الروبوتات تدير مقهى في دبي لضمان التباعد الاجتماعي

تم افتتاح أول مقهى في العالم كل موظفيه من الروبوتات في دبي، وذلك تماشيا مع الإجراءات الصحية الجديدة التي فرضها انتشار فايروس كورونا، حيث يوفر الفضاء خدمات أونلاين ولا يسمح بأي تواصل بشري حفاظا على التباعد الاجتماعي.
دبي - يوفر مقهى في دبي فضاء آمنا للمتخوفين من خطر الإصابة بعدوى فايروس كورونا، حيث يحل الإنسان الآلي (الروبوت) محل البشر في خدمة الزبائن بنسبة مئة في المئة.
وقال رشيد عيسى لوتاه، المدير التنفيذي للمقهى، إن “روبو كافيه يعد الأول من نوعه في العالم، فهو يعتمد كليا على الذكاء الاصطناعي دون تدخل بشري ولو بسيط، إلا في حال حدوث خلل أو تنظيف المكان”.
إذ لا مكان يطبّق التباعد الاجتماعي تماما مثل مقهى “روبو كافيه” في دبي، فمن الطلب إلى الاستلام، لا يحتاج الزبائن إلى التفاعل مع أي عامل من البشر، كل ما يحتاجون إليه هو النقر على ما يريدونه من اختيارات في القائمة الموجودة على الشاشات الذكية بأجهزة آيباد موزعة على الطاولات، والانتظار حتى يقوم روبوت بإحضار صينية الطعام الخاصة بهم.
وكانت سارة الهاشم، المتحدثة باسم الشركة المنفذة، قالت قبل افتتاح المشروع إن مقهى “روبو كافيه” سيعتمد على ثلاثة روبوتات تقدم الخدمات للزبائن، مشيرة إلى أنّ الزبون سيكون بإمكانه طلب المشروبات والأطعمة الجاهزة عن طريق جهاز لوحي مثبت في الطاولة.
الكثير من الزبائن وجدوا في خدمة الروبوتات فرصة لتطبيق الإجراءات الوقائية دون خوف من الوباء
وأوضحت أن الروبوت سيتلقى الطلب ويعده ويرسله عبر مسارات آلية إلى طاولة الزبون، وتتم هذه العملية على أنغام موسيقية.
وأضاف لوتاه “بعد تلقي الروبوتات للطلب من الزبائن عبر الشاشات الذكية الموزعة على الطاولات، تقوم منظومة الذكاء الاصطناعي بفرز الطلبيات وتقسيم الأدوار بين المسارات الآلية وفق طلب كل طاولة حتى يضمن وصولها إلى الزبون الذين طلبها”.
ويعمل “روبو كافيه” منذ أكثر من عامين لكن افتتاحه تأجل من مارس الماضي بسبب جائحة كورونا، ليُفتتح في يونيو عندما تم تخفيف القيود المفروضة للحد من تفشي الوباء في الإمارات.
ووجد الكثيرون في خدمة الروبوتات فرصة لإضفاء البهجة على حياتهم اليومية وفي الآن نفسه يكون بإمكانهم تطبيق الإجراءات الوقائية دون خوف من خطر الإصابة بالفايروس.
وأكد الإماراتي جمال علي حسن بعد أن تسلم مشروبه الساخن بالمقهى دون أن تنسكب منه قطرة، أن “هذه الفكرة رائعة للغاية لاسيما في هذه الفترة العصيبة التي يمر فيها العالم بأسره بأزمة صحية خانقة رمت بظلالها على المقاهي والمطاعم، حيث فرضت عليهم لوائح جديد تقضي بتحديد عدد الزبائن واتباع مجموعة من التعليمات الصحية”.
وتابع “هذا ما يجعل ‘روبو كافيه’ فضاء مناسبا تماما، فمن الجلوس إلى تلقي الخدمات تكون كلها أونلاين، حيث يغيب التلامس والحديث بين رواد المقهى، ويحل محلهما تواصل مباشر مع روبوتات تحضر الطلبيات خلال دقائق من تلقيها الطلب دون أن يضطر الزبون للانتظار طويلا أو الشعور بالملل”.
وتعتبر الشركة الإماراتية المنفذة للمشروع أن المقهى سيكون مقصدا ومعلما سياحيا يستقطب زوار الإمارات.
ويرى فينسنت مارينو، وهو زبون أميركي مولع بعالم التكنولوجيا، أن “المقهى عبارة عن فضاء لعرض جميع أنواع التقنيات المختلفة”، قائلا إن “حركة هذه الروبوتات الصغيرة التي توصل الطعام والتجهيزات المختلفة أشبه بخط التجميع في مصنع سيارات.. لذلك من المثير أن نرى ذلك مطبقا في واجهة قطاع الأغذية لا من وراء الكواليس كما هو معتاد”.
وجاء افتتاح “روبو كافيه” بدعم من مبادرة الذكاء الاصطناعي التي تشجعها حكومة دبي. ولا يحدث تدخل بشري في عمل المقهى إلا في حالة حدوث خلل أو لتعقيم الأسطح.
وتتولى الروبوتات الألمانية الصنع تحضير المشروبات بينما تتولى التوصيل للزبائن روبوتات أخرى مصممة ومصنعة في الإمارات.