الرهاب الاجتماعي يصاحب الخرس الانتقائي لدى الأطفال

أخصائيون يؤكدون أن الطفل لا يسكت عن الكلام متعمدا أو لإثارة الاستفزاز ولكن الخوف والقلق يمنعهم من ذلك.
الثلاثاء 2018/06/05
اضطرابات في التطور اللغوي

برلين – قالت أخصائية أمراض النطق واللغة كاتيا سوبيلوك إن الصمت الاختياري أو الخرس الانتقائي (Selective Mutism) لدى الأطفال يعني صمت الطفل في مواقف اجتماعية معينة، بينما يتحدث بطلاقة في مواقف أخرى.

وأضافت الخبيرة الألمانية أنه يمكن التفريق بين خجل الطفل وإصابته بالصمت الاختياري من خلال المدة؛ فعلى سبيل المثال قد تستغرق عملية التأقلم في رياض الأطفال شهرين أو ثلاثة أشهر، أما إذا لم يتحدث الطفل لمدة أطول من ذلك، فيتعين على الوالدين حينئذ التحقق من سبب ذلك.

ونبه سوبيلوك إلى أن سبب الصمت الاختياري غير معلوم على وجه الدقة حتى الآن، ولكن يعتقد الأطباء أنه يرجع إلى عوامل وراثية. وإذا ساورت الشكوك الوالدين في إصابة طفلهما بالصمت الاختياري، فيتعين عليهما عرضه على أخصائي أمراض النطق واللغة وكذلك على أخصائي نفسي.

ومن جانبه حذر طبيب نفسي ألماني من أن عدم تحدث الأطفال داخل محيط غريب، الأمر الذي يتم تقييمه غالبا من قبل الآباء على أنه خجل، قد يكون خرسا اختياريا، وهو أحد أنواع الاضطرابات التي تندرج ضمن اضطرابات القلق.

وشدد الطبيب الألماني المختص في علم نفس الأطفال إنجو شبيتسوك على ضرورة أن يعرض الآباء أطفالهم على طبيب نفسي مختص بالأطفال، حال ملاحظتهم استمرار صمت الطفل داخل وسط غريب لمدة تزيد على أربعة أسابيع.

وأكد شبيتسوك العضو بالرابطة الألمانية لطب نفس الأطفال والمراهقين، أنه من المهم أن يدرك الآباء في هذه الحالة أن الطفل لا يسكت عن الكلام  متعمدا أو لإثارة الاستفزاز، وإنما أغلب الأطفال الذين يعانون من ذلك  يرغبون في التحدث، ولكن الخوف والقلق يمنعهم من ذلك.

وحذر الطبيب الألماني من أنخرس الطفل الانتقائي غالبا لا يتم اكتشافه وعلاجه،  لأن الأطفال المصابين به غالبا ما يتحدثون بشكل طبيعي تماما في المنزل، ويختلف الامر بالنسبة إليهم خارج البيت.

وأشار إلى أنه غالبا ما يحصل الأطفال المصابون به على درجات سيئة في المدرسة؛ لأنهم لا يشاركون شفهيا خلال الحصص المدرسة.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا الاضطراب غالبا ما يكون مصحوبا برهاب اجتماعي،  وقد تظهر لدى الطفل في الوقت ذاته اضطرابات في التطور اللغوي.

21