الرياض وواشنطن تحثان الفرقاء في السودان على استئناف المفاوضات مع احتدام القتال

وفدا الجيش والدعم السريع لا يزالان في جدة.
الاثنين 2023/06/05
مناطق آهلة بالسكان تحت القصف

قررت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية دعوة الفرقاء السودانيين مجددا إلى الحوار بعد تجميد المفاوضات على إثر تعليق الجيش لمشاركته، لكن من غير الوارد أن تحقق أي مفاوضات أهدافها على المدى القريب مع احتدام القتال الجاري.

الرياض - دعت الرياض وواشنطن طرفي النزاع في السودان للعودة إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار قبل يومين من زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى السعودية.

واستيقظ سكان الخرطوم على أصوات سقوط قنابل وتبادل نيران أسلحة ثقيلة مع دخول الحرب أسبوعها الثامن، فيما ذكرت وسائل إعلام محلية أن إقليم دارفور المتاخم لتشاد هو أيضا مسرح لقتال عنيف بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط أنباء عن تمكن الأخيرة من بسط سيطرتها على مدينة كتم شمال درافور.

وبحسب بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس" الأحد، ما زال وفدا القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع "موجودين في مدينة جدة، رغم تعليق المحادثات وانتهاء وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام".

وقال البيان إنّ "الميسريْن (السعودية والولايات المتحدة) على استعداد لاستئناف المحادثات الرسمية”، كما يدعوان "الطرفين إلى اتفاق على وقف إطلاق نار جديد، وتنفيذه بشكلٍ فعال بهدف بناء وقف دائم للعمليات العسكرية".

◙ قصف جوي استهدف مقرا لقوات الدعم السريع في منطقة شرق النيل ما أدى إلى إصابات بين المدنيين

وجاءت الدعوة السعودية - الأميركية غداة قصف جوي ومدفعي هز الخرطوم السبت بغياب أي أفق للتهدئة في نزاع يواصل حصد الضحايا الذين أعلن الهلال الأحمر السوداني دفن 180 منهم من دون التعرف على هوياتهم.

وزادت حدة المعارك في الأيام الماضية بعدما لاقت الهدنة المؤقتة التي أبرمت بوساطة سعودية – أميركية بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، مصير سابقاتها بانهيارها بشكل كامل.

وأفاد شهود عيان الأحد، عن قصف جوي استهدف مقرا لقوات الدعم السريع في منطقة شرق النيل شرق العاصمة الخرطوم، مشيرين إلى وقوع إصابات بين المدنيين.

من جهتها، قالت قوات الدعم السريع في بيان "هاجم طيران الانقلابيين صباحا مواقع تمركز قواتنا في منطقة بحري (..) تصدّى لهم أشاوس الدعم السريع بإسقاط طائرة ميغ". وقال شهود عيان إنّ "الطائرة كانت قادمة من الجنوب إلى الشمال، ومؤخّرتها تشتعل فيها النيران".

في غضون ذلك، تحدّث حاكم دارفور مني مناوي عبر تويتر عن "انتهاكات فظيعة" يرتكبها المسلّحون في الإقليم، وأدان "أعمال النهب والقتل" التي تحصل في مناطق عدة. وقال "نعلن دارفور منطقة منكوبة، نطالب العالم بإرسال مواد إنسانية عبر كل الحدود وبكل الوسائل المتاحة".

وكان مناوي الذي يعرف بقربه من قائد الجيش البرهان قد دعا في وقت سابق المدنيين في دارفور إلى حمل السلاح، في خطوة أدانتها القوى المدنية التي اعتبرت أنها دعوة غير مسؤولة ومن شأنها تأجيج النزاع.

ومنذ اندلاع النزاع في 15 أبريل، لم يفِ الجانبان بتعهدات متكررة بهدنة ميدانية تتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية. وقتل أكثر من 1800 شخص منذ اندلاع المعارك منتصف أبريل، وفق مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثها.

◙ حدة المعارك زادت بعدما لاقت الهدنة المؤقتة التي أبرمت بوساطة سعودية - أميركية مصير سابقاتها 

وحذر مسعفون ووكالات إغاثة ومنظمات دولية مرارا من أن الأرقام الفعلية للضحايا أعلى بكثير، نظرا لوجود جثث في مناطق يصعب الوصول إليها، أو لعدم قدرة بعض المصابين على بلوغ المراكز الطبية للعلاج.

وكان الجيش أعلن الأربعاء تعليق مشاركته في محادثات جدة في خطوة تعكس إصراره على الخيار العسكري. وأعقب ذلك تأكيد الوسيطين السعودي والأميركي تعليق المحادثات رسميا. وتبدأ زيارة بلينكن إلى المملكة في السادس من يونيو وتنتهي في الثامن منه.

وسبق أن أبدت الولايات المتحدة استعدادها لاستئناف المحادثات في جدة مع قادة المعسكرين المتحاربين في السودان في حال توافرت نوايا “جدية” على صعيد الالتزام بوقف النار.

والخميس، أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات اقتصادية جديدة وقيودا على التأشيرات “بحق الأطراف التي تمارسون العنف” في السودان، وذلك بعد انسحاب الجيش من المفاوضات الأخيرة مع قوات الدعم السريع واتهامه بقصف منطقة سوق قديم في العاصمة.

وباتت ظروف الحياة صعبة في العاصمة حيث قطعت المياه عن أحياء بأكملها ولا تتوافر الكهرباء سوى لبضع ساعات في الأسبوع، فيما توقفت ثلاثة أرباع المستشفيات في مناطق القتال عن العمل ويعاني السكان لتوفير المواد الغذائية.

2