الرقص مسموح لإسلاميي الكويت في الانتخابات وممنوع على الشعب

الكويت - أثار إيقاف السلطات الكويتية ترخيص شركة نظمت حفلا غنائيا لفنانيْن عراقيين في البلاد سخرية واسعة.
وقالت صحيفة “القبس” الكويتية “في رضوخ حكومي جديد للإسلاميين وأعداء الفرح، أعلنت وزارة الإعلام معاقبة الشركة المنظمة للحفل الغنائي الذي أحياه الفنانان العراقيان حسام الرسام وأصيل هميم مساء الجمعة الماضي. وأبلغت مصادر مطلعة ‘القبس’ أن الوزارة ستوقف ترخيص الشركة لمدة 6 أشهر بداعي عدم التزام المنظمين باشتراطات التصريح الممنوح لهم. وتأتي إجراءات الوزارة على خلفية مطالبات عدد من ممثلي التيارات الإسلامية بضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة ضد ما اعتبروه مخالفات خلال الحفل”.
وأعلن وكيل وزارة الإعلام المساعد لقطاع الصحافة والنشر والمطبوعات بالتكليف سعد العازمي أن موظفي القطاع المشرفين على مراقبة الحفل تدرجوا في مطالبة المنظمين بضبط التنظيم والالتزام بضوابط الترخيص الممنوح، إلا أن تجاوب المنظمين لم يكن بالمستوى المطلوب.
وأضاف “وبناء عليه، أوقفت الوزارة الحفل لمخالفة شروط الترخيص، وستقوم باتخاذ كل الإجراءات القانونية المتبعة”.
وأُقيم الحفل الغنائي مساء الجمعة الماضي، وشهد إقبالا لافتا لحضور الفنانين العراقيين، حيث نُظِم لهما الحفل من قبل شركة “المسيليم برودكشن” للملحن ضاري المسيليم ومتعهد الحفلات محمد حرباوي.
وتداولت الحسابات الإخبارية في الكويت جانبا من الحفل الغنائي والتفاعل الجماهيري مع الأغاني التي قدمها الفنانان، حيث حرص الجمهور على توثيق الحفل بهواتفهم النقالة.
إلا أن المشاهد المتداولة أثارت استياء بعض النواب الإسلاميين في مجلس الأمة.
وقال النائب صالح الشلاحي إنه “يمنع الرقص منعا باتا للجنسين في الحفلات الغنائية، وعلى الوزراء المسؤولين تطبيق القانون”، وأضاف “الحفل خالف جميع مواد القرار الوزاري رقم 32 لسنة 2016”. وتابع الشلاحي أن المادة الثانية من القرار تنص على “وجوب التقيد بقواعد النظام العام والآداب العامة في الحفلات”. وأشار في تصريح صحافي إلى أن “المادة الثالثة من القرار تمنع الرقص منعا باتا للجنسين”، وأن المادة الخامسة “تشترط الفصل بين الجنسين لإقامة الحفل، إلا أنه لم يتم الالتزام بهذه القواعد والضوابط”.
وأثارت تصريحات الشلاحي سخرية واسعة منه مع تداول مقطع فيديو له وهو يرقص على هامش مؤتمر انتخابي.
وتساءل صحافي كويتي:
وكتبت ناشطة:
Dana85_Q8@
إلى السيد النائب الدكتور صالح الشلاحي “كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون”.
وسخر معلق:
5xx789@
الكويت تواجه مليون مشكلة والأحمق يتكلم عن الرقص.
وقال الشاعر دعيج الموسى:
في المقابل عبرت فئة من الكويتيين عن دعمها للشلاحي. وأشار النائب فايز الجمهور إلى أن “سحب ترخيص الشركة مؤقتا غير كاف”. وقال إنه “لا بد من التشديد بوضع مخالفات صارمة لهذه الفوضى ولن نسمح بتشويه صورة المجتمع الكويتي المحافظ”.
وقال الناشط خالد الشليمي، المحسوب على الإسلاميين في مقطع فيديو “ما نبي (لا نريد) نصير مثل الدول المجاورة التي انتكست أخلاقيا!”. واعتبر معلقون أن الشليمي يقصد السعودية وهو ما أثار جدلا واسعا.
وسبق أن أثيرت حملات مشابهة ضد فعاليات ونشاطات أُعلن عن إقامتها في الكويت. ويحترف النواب الإسلاميون في البلد الخليجي الذي اعتاد فيه تياران مختلفان في التوجهات الفكرية على الخلاف المستمر في الآراء تجاه قضايا جدلية يتم طرحها بين حينٍ
وآخر، الخوض في سفاسف الأمور لتضييق الحريات تحت يافطة الدين والأخلاق.
واتهم معلقون الإسلاميين بالتكسّب الواضح شعبيا وانتخابيا من شد الوتر الديني. والعام الماضي تدخل نواب في مجلس الأمة الكويتي لمنع دورة “رقص شرقي” خاصة بالنساء في أحد الأندية الخاصة بمنطقة الجهراء
شمال الكويت.
وهذا العام تدخل النواب لمنع جلسة يوغا خاصة بالنساء.
وسبق أن أحيا الفنانان العراقيان الرسام وهميم حفلا غنائيا في الكويت في أكتوبر 2019. وأثار الحفل حينها جدلا مشابها واحتجاجا نيابيا تم على إثره تشكيل لجنة تحقيق للوقوف على “التجاوزات” التي وقعت
في الحفل.
وتشهد الكويت منذ فبراير نشاطا فنيا وحفلات وفعاليات بدأت تزامنا مع إعلان السلطات الكويتية عن تخفيف الشروط التي فرضتها جائحة كورونا منذ عام 2020.
وأعلنت اللجنة الوطنية الدائمة للاحتفال بالأعياد والمناسبات الوطنية تمديد فترة برامج الاحتفالات بالأعياد الوطنية حتى الحادي والثلاثين مارس الجاري تحت شعار “جنة لنا كلنا”.