الرياض أم الدوحة.. تنافس رياضي بطعم سياسي على آسياد 2030

نيقوسيا - تتسابق الرياض والدوحة الأربعاء على استضافة دورة الألعاب الآسيوية الحادية والعشرين "آسياد 2030"، في منافسة تأتي تزامنا مع جهود سياسية ودبلوماسية مكثفة لحل الأزمة الخليجية المستمرة منذ ثلاث سنوات.
ويقف الطرفان في ظل المساعي لحل الأزمة، أمام استحقاق رياضي في العاصمة العمانية مسقط التي تشهد تصويتا على الدولة التي ستحظى بحق استضافة الألعاب المقامة مرة كل أربع سنوات وينظمها المجلس الأولمبي الآسيوي برئاسة الشيخ الكويتي أحمد الفهد الصباح.
وسبقت المنافسة الرياضية بين الرياض والدوحة جهود دبلوماسية برعاية أميركية وكويتية لإنهاء الخلاف مع قطر وإنهاء الأزمة التي دفعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر إلى فرض مقاطعة دبلوماسية وتجارية وقطع علاقات السفر مع قطر منذ أواسط عام 2017 متهمة إياها بالتقارب مع إيران وتمويل حركات متطرفة، وهو ما تنفيه الدوحة بشدة، إلا أن الدلائل القاطعة لم تترك لها مجالا للمناورة خاصة بعد أن استشعرت عزلة إقليمية وعربية إثر مقاطعة الرباعي العربي لها.
وسبق للدوحة أن استضافت الدورة في نسختها الخامسة عشرة عام 2006، في حين تدخل الرياض في السباق للمرة الأولى.
كما تتنافس قطر مع السعودية لاستضافة كأس آسيا 2027 في كرة القدم، مع ملفات أخرى للهند وإيران وأوزبكستان.
وسيتضمن اجتماع المجلس الأولمبي الآسيوي عروضا يقدمها وفدا الرياض والدوحة ثم عرض تقرير اللجنة التي زارت البلدين، ومن بعد ذلك سيتم التصويت ولأول مرة إلكترونيا من قبل الجمعية العمومية.
وتعهدت الرياض في ملفها المقدم بإقامة معسكرات للألعاب الآسيوية اعتبارا من عام 2023 لتحديد المواهب الشابة، وتقديم برنامج عالي الأداء مدته 7 سنوات لإعدادها للدورة وإنشاء أكاديميات الألعاب الآسيوية، وتوفير للراغبين من الرياضيين برنامج ماجستير إدارة الأعمال في إدارة الأحداث في جامعة الملك سعود بالرياض، لتشجيع الاستضافة المستقبلية للفعاليات الرياضية المتعددة.
واستقبل الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل رئيس لجنة ملف الرياض ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ أحمد الفهد في ركن ملف الرياض 2030، وقدم له شرحا عن الملف، المرشح لاستضافة دورة الألعاب الآسيوية.
وقال الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل "سيتمكن الرياضيون من الوصول إلى أحدث مرافق التدريب والخدمات الطبية والتموينية وقرية الرياضيين الشاملة المرحبة طوال فترة وجودهم في الرياض، التي بدورها ستسمح لهم بأداء أفضل ما لديهم".
في المقابل، استندت لجنة ملف الدوحة في إعداد خطتها إلى الخبرات الطويلة التي تراكمت لديها من خلال استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، وإلى العدد الكبير من المرافق والمنشآت الرياضية الحديثة المتوفرة فيها.
وقال الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس لجنة ملف الدوحة ورئيس اللجنة الأولمبية القطرية "حريصون على أن نقوم بتنظيم ألعاب تدعم أهداف التنمية في القارة قبل الاستضافة وبعدها. يقوم طلب استضافتنا للألعاب الآسيوية قبل كل شيء على كون الرياضة يمكنها أكثر من أي وقت مضى، أن تلعب دورا هاما بكونها مصدرا للأمل والتواصل بين الأمم، والاحتفال بالتنوع السلمي في قارتنا".
من جانبه أضاف أمين عام اللجنة الأولمبية القطرية جاسم البوعينين أن قطر التي أكدت أيضا رغبتها في استضافة أولمبياد 2032 الصيفي، استضافت "في آخر 15 عاما أكثر من 500 حدث رياضي كبير بين بطولات ومؤتمرات ومعسكرات تدريبية".
وتعتبر دورة الألعاب الآسيوية التي تعود فكرة إقامتها إلى رئيس الوزراء الهندي السابق جواهر لال نهرو، أكبر الدورات الرياضية في القارة وثاني أكبر حدث متعدد الرياضات في العالم بعد دورة الألعاب الأولمبية الصيفية بحسب المجلس الأولمبي الآسيوي، حيث يصل عدد المشاركين فيها إلى أكثر من عشرة آلاف رياضي ورياضية من 45 دولة آسيوية.
وتقام النسخة المقبلة في مدينة هانغجو الصينية من 10 إلى 25 سبتمبر 2022، والنسخة التي تليها في أيتشي - ناغويا باليابان عام 2026، علما أن النسخة الأولى أقيمت في نيودلهي عام 1951 بمشاركة نحو 500 رياضي من 11 دولة تنافسوا في ست رياضات فقط.
وتعدّ الصين دورات الألعاب الآسيوية خير إعداد لرياضييها للمنافسة على الميداليات في دورات الألعاب الأولمبية، فتفوقت في النسخ الأخيرة في إنشون الكورية الجنوبية عام 2014، ثم عام 2018 بجاكرتا وبالمبانغ في إندونيسيا والتي شهدت مشاركة قياسية بلغت نحو 11 ألف رياضي ورياضية.