها من إيران.

3