الرياضات التراثية ركيزة أساسية في ترسيخ الهوية الثقافية في الإمارات

الرياضات البحرية وسباقات الهجن والفروسية والصيد بالصقور تعزز الهوية بفضل تواصل الأجيال والحفاظ على الإرث الوطني.
الاثنين 2024/10/28
الحفاظ على الموروث الثقافي والشعبي للآباء والأجداد

أبوظبي - مثلت الرياضات التراثية على مدار عقود طويلة، مرتكزا أساسيا في الهوية الوطنية للإمارات، وحظيت برعاية كبيرة من الدولة، نظرا لأهميتها في الحفاظ على الموروث الثقافي والشعبي للآباء والأجداد. وأرست الإمارات أفضل المعايير والممارسات لدعم الرياضات التراثية، مثل الخيول، وسباقات الهجن، والرياضات البحرية، والصيد بالصقور، والمطارحة، وحرصت على إطلاق العديد من البطولات والمسابقات في هذا الإطار.

ويعد سباق القفال الذي جاءت بدايته في 1991 نقطة انطلاق للعديد من الأنشطة البحرية الأخرى من بينها مهرجان القفال وسباقات السفن والقوارب المحلية التراثية، وسباق مهرجان الشيخ زايد للمحامل الشراعية. ويضطلع اتحاد الإمارات للرياضات البحرية بجهود كبيرة في تنظيم السباقات البحرية بمختلف أنواعها وفئاتها بالتعاون مع الأندية البحرية في الدولة وهي نادي أبوظبي، ونادي دبي الدولي، ونادي الفجيرة الدولي، ونادي الشارقة الدولي، ونادي رأس الخيمة الدولي.

وينتهج نادي أبوظبي للرياضات البحرية إستراتيجية شاملة تستهدف تنظيم بطولات متنوعة تشكل كافة الرياضات التراثية، وتنظيم المنافسات التقليدية والحديثة والمهرجانات البحرية، وتصل في كل موسم إلى نحو 70 فعالية. ويرسخ مهرجان دلما التراثي دوره التاريخي في الحفاظ على الهوية الوطنية البحرية، وإرساء دوره المؤثر في القيمة التاريخية لجزيرة دلما.

ويزخر الموسم السنوي للأندية البحرية في أبوظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة والفجيرة، بالعديد من الأنشطة والسباقات المتنوعة مثل سباقات السفن والقوارب الشراعية المحلية 43 و22 قدما، وقوارب التجديف المحلية 40 و30 قدما والبوانيش الشراعية، وغيرها. وتحظى سباقات السفن الشراعية المحلية 60 قدما، بقدر كبير من الاهتمام والمتابعة لاسيما سباق القفال للمسافات الطويلة، الذي يجسد حجم الارتباط بالتراث البحري الإماراتي.

من ناحيته قدم نادي دبي الدولي للرياضات البحرية الكثير من المبادرات من بينها إشهار فئة السفن الشراعية المحلية 60 قدما عامي 1993 – 1994، وتوالت جهوده ليتم إشهار فئة قوارب التجديف المحلية 30 قدما عام 1996، وتنظيم أول سباق في خور دبي موسم 1997-1996 وبعدها بموسم واحد، أطلق النادي أغلى بطولات قوارب التجديف بإقامة سباق كأس آل مكتوم، كما ينظم النادي سنويا العديد من السباقات، وتبلغ في الموسم الحالي 19 فعالية وسباقات تراثية.

وتعد سباقات الهجن موروثا ثقافيا ورياضيا، وتحظى بمكانة خاصة في دولة الإمارات، إذ تعد إحدى أبرز روافد التراث الإماراتي التي ارتبطت بالعادات والتقاليد، وساهمت في بناء وتشكيل الهوية الوطنية.

◙ سباقات الهجن موروث ثقافي ورياضي تحظى بمكانة خاصة في دولة الإمارات
◙ سباقات الهجن موروث ثقافي ورياضي تحظى بمكانة خاصة في دولة الإمارات

وينظم اتحاد الإمارات للهجن العديد من الفعاليات بمشاركة كبيرة من أبناء الدولة ودول مجلس التعاون، كما تقام العديد من المسابقات الخاصة أبرزها مهرجان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لسباقات الهجن العربية الأصيلة، ومنافسات المهرجان الختامي السنوي للهجن العربية الأصيلة “ختامي الوثبة”، ومنافسات جائزة زايد الكبرى لسباقات الهجن، ومهرجان ولي عهد دبي، وختامي المرموم، ومهرجان الظفرة، بالإضافة إلى الفعاليات التي تقام في الشارقة وأم القيوين ورأس الخيمة وعجمان.

وعلى صعيد رياضة الفروسية، فقد رسخت الدولة دورها الريادي في الاهتمام بها، ونشر ثقافتها عالمياً، من خلال إقامة سلسلة سباقات كأس صاحب السمو رئيس الدولة، للخيول العربية الأصيلة، وكأس دبي العالمي، ومهرجان سباقات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وكأس الإمارات العالمي لجمال الخيل العربية.

وتستضيف الإمارات بطولة العرب لمربي الخيل العربية، وبطولة الإمارات لمربي الخيل العربية للمرابط الخاصة، في إمارة أبوظبي، بالإضافة إلى مهرجان الشارقة – كلباء للخيل العربية، وبطولة الفجيرة الدولية، وبطولة الظفرة لجمال الخيل العربية، للمرابط الخاصة.

ومن بين أبرز الرياضات التراثية أيضا رياضة الصيد بالصقور، والتي تحظى بشهرة واسعة في الإمارات، كما انها اكتسبت خلال السنوات الماضية حضورا كبيرا في مختلف المحافل. وتقام العديد من الفعاليات والبطولات الخاصة برياضة الصقور من بينها بطولة كأس رئيس الدولة للصيد بالصقور التي ينظمها نادي أبوظبي للصقارين، ومسابقات مهرجان الشيخ زايد التراثي للصيد بالصقور.

وأكد أحمد ثاني الرميثي، نائب رئيس مجلس إدارة نادي أبوظبي للرياضات البحرية حرص واهتمام الإمارات بالحفاظ على الرياضات التراثية ونقلها للأجيال القادمة باعتبارها إرثا تاريخيا وحضاريا بكل خصائصه ومميزاته وجزءاً لا يتجزأ من حياة الآباء والأجداد.

وأوضح محمد عبدالله حارب الفلاحي، عضو مجلس الإدارة المدير التنفيذي لنادي دبي الدولي للرياضات البحرية، أن دعم المؤسسة الرسمية واهتمامها بإحياء الموروث الشعبي والرياضات التراثية من أهم أسباب انتشارها، وأصبحت من الفعاليات الرياضية التي تعزز الهوية الوطنية بفضل تواصل الأجيال والحفاظ على الإرث الوطني الكبير.

وقال عبدالله بطي القبيسي، رئيس مجلس إدارة نادي ليوا الرياضي، أن دولة الإمارات تولي اهتماماً بالغاً بالتراث بأنواعه ومجالاته المختلفة، موضحا أهمية المهرجانات والمعارض والمسابقات التراثية المتنوعة التي تشهدها كافة إمارات الدولة على مدار العام، نظرا لما تتضمنه من أنشطة وفعاليات معززة بالقيم الإيجابية والمضامين التي تعزز الهوية الوطنية وتصونها.

12