الرقص رياضة فعالة لتحسين الصحة والحفاظ على اللياقة البدنية

سينسيناتي (أوهايو) - يعتبر الرقص أحد الخيارات الفعالة لضمان وضع صحي جيد وبشكل خاص لتحسين صحة القلب، إلى جانب أنه يعد البديل الأمثل للأشخاص الراغبين في تغيير روتينهم في ما يتعلق باللياقة البدنية.

ووعيا بأهمية الرقص ودوره في تحسين صحة القلب، شاركت نساء من مختلف الأعمار في ولاية كنتاكي الأميركية في عروض وجلسات تعليمية ومعارض ورقصن ضمن عدد من التمارين الرياضية المصممة لتحسين صحة القلب، في إطار حدث صحي توعوي حول صحة القلب والمخاطر التي يواجهها وكيفية الوقاية من مختلف الأمراض التي تصيبه.

وتقف وراء هذه المبادرة أخويتان للبنات في مدرسة إعدادية في ولاية كنتاكي اتحدتا لتنظيم الحدث الصحي التوعوي حول صحة القلب. وأشرفت الدكتورة تانيشا بولدن ومدربة الرقص ليندا توماس على التدريبات التي تضمنها هذا الحدث الصحي التوعوي.

كما جمعت الأموال لصالح جمعية القلب الأميركية، التي تلتزم بمساعدة أكبر عدد ممكن من الأشخاص على تعلّم الإنعاش القلبي الرئوي المنقذ للحياة.

قالت ليندا كينغ، من جمعية القلب الأميركية “على الرغم من أننا نعمل بشكل منفصل، يبقى دمج قواتنا مهما لإحداث تأثير أكبر في المجتمع وزيادة جهودنا الترويجية من أجل إحداث تغيير في صحة القلب”.

وفقا لجمعية القلب الأميركية، تحدث ثلث الوفيات بين النساء نتيجة لأمراض القلب.

تودي النوبات القلبية بحياة 3.3 مليون امرأة كل عام، وسجلت وفايات 3.2 مليون امرأة نتيجة السكتة الدماغية، بينما تنهار 2.1 مليون امرأة نتيجة لأمراض القلب الأخرى.

وقالت كينغ “إن ما نفعله مهم لأن مرض القلب هو القاتل الأول للنساء وتختلف أعراض إصاباتنا عن أعراض الرجال”. بالنسبة إلى النساء يمكن أن تكون العلامات خفية ولكنها مميتة.

البعض من الخبراء يضعون الرقص على قائمة أفضل الرياضات لحرق السعرات الحرارية والدهون المتراكمة في الجسم باعتبار أنه رياضة غير مملة كالبعض من التمارين الأخرى

على الرغم من أن الرجال والنساء يمكن أن يشعروا بضغط في الصدر أثناء حدوث النوبة القلبية، إلا أن بعض النساء قد يصبن بأزمة قلبية دون التعرض لنوع الضغط نفسه.

وفقا لجمعية القلب الأميركية، قد تواجه النساء أعراضا مثل ضيق التنفس، أو ضغط، أو ألم في أسفل الصدر أو أعلى البطن، أو دوار، أو إغماء، أو ضغط في الظهر، أو تعب شديد.

أكدت كينغ على أهمية التعرف على علامات وأعراض النوبة القلبية والسكتة الدماغية.

وإلى جانب دوره في تحسين صحة القلب ووقايته من الأمراض التي قد تصيبه، يوفر الرقص إمكانات هائلة للحفاظ على صحة الإنسان وضمان اللياقة البدنية المنشودة.

وقد توصل تقرير جديد عن مدى تأثير التمارين الرياضية في الجسم -نشر في المجلة الإسكندنافية للطب والعلوم في الرياضة- إلى أن الناس قد يرغبون في تغيير روتينهم.

ووفق التقرير لا توجد طريقة خاطئة لممارسة التمارين الرياضية. لكن يؤكد في الوقت نفسه، أنه إذا كنت ترغب في اختيار التمارين الأمثل والأنسب لك لمساعدتك في الحفاظ على لياقتك البدنية، فعليك التطرق إلى تمارين الرقص. وجد الباحثون في هذه الدراسة أن أولئك الذين رقصوا -وخاصة النساء- ظلوا بصحة جيدة مع مرور الوقت.

كما تابع المشرفون العديد من الأرقام التي تميل إلى التحول مع تقدم العمر، لتجعلنا أقل استقلالية وأكثر اعتمادا على الآخرين، أو تمنعنا من أن نشيخ بطريقة أصح.

حقق الراقصون نتائج أفضل في جميع هذه الفئات في وقت لاحق من حياتهم، مقارنة بأولئك الذين التزموا بتمارين رياضية لا تشمل الرقص.

يمكن أن يرجع ذلك إلى طبيعة الرقص، إذ يتطلب حركة وتوازنا ودرجة من التحمل وحتى التركيز. كما يميل الراقصون إلى أن يكونوا اجتماعيين أكثر، وهو جانب مهم في الحياة.

ويصنف البعض من الخبراء الرقص على قائمة أفضل الرياضات لحرق السعرات الحرارية والدهون المتراكمة في الجسم باعتباره رياضة غير مملة كالجري أو المشي مثلا أو البعض من التمارين الأخرى.

ويتميز الرقص بخاصيات عديدة تقاوم الشعور بالملل لأنه يمزج بين الترفيه والتمارين والحركات المختلفة والمتعددة مما يحرك وينشط عضلات الجسم دون الشعور بالإجهاد.

ويقول خبراء إن الرقص يساعد على حرق 7 سعرات حرارية في الدقيقة الوحيدة، وينصحون بممارسة الرقص يوميا لمدة 30 دقيقة للحفاظ على نشاط الجسم ولياقته.

ويساعد الرقص على تحسين المزاج وتصفية الذهن ومدّ الجسم بالحيوية والنضارة لأن من فوائده تحسين الدورة الدموية.

ويمكن ممارسة الرقص الشرقي أو الزومبا، اللذين يتميزان بقدرة كبيرة على حرق الدهون في المنزل دون الحاجة إلى ارتياد النادي الرياضي. كما يمكن أخذ دورات لتعلم رقصات السالسا أو الرقص الأفريقي أو الزومبا أو غيرها من أنواع الرقصات الأخرى.

وفي السنوات الأخيرة، لاقت رقصة الزومبا رواجا كبيرا لأن فيها الكثير من المرح والمتعة بالإضافة إلى أنها تركز على حركات متنوعة بفضل دمجها للعديد من الرقصات مثل السالسا والسامبا والبيلي دانس والكومبيا والرياضات من بينها الأيروبكس.

وكشفت تقارير وأبحاث علمية أن رقصة الزومبا تساعد على حرق الدهون بشكل أسرع من التمارين الرياضية العادية. ومن فوائدها أيضا قدرتها على علاج المشكلات النفسية كالاكتئاب والتوتر.

والعلاج بالرقص مفهوم جديد في مجال الطب النفسي. فعلى سبيل المثال، لقد وجه أطباء بعض المرضى إلى القيام برقصة التانغو لمساعدتهم في العلاج من مشكلات عدة تراوح بين الاكتئاب ومرض باركنسون. وتتطلب رقصة التانغو تركيزا متأكّدا كما تستدعي “التواصل” مع الشريك.

وفي بوينس أيرس، اعتبر أطباء أن هذه الرقصة قادرة على تحسين وضع المرضى النفسيين ومكافحة الشعور بالوحدة لدى المسنين. وقد استخدمت رقصة التانغو أيضا كوسيلة لمساعدة الأشخاص المصابين بمرض باركنسون في العمل على تحسين التوازن وتنسيق حركاتهم.