"الزايغ".. دراما شامية في قالب كوميدي عن زواج مسنّ بفتاة يافعة

دمشق- بعد عرض مسلسل “الكندوش” الذي كان أول أعمال الفنان حسام تحسين بيك في الكتابة للدراما التلفزيونية، انتهى الفنان السوري المخضرم أخيرا من تأليف مسلسل جديد في نمط البيئة الشامية ويحمل طابعا كوميديا تحت عنوان “الزايغ”.
وذكر تحسين بيك أنه يسعى من خلال هذا العمل لتقديم طرح جديد يجمع الدراما والكوميديا في قالب أعمال البيئة الشامية ويتناول من خلاله ظاهرة زواج رجل مسن بفتاة يافعة في مقتبل عمرها، حيث يعانيان من اختلافهما وتباعدهما في مجال الوعي والنضج والاهتمامات.
وتحسين بيك الذي شرع في كتابة هذا العمل منذ عدة سنوات وتوقف عن كتابته لظروف مختلفة، أوضح أن المسلسل يتألف من خمس وأربعين حلقة وأنه اختار له عنوان “الزايغ” كناية عن الرجل الذي لا يكف عن ملاحقة النساء، ومن المزمع البدء في تصويره العام المقبل ليُعرض في موسم رمضان 2022.
◄ العمل يقدّم طرحا جديدا لأعمال البيئة الشامية، متناولا زواج رجل مسن بفتاة يافعة مبرزا اختلافهما في الوعي والاهتمامات
وأكّد تحسين بيك بأن العمل الجديد ضخم جدا وميزانيته تعادل تكلفة ثلاثة أعمال، وبأن المسلسل سيغيّر مجرى الدراما السورية كليا بسبب قصته المترابطة والتي تتضمّن أفكارا لم يسبق لأي عمل درامي شامي طرحها من قبل.
وبخصوص مضمون عمله الجديد، كشف بأنه مسلسل بيئة شامية يحاكي في قصته ما كان يجري في دمشق عام 1940 طارحا مشكلة اجتماعية بطريقة كوميدية سلسة، لكن النهاية ستكون حزينة جدا، نتيجة الظروف الاجتماعية الصعبة التي عاشها الناس في تلك الفترة وكانوا مجبرين عليها، والقصة موجودة بشكل كبير في جل المجتمعات العربية وتعتبر من أكثر المشاكل غير المستحبة أو غير الطبيعية من خلال الارتباط بين رجل مسن وفتاة يافعة، وهنا يبدأ الصراع الذي يعاني منه الرجل المسن العاشق لزوجة تصغره بكثير، فيصبح كل منهما بارد المشاعر، والنتيجة حتما تكون صادمة كون الرجل كهلا اقترب من نهاية حياته والفتاة في مقتبل العمر.
وعن إمكانية عودة تعاونه مع المخرج سمير حسين في مسلسل “الزايغ” أكّد أنه من غير المنطقيّ قبوله بتولّي سمير حسين العمل، مردفا بأن الأخير غير جاد بعمله ولا يجيد إخراج الأعمال الشامية مطلقا.
وكان الفنان حسام تحسين بيك قد كتب نص مسلسل “الكندوش” العام الماضي الذي أخرجه سمير حسين، حيث لاقى عددا كبيرا من الانتقادات من قبل الجمهور بسبب بطء الأحداث وطول العمل، وتسبّب في خلاف بين كاتب العمل ومخرجه.
وبالفعل، لم يظهر “الكندوش” بالمستوى الذي روّج له من قبل طاقمه قبل عرضه على الفضائيات العربية، ولاسيما الممثل أيمن رضا المشرف على إنتاج العمل، وكاتبه حسام تحسين بيك ومخرجه سمير حسين الذين وعدوا إلى جانب الكثير من نجوم العمل منهم الممثل أيمن زيدان بتقديم منتج مختلف من خلال الطرح والشكل والمضمون عن نمط أعمال البيئة الشامية السابقة. لكن العمل جاء امتدادا لغيره من أعمال البيئة الشامية التي غدت قالبا واحدا.
ومن أبرز الانتقادات التي طالت المسلسل نقد الإيقاع البطيء والملل في الحوار والنص عموما وعدم وجود حبكة درامية قوية.
وتمّ عرض الجزء الأول من العمل خلال الموسم الرمضاني الماضي الذي امتد على خمس وثلاثين حلقة، حيث كانت الأجواء التي أحاطت به على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي والرأي العام أكثر سخونة وإثارة من المسلسل ذاته. فبعد عرض العمل قال كاتبه الممثل حسام تحسين بيك “ما كتبته على الورق لم أشاهده على الشاشة”، بينما ردّ المخرج سمير حسين أن “النص افتقد إلى ذرى درامية تخلق فيه حالة من التشويق والإثارة”.

"الكندوش" لم يظهر بالمستوى الذي روّج له من قبل طاقمه قبل عرضه على الفضائيات العربية
ورغم الخلاف القائم بين تحسين بيك ومخرج العمل سمير حسين، إلاّ أن مخرجه انتهى منذ مدة من تصوير جزئه الثاني ليكون مؤلفه وصاحب فكرته حسام تحسين بيك مشاركا في كتابة جزئه الثاني بمعية السيناريست محمد العاص الذي قدّم سابقا مع سمير حسين أعمالا درامية هامة، لعلّ أبرزها مسلسلا “قاع المدينة” و”وراء الشمس”، والأخير مثّل محطة مضيئة في تاريخ الدراما السورية كونه العمل الوحيد الذي تناول قضية ذوي الاحتياجات الخاصة.
وتدور أحداث “الكندوش” في إطار درامي اجتماعي حول “عزمي بيك” وهو أحد الرجال الأثرياء الذي تنقلب حياته رأسا على عقب عندما يُعجب بأرملة تسكن بجواره، بالرغم من زواجه من أم أولاده، إضافة إلى الصراع بين الخير والشر.
والمسلسل من بطولة أيمن زيدان وسلاف فواخرجي وسامية الجزائري وصباح الجزائري وشكران مرتجي وكندا حنا وأيمن رضا وحسام تحسين بيك وأيمن حداقي وحلا رجب وغيرهم.
وبعيدا عن “الكندوش” ومشكلاته أكّد تحسين بيك أنه انتهى أيضا من كتابة عشارية كوميدية لشركة إنتاج عربية، نافيا أن يكون قد قصر نشاطه على الكتابة فقط، ولكنه أصبح يفضل المشاركة في الأعمال الدرامية القصيرة أو متوسطة الطول من عشاريات وسباعيات وثلاثيات، واصفا إياها بالفكرة الجيدة، لأنها هي المفضلة عند جمهور وسائل التواصل الاجتماعي وتطغى على التلفزيون من حيث متابعتها العالية وسرعة إنتاجها وانتشارها بتكاليف أقل.
وحسام تحسين بيك ممثل ومغنّ ومصمّم رقصات سوري، ولد في العاصمة السورية دمشق في العام 1941، وانطلق من خلال فرقة “أمية” للفنون الشعبية والاستعراضية، قبل أن يقتحم مجال التمثيل للمرة الأولى مع الفنان دريد لحام من خلال مشاركته عددا من المسرحيات منها “كأسك يا وطن” و”شقائق النعمان” و”ضيعة تشرين” و”العصفورة
السعيدة”.
كما قدّم العشرات من الأعمال التلفزيونية الكوميدية والاجتماعية والشامية كان أبرزها “باب الحارة” و”يوميات مدير عام” و”حمام القيشاني” و”الأصدقاء”.