الزيادة في مخصصات الدعم لا تحل مشاكل الفئات الأردنية الهشة

عمان - على إثر موجة من الاحتجاجات الاجتماعية شهدها الأردن مؤخرا والتي كادت أن تخرج عن طابعها السلمي بسبب غلاء الأسعار، رفعت الحكومة الأردنية في أعداد الأسر المنتفعة من برنامج الدعم النقدي في محاولة لتبريد الأجواء الاجتماعية، إلا أن مراقبين يعتبرون الخطوة مسكنات لا تحل مشاكل الفئات الاجتماعية الهشة.
وقالت المديرة العامة لصندوق المعونة الوطنية ختام شنيكات الأحد، إن عدد المستفيدين من برنامج الدعم النقدي الموحد يبلغ 120 ألف أسرة. وأضافت أن الصندوق يجري شهريا مسحا إلكترونيا على الأسر المستفيدة من برنامج الدعم النقدي الموحد لإعادة ترتيب الأسر الأشد فقرا، حيث يتم استبعاد الأسر التي تحسن مستوى معيشتها من البرنامج وإدخال أسر جديدة بدلا منها.
وأكدت أن باب التسجيل في برنامج الدعم النقدي الموحد للأسر التي لم تتقدم بطلب سابق للبرنامج ما زال مفتوحا إلكترونيا وسيبقى باب التسجيل مستمرا حتى نهاية العام الحالي. وأشارت شنيكات إلى أن الأسر التي جرى إيقاف أو تخفيض الدعم النقدي عنها تستطيع التقدم بتظلم على موقع الصندوق الإلكتروني أو عبر مكاتب الصندوق المنتشرة في جميع محافظات المملكة، لتتم دراسة التظلم ومعالجته وبيان أسباب التخفيض أو الإيقاف.
وبلغ عدد الأسر الجديدة المشمولة ببرنامج المعونة المالية الشهرية المتكررة 470 أسرة لشهر مارس الماضي، وعدد الحالات التي جرى مسحها في البرنامج 8465 أسرة. وفي المقابل، كشفت دراسة أعدها صندوق المعونة الوطنية، أن 6 من كل 10 أسر تتلقى مساعدة من الصندوق تعاني من انعدام الأمن الغذائي أو معرضة له وفقا لمؤشر الأمن الغذائي لبرنامج الأغذية العالمي.
ووفق مخرجات الدراسة التي أعدها الصندوق بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي للربع الأخير من العام الماضي، فإن 1 في المئة من الأسر التي تتلقى المساعدة غير قادرة على الحفاظ على نظام غذائي متنوع بينما 15 في المئة من هذه الأسر تستهلك كمية ضعيفة من الغذاء.
وأشارت الدراسة إلى أن قرابة 64 في المئة من الأسر لا تستهلك الأسماك أو اللحوم الحمراء، مما يعتبر “سببا رئيسيا لانخفاض استهلاك الأطعمة الغنية بالحديد”، وما يقرب من نفس النسبة 54 في المئة من الأسر التي لا تستهلك ما يكفي من الأطعمة الغنية بفيتامين أ، قد يوعز السبب في ذلك إلى قيود مالية أو مادية.
وبينت مخرجات الدراسة أن 73 في المئة من الأسر تدير نقص الغذاء لديها باتخاذ خيارات طعام أقل رغبة وأرخص، بينما اقترضت 59 في المئة من الأسر الطعام من العائلة أو الأصدقاء، في حين قللت 33 في المئة من الأسر أحجام الوجبات لتلبية احتياجاتهم الغذائية.
واشترت 65 في المئة من الأسر الطعام بالدين، فيما اضطرت 61 في المئة من الأسر إلى اقتراض الأموال لتغطية احتياجاتها الغذائية وفق الدراسة، التي أشارت إلى أنه على الرغم من تلقي هذه الأسر الدعم من صندوق المعونة الوطنية إلا أن متوسط دخل الفرد في هذه الأسر 66 دينارا، ويعتبر هذا أقل من متوسط الإنفاق ويقدر بـ129 دينار وأقل من خط الفقر في الأردن 68 دينارا.
وأشارت الدراسة إلى أن الأسر المستفيدة من الصندوق تصرف 73 في المئة من دخلها على النفقات الضرورية للبقاء مثل الإيجار والغذاء والصحة، موضحة أن متوسط الدخل الشهري للأسر 300 دينار شاملا مساعدة صندوق المعونة الوطنية وهو ما يقارب 66 دينارا للفرد. وأشارت النتائج إلى أن قرابة 41 في المئة من الأسر تكسب دخلها من خلال عضو عامل واحد أو أكثر، وغالبا ما يكون عمل هذا الفرد في الصناعات غير الرسمية مثل البناء والتصنيع والنقل والتخزين والزراعة.
وأظهرت أن نسبة الأسر التي لا يوجد فيها فرد واحد أو أكثر يعمل هي 59 في المئة، جراء “الأوضاع الصحية أو الإعاقات الجسدية”، حيث 13 في المئة من الأسر يوجد فيها فرد واحد أو أكثر يبحثون عن العمل، فيما أشار 10 في المئة إلى قلة فرص العمل المتوفرة كسبب لعدم الحصول على عمل. وبينت النتائج أن قرابة 90 في المئة من الأسر المستهدفة من الصندوق “غير قادرة على تلبية احتياجاتها الأساسية من الغذاء والمأوى بدون دعم الصندوق، مما يتركها في حالة من الفقر المدقع”.
◙ الأسر المستفيدة من الصندوق تصرف 73 في المئة من دخلها على النفقات الضرورية للبقاء مثل الإيجار والغذاء والصحة
وشملت الدراسة التي أجريت على مدار 9 أشهر، بحسب بيانات صندوق المعونة الوطنية، على 3 آلاف مقابلة منزلية لـ 3 آلاف أسرة ممثلة لكل من برنامجي الدعم النقدي الموحد والمعونات الشهرية. ووجدت الدراسة التركيبة السكانية لمستفيدي صندوق المعونة الوطنية، حيث إن متوسط حجم الأسرة المستفيدة 5.1، فيما أن 48 في المئة من الأسر متوسطة الحجم مع 4 إلى 6 أفراد، و27 في المئة من الأسر كبيرة الحجم من 7 أفراد أو أكثر.
ويبلغ متوسط عمر رب البيت 49 سنة، حيث إن 18 في المئة منهم أعمارهم 60 سنة فأكثر، وغالبية أرباب البيوت متزوجون بنسبة 73 في المئة، بينما 16 في المئة أرامل و11 في المئة عازبون (أعزب، مطلق، أو منفصل)، و86 في المئة من أرباب البيوت حاصلون على درجة ما من التعليم الرسمي (46 في المئة أنهوا دراستهم الابتدائية و35 في المئة أنهوا دراستهم الثانوية).
وأظهرت التركيبة أيضا أن 26 في المئة من الأسر لديها فرد أو أكثر من ذوي الإعاقة، حيث تُشكل الإعاقة الحركية النسبة الأكثر بنسبة 14 في المئة من الأسر. و69 في المئة من الأسر لديها فرد واحد على الأقل مصاب بمرض مزمن.