الرقابة الجزائرية تتهيأ للموسم الرمضاني بجملة محاذير إعلامية

السلطة الوطنية المستقلة لضبط السمعي البصري تدعو القنوات التلفزيونية إلى تقديم "برامج متنوعة وراقية" خلال شهر رمضان.
الأربعاء 2025/02/26
احترام خصوصيات الشهر الفضيل

الجزائر – توجهت السلطات المعنية بمراقبة الإعلام في الجزائر إلى القنوات التلفزيونية بدعوتها إلى تقديم محتوى يتلاءم مع خصوصية شهر رمضان، لتدارك الانتقادات الواسعة التي انتشرت في السنوات الماضية واتهام الإعلام المحلي بالفوضى والانفلات.

ودعت السلطة الوطنية المستقلة لضبط السمعي البصري، القنوات التلفزيونية إلى “تقديم برامج متنوعة وراقية خلال شهر رمضان، تلبي تطلعات المشاهد والمستمع الجزائري.” مؤكدة على ضرورة احترام خصوصيات الشهر الفضيل.

وأوضحت أن السلطة “تعرب عن أملها في أن تقدم القنوات السمعية البصرية، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك برامج متنوعة وراقية تلبي تطلعات المشاهد والمستمع الجزائري وتعكس ثراء الموروث الثقافي والحضاري لوطننا بما يعزز قيم التضامن والتكافل والسمو الروحي التي يحملها رمضان في جوهره.”

كما دعت الهيئة إلى “رفع نسبة المشاهدة للبرامج ذات الإنتاج الوطني، لما لها من دور أساسي في إبراز التراث الوطني والتقاليد الجزائرية الأصيلة وترسيخ الهوية الثقافية في المشهد الإعلامي، بما يحقق توازنا إيجابيا بين خدمة الترفيه والمضمون الهادف.”

دعوات إلى رفع نسبة المشاهدة للبرامج ذات الإنتاج الوطني، لما لها من دور أساسي في إبراز التراث الوطني والتقاليد الجزائرية الأصيلة وترسيخ الهوية الثقافية

وأكدت “ضرورة احترام خصوصيات الشهر الفضيل والمرجعية الدينية الوطنية من خلال البرامج الدينية المقدمة بما يعكس قيم الاعتدال والتسامح.”

وخلال المواسم الرمضانية في السنوات الماضية أثارت عدة برامج موجة انتقادات واسعة، لاسيما برامج “الكاميرا الخفية” التي تعرض على القنوات الخاصة، التي اتهمت بترويع واستفزاز الضيوف الذين يقعون ضحية مقالبها الهزلية، بطريقة مضحكة، فيما شدد المراقبون على أن هذه الكاميرا الخفية تتسم بالرداءة الفنية، وتفتقد إلى مقومات البرنامج الكوميدي الناجح من قبيل الحبكة المتقنة والطرافة وإدخال البهجة على المشاهدين.

وأكدت السلطة على “الالتزام بالمهنية واحترام أخلاقيات المهنة، مع التقيد بالنصوص القانونية والتنظيمية، خاصة مقتضيات المرسوم التنفيذي الأخير المنظم لخدمات الاتصال السمعي البصري،” كما حثت القنوات على “تجنب تغليب الربحية أو صناعة الإثارة على حساب القيم الإعلامية بما يحفظ مصداقية القطاع وثقة الجمهور.”

وذكرت القنوات بـ”ضرورة التقيد بالمدة القانونية المخصصة للفواصل الإشهارية،” و دعت القنوات إلى “اعتماد معايير داخلية للرقابة الذاتية، تضمن التوازن بين حرية الإبداع والمسؤولية الإعلامية وتساهم في تقديم محتوى ينسجم مع خصوصية الشهر الكريم.”

والعام الماضي، وبخ المسؤولون الجزائريون محطات التلفزيون بسبب الحملات الدعائية والبرامج غير الأخلاقية في رمضان، وسط صراعات أوسع نطاقا تواجه الصحافيين والقنوات التلفزيونية، حيث اعتمدت محطات التلفزيون والصحف تاريخيا بشكل كبير على إعلانات الحكومة والشركات الكبيرة المتحالفة مع الدولة الغنية بالنفط.

وبعد لقائه مع مديري المحطات، اتهم وزير الاتصال الجزائري السابق محمد لعقاب الشبكات بعدم احترام الخطوط الأخلاقية والمهنية، مشيرا إلى أن اختياراتها للبرامج “تخالف التقاليد الاجتماعية لمجتمعنا وخاصة حرمة شهر رمضان.” وقال “لمحطات التلفزيون الحق في الانتقاد، ولكن ليس من خلال مهاجمة القيم الأخلاقية لمجتمعنا.”

5