الرياض ترفع إنتاجها من النفط بعد انهيار تحالف أوبك+

الرياض- تعتزم السعودية زيادة إنتاجها من النفط الشهر المقبل، ليتجاوز عشرة ملايين برميل يوميا، بعد انهيار تحالف "أوبك بلس" الذي يجمع بين الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها من المنتجين خارج المنظمة، بقيادة روسيا.
وخفضت السعودية، أسعار مبيعاتها من الخام للأسواق العالمية، لتصل إلى أقل مستوى لها خلال أكثر من عشرين عاما، على الأقل، وهو ما يعني تقديم تخفيضات غير مسبوقة للأسواق في أوروبا والشرق الأقصى والولايات المتحدة، لجذب المشترين لشراء النفط السعودي، على حساب الموردين الآخرين.
وقالت مصادر صحفية إن السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم، تعتزم زيادة إنتاج النفط إلى أكثر بكثير من عشرة ملايين برميل يوميا في ابريل ، بعد انهيار اتفاق خفض المعروض بين أوبك وروسيا.
وأضافت المصادر أن وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان زار شركة النفط الوطنية العملاقة أرامكو السبت وطلب من الشركة تعزيز إنتاجها من الخام بعد انتهاء اتفاق خفض أوبك+ الحالي في نهاية مارس.
وبحسب وكالة أنباء "بلومبرج" للأنباء، أبلغت السعودية بعض أطراف القطاع الخاص في الأسواق أنها قد ترفع سقف إنتاجها إذا لزم الأمر، ليصل إلى مستوى قياسي يبلغ 12 مليون برميل يوميا، وفقا لمصادر مطلعة على المحادثات، والتي طلبت عدم الكشف عن هويتها لأجل حماية العلاقات التجارية.
وهبطت مؤشرات أسواق المال في السعودية وباقي دول الخليج بشكل حاد في تعاملات الأحد، بعد إخفاق تحالف "أوبك بلاس" في الاتفاق على خفض إضافي في انتاج النفط بهدف رفع الأسعار المتأثرة بانتشار كورونا المستجد.
وتراجع مؤشّر سوق "تداول" في المملكة صاحبة أكبر اقتصاد في المنطقة بنحو 7 بالمئة لدى افتتاح تعاملات الأسبوع الجديد.
وهبط سهم شركة أرامكو إلى ما دون سعر الطرح الرئيسي وهو 32 ريالا (8,5 دولار)، لأول مرة منذ ادراج عملاق النفط السعودي في البورصة في 11 ديسمبر. وجرى تداوله بعد نصف ساعة من بدء تعاملات الأحد بنحو 31 ريالا.
وانخفض مؤشر سوق دبي بنحو 8,5 بالمئة، وهو التراجع الأكبر منذ نحو ست سنوات، قبل أن يعود ليعوّض بعض خسائره ويجري تداوله بانخفاض بنسبة 7 بالمئة.
وخسر مؤشر سوق أبوظبي 7 بالمئة وسوق قطر 3,5 بالمئة بينما تراجعت أسهم الكويت بنسبة عشرة بالمئة، ما دفع السلطات المالية للتدخل وتعليق التعاملات.
كما تراجع مؤشر سوق البحرين بنسبة 3,0 بالمئة، وعمان بنحو 1,1 بالمئة.
ومن المرجح زيادة إنتاج المملكة من النفط إلى أكثر من 10 ملايين برميل يوميا بداية من شهر أبريل المقبل، من حوالي 9.7 مليون برميل يوميا الشهر الجاري، بحسب المصادر المطلعة.
وأضافت "بلومبرج" أنه في ظل تراجع معدلات استهلاك وقود الطائرات والبنزين والديزل على نحو متسارع بسبب التداعيات الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا، تتعرض أسواق الطاقة الآن لصدمة متزامنة في العرض والطلب.
وبعد فشل المحادثات بين أوبك وحلفائها، بشأن المزيد من خفض سقف الإنتاج، الجمعة، ردت الرياض خلال ساعات بخفض أسعار ما يعرف باسم البيع الرسمي، وقدمت تخفيضات قياسية لكميات من الخام التي تبيعها في جميع أنحاء العالم، وفقا لنسخة من الأسعار اطلعت عليها "بلومبرج نيوز". وقال مصدر إن شركة أرامكو السعودية حددت الأسعار، لكن من المرجح أن يتم التواصل الرسمي بينها وبين العملاء الاثنين.
وعلى مدار الشهر الماضي، التزمت السعودية بخفض سقف الإنتاج المتفق عليه في إطار "أوبك بلس"، أي2.1 مليون برميل يوميا. وعلاوة على ذلك، قيدت المملكة "طوعا" سقف إنتاجها بشكل أكبر في محاولة لتعزيز الأسعار. وعندما ينتهي الاتفاق الساري حاليا بنهاية الشهر الجاري، ستكون الرياض حرة في أن تضخ من النفط ما تشاء.
ودفعت السعودية خلال اجتماع "أوبك بلس" في فيينا الجمعة باتجاه خفض إضافي في الإنتاج بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا لمواجهة التراجع في الطلب على الخام بسبب التداعيات الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا. ولكن المناقشات باءت بالفشل.