الزبيدي يدعو قيادات الجنوب في الخارج إلى العودة إلى عدن

عدن - دعا نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي الأحد القيادات السياسية في جنوب اليمن المقيمة بالخارج، إلى العودة إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، "للإسهام والمشاركة في الاستحقاقات القادمة للجنوب".
وأكد الزبيدي، خلال استقباله رئيس المكتب السياسي لمجلس "الحراك الثوري الجنوبي" فادي باعوم، العائد الأحد إلى عدن، حرص المجلس الانتقالي على "وحدة الصف الجنوبي في إطار شراكة حقيقية تستوعب الجميع، انطلاقا من الإيمان المطلق بأن الجنوب لن يكون إلا لكل وبكل أبنائه".
وعبّر باعوم عن سعادته بعودته إلى عدن للمشاركة في بناء "دولته المنشودة التي قدم لأجلها الآلاف من الشهداء وقوافل من الجرحى والمعتقلين"، طبقا لما نقله موقع المجلس الانتقالي الجنوبي.
وبدأ المجلس الانتقالي الجنوبي أول تحركاته على الأرض الأحد، بعد استقباله القيادي الجنوبي باعوم في العاصمة المؤقتة عدن، ليبدأ طي الخلافات واستكمال مسار النضال الجنوبي نحو بناء الدولة الوطنية.
وتأتي عودة باعوم القادم من جمهورية مصر العربية إلى عدن، استجابة لدعوة الزبيدي، وفي إطار جهود الانتقالي الجنوبي، المستمرة خلال العامين الماضيين، إلى عقد حوار جنوبي – جنوبي، يعزز الجبهة الداخلية ويهدف إلى الوصول إلى صيغة عمل موحدة وقواسم مشتركة تحدد مستقبل جنوب اليمن.
وقال باعوم عقب وصوله عدن إن "من يريد جر الجنوبيين إلى مربعات الماضي لا يريد الخير لهم"، في إشارة إلى ظهور الرئيس الأسبق علي ناصر محمد متحدثا عبر برنامج "المتحري" في قناة "الجزيرة" القطرية عن صراعات أهلية جنوبية حدثت في عام 1986.
وكان برنامج "المتحري" على القناة القطرية حاول تزوير محطات تاريخية من الأحداث التي دارت بين فصيلين من الحزب الاشتراكي اليمني الحاكم لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، فصيل الرئيس السابق عبدالفتاح إسماعيل، وفصيل الرئيس علي ناصر محمد، لقيادة الحزب الاشتراكي عام 1986.
واستهدف الإخوان إعادة الجنوب إلى مسرح الاقتتال، ضمن عداء ممنهج ومدروس إعلاميا وعلى الأرض، معتقدين أن اجترار الماضي وتلوينه قادر على تفكيك اللحمة الجنوبية التي تمضي نحو تعزيز كتلتها لمواجهة جماعة الحوثي وتنظيم الإخوان.
وقال القيادي الجنوبي "نحن في عدن هنا آمنون مطمئنون مع إخوتنا كرسالة لمن يريد تذكيرنا بالصراعات السابقة رسالة وحدة الموقف الجنوبي".
وفي رسالة جنوبية للقناة القطرية، أكد باعوم أن "كل خلافات الماضي تركت في الخلف وتم إحراقها، وهناك مرحلة جديدة ومصالحة ومضيّ إلى الأمام نحو استعادة الدولة".
وفادي باعوم هو ابن السياسي اليمني حسن أحمد باعوم، أحد المشاركين في النضال الوطني ضد الاحتلال البريطاني، وكان في صفوف الجبهة القومية حتى نيل الاستقلال في الثلاثين من نوفمبر 1967.
وأضاف باعوم في بيان "لقد أحرقنا كل صفحات الخلاف ونحن أبناء اليوم والغد الجنوبي المتصالح المتسامح المتآزر، والتي ستكون المداميك الحقيقية لمشروعنا الوطني العظيم".
وأشاد بجهود التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، الذي "أثبت أنه الحليف الوفي والصدوق الذي لا يمكن أن يخذل حلفاءه".
وجدد التأكيد على أهمية المصالحة الجنوبية قائلا "نحن أبناء هذا اليوم ومتصالحين نطوي كل الصفحات الماضية ونبدأ صفحة جديدة يدا واحدة حتى استعادة الدولة".
وأثنى باعوم على الجهود المتواصلة لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في توحيد الصف الجنوبي وجمع شتات أبناء الجنوب، "للمضي قدما نحو استعادة وبناء دولتهم المستقلة الفيدرالية كاملة السيادة".
واعتبر رئيس الجمعية الوطنية لدى المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك عودة القيادي الجنوبي "خطوة مهمة نحو تعزيز وحدة الصف الجنوبي، والحفاظ على وشائج الإخاء ولحمة النسيج الجنوبي من المؤامرات والتمزيق والتفرقة الساعية إلى النيل من قضية الجنوب العادلة، لاسيما في هذه المرحلة المصيرية التي يعيشها الجنوب".
وأكد خلال لقائه رئيس وأعضاء المكتب السياسي لمجلس "الحراك الثوري الجنوبي"، "حرص المجلس الانتقالي على بناء الشراكة الفعلية على الأرض مع كل القوى الوطنية دون إقصاء أو تهميش، وتجنب تكرار أخطاء الماضي وتجاربه الفاشلة في الاستحقاقات القادمة".