الرياض متفائلة بعلاقة ممتازة مع واشنطن في عهد بايدن

الرياض – قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إنّ بلاده متفائلة بعلاقة ممتازة مع الولايات المتحدة، تحت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.
واعتبر الوزير السعودي خلال لقاء تلفزيوني مع قناة العربية الخميس، أنّ التعيينات التي أعلنها بايدن تظهر تفهما من الإدارة الأميركية الجديدة للقضايا المشتركة بين البلدين.
ومعلوم أنّ السعودية من الحلفاء التقليديين لواشنطن وذلك لأهميتها الكبرى إقليميا وقيادتها للعالم الإسلامي والعربي، وأيضا كونها الدولة النفطية الأقوى في العالم.
وتجمع البلدين علاقات عسكرية واقتصادية مهمة منذ عقود، وتشمل مكافحة الإرهاب والحفاظ على الاستقرار في أسواق النفط.
ويرى مراقبون أن العلاقات بينهما استراتيجية، لا أحد يريد تجاوزها، رغم إمكانية حصول تباينات في بعض الملفات.
ويقول دبلوماسيون إن بايدن لن يقلب تحالفات قائمة بين الرياض وواشنطن منذ العشرات من السنين رأسا على عقب، غير أنهم اعتبروا أنه ربما يقرن الدعم الأميركي بشروط أصعب.
وكان الرئيس الأميركي الجديد تعهّد خلال حملته الانتخابية بإعادة تقييم العلاقة مع السعودية على خلفية مسألة حقوق الإنسان، لكن مراقبين يرون أنّ السعودية الثرية لا تزال تمتلك نفوذا كافيا لمنع حدوث شرخ كبير في العلاقات بين البلدين.
وفي تصريحات سابقة، شدد وزير الخارجية السعودي على أن التحالف السعودي الأميركي "أعمق بكثير من مجرد ملك واحد أو رئيس واحد"، وذلك رغم وجود "اختلافات في الرأي من آن إلى آخر".
ويقول مراقبون إن المملكة تشعر بقلق من احتمال أن تتراجع إدارة بايدن عن العقوبات ضد إيران، وتعود إلى الاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب في العام 2018.
وفي هذا الصدد، وجه بن فرحان ضمن تصريحاته لقناة “العربية” اليوم رسالة إلى إيران قال فيها ”على النظام الإيراني أن يغير أفكاره ويركز على رخاء شعبه”.
وبعد تنصيب بايدن، تطرقت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي إلى الملف النووي الإيراني، مشددة على أن الولايات المتحدة تسعى إلى تعزيز القيود النووية على إيران، وأن هذه المسألة ستكون جزءا من المشاورات المبكرة للرئيس مع نظرائه الأجانب وحلفائه.
وقالت بساكي "أوضح الرئيس أنه يعتقد، ومن خلال دبلوماسية المتابعة، أن تسعى الولايات المتحدة إلى إطالة القيود النووية وتعزيزها على إيران، ومعالجة القضايا الأخرى محل الاهتمام".
والأربعاء، حظى تنصيب الديمقراطي بايدن رئيسا للولايات المتحدة، بترحيب دولي واسع بين قادة العالم وحكوماته، أملا في المزيد من الاستقرار وإصلاح بعض الأزمات التي ولدتها سياسات سلفه الجمهوري دونالد ترامب.
وأثار تعيين بايدن لأسماء ضمن فريق إدارته، كانت قد عملت في وزارة الخارجية الأميركية خلال فترة الرئيس الأسبق باراك أوباما، مخاوف من عودته لسياسة أوباما وقيامه بمراجعة جذرية للسياسات الأميركية التي انتهجها دونالد ترامب والتي عملت على بناء التوازن بين إيران ومحيطها الخليجي.
ووقع اختيار بايدن على اثنين من كبار مسؤولي الأمن القومي هما أنتوني بلينكن لتولي وزارة الخارجية وجيك سوليفان ليكون مستشارا للأمن القومي.
ومن المرجح أن تركز السياسة الخارجية في عهد بايدن على نهج أكثر تعددية ودبلوماسية بهدف إصلاح علاقات واشنطن مع حلفاء رئيسيين، وتبني توجهات جديدة بخصوص قضايا.