الرياض تنشئ مركزا لاستخلاص الكربون وتخزينه

أرامكو توقع اتفاقا لإنشاء مركز بقدرة تخزين تصل إلى 9 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون.
السبت 2022/11/12
مشاريع حيوية

شرم الشيخ (مصر) - أعلنت السعودية الجمعة عن تأسيس منشأة على ساحلها الشرقي لاحتجاز الكربون، حيث تسعى أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم للوصول إلى هدفها المتمثل في تحييد الانبعاثات خلال العقود الأربعة المقبلة.

ووقعت شركة الطاقة الحكومية أرامكو اتفاقا لإنشاء مركز لاستخلاص الكربون بقدرة محتملة على تخزين ما يصل إلى 9 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون بأمان سنويا بحلول عام 2027.

وبحسب الخبراء والمختصين في قطاع الطاقة فإن هذه الكمية تعادل الانبعاثات من نحو مليوني سيارة ركاب تعمل بالبنزين تتم قيادتها على مدار عام.

وقال أمين الناصر الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية على هامش مؤتمر المناخ المقام حاليا في شرم الشيخ بمصر إن "الشركة أبرمت اتفاقية تطوير مشتركة مع أس.إل.بي وليند لإنشاء المركز".

وأوضح أنه من المقرر أن تساهم أرامكو بنحو ستة ملايين طن، على أن يأتي الباقي من مصادر صناعية أخرى.

أمين الناصر: أرامكو ستسهم بستة ملايين طن والباقي من مصادر أخرى
أمين الناصر: أرامكو ستسهم بستة ملايين طن والباقي من مصادر أخرى

وسيتم تشييد المنشأة في مدينة الجبيل على الساحل الشرقي للبلد الخليجي بهدف المساهمة بشكل كبير في 44 مليون طن من الكربون تخطط الرياض لاستخلاصها بحلول عام 2035.

ويمثل المشروع الجديد جزءا من خطة السعودية لإنتاج الهيدروجين الأزرق، وهو غاز يُنظر إليه على أنه مفتاح تحوّل الطاقة لعدم إصداره أي انبعاثات عند حرقه.

وتهدف أرامكو التي تعد ثاني أكبر كيان من حيث القيمة بعد عملاق الإلكترونيات الأميركي أبل إلى أن تصبح واحدة من أكبر مصدري الهيدروجين الأزرق في العالم في العقد المقبل.

ويمكن أن يكون احتجاز الكربون مثيرا للجدل إذا تم حقن الكربون لاحقا في آبار النفط لزيادة معدلات استخراج الخام بدلا من تخزينه بشكل دائم حيث أن الاستخلاص المعزز للنفط شائع في هذه الصناعة، بما في ذلك في السعودية.

وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان في كلمة مساء الخميس الماضي في القمة "لا تتفاجأوا كثيراً إذا حققنا هدف الصفر الصافي قبل ذلك الحين".

وكانت دولة الإمارات وسلطنة عمان والبحرين والعديد من الدول الأوروبية قد أعلنت في الأشهر الأخيرة أنها وضعت هدفاً لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وكشف الأمير عبدالعزيز بن سلمان خلال كلمته بمنتدى مبادرة السعودية الخضراء المنعقدة على هامش قمة المناخ أن بلاده تعمل على مشاريع ستخفض الانبعاثات الكربونية بنحو 21 مليون طن عند اكتمالها.

وأكد أن بلاده وقعت 13 اتفاقية لمشاريع للطاقة المتجددة بطاقة تصل إلى 11.4 غيغاواط وباستثمارات تبلغ 34 مليار ريال (9 مليارات دولار).

وحتى الآن قامت السعودية بتوصيل 400 ميغاواط من الطاقة المتجددة إلى شبكة الكهرباء المحلية، وهو ما أتاح تخفيض قرابة مليون طن من الانبعاثات الكربونية.

ووفق الأمير عبدالعزيز بن سلمان تعمل السعودية على تسخير الهيدروجين لخدمة الطاقة النظيفة، كما أن السعودية لديها التكلفة الأقل لإنتاجهما.

وتهدف مبادرة السعودية الخضراء التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان منذ عام إلى تقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 278 مليون طن سنوياً بحلول 2030.

كما تتطلع المبادرة إلى زيادة نسبة المناطق المحمية إلى أكثر من 30 في المئة من المناطق البرية والبحرية، وزراعة 10 مليارات شجرة في جميع أرجاء البلد الخليجي الثري.

وتقول الحكومة إن وتيرة الوصول إلى المستهدف تسارعت بفضل أكثر من 60 مشروعا في إطار مبادرة السعودية الخضراء.

10