الرزاز يقود حركة دبلوماسية لإنعاش اقتصاد الأردن المنهك

عمان – يبدأ رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز الثلاثاء زيارة للولايات المتحدة، يلتقي خلالها بمسؤولين في الإدارة الأميركية وأيضا في صندوق النقد الدولي الذي سبق أن عمل فيه.
وهذه هي الزيارة الخارجية الثالثة التي يقوم بها الرزاز خلال أقل من شهر حيث سبق أن زار في 28 ديسمبر الماضي العراق، وقبلها تركيا، لتنويع شراكات بلاده بما يسهم في التخفيف من الأزمة الاقتصادية التي تتخبط فيها المملكة.
ويدخل رئيس الوزراء عام 2019 بقوة، حيث أنه على خلاف رؤساء الحكومات السابقين، يتولى بنفسه تنشيط حملة العلاقات الخارجية، فالرجل وفق كثيرين لا يريد أن يمر مرور الكرام على المنصب بل يعمل جاهدا من أجل ترك بصمة له، خاصة أنه القادم من خارج الطبقة السياسية التقليدية.
وتعهد الرزاز الأسبوع الماضي بأنه لن تكون هناك أي ضرائب جديدة سواء كانت مبيعات أو غيرها في العام 2019، مشددا على أن الحكومة ستلتزم بالمشاريع التي قدمتها في الموازنة العامة التي أقرها مجلس النواب الخميس الماضي، مؤكدا على جاهزية الحكومة للمساءلة والمحاسبة.
ويرى مراقبون أن التزام رئيس الوزراء بعدم السير في خيار رفع الضرائب لمواجهة الأزمة الاقتصادية ينطوي على الكثير من التحدي، ولا يعرف إن كان قادرا على الإيفاء به.
ويشير المراقبون إلى أن زيارته للولايات المتحدة اقتصادية بحتة، وتستهدف أساسا الحصول على تمويلات وتسهيلات لسداد فوائد قروض أجنبية، لتجنب خيار الضغط على الموازنة.
ويذهب الرزاز للقاء زملاء الأمس في صندوق النقد الدولي وفي يده قانون الضريبة على الدخل والذي ضغط الصندوق لإقراره لمواصلة دعم الاقتصاد الأردني المنهك، في ظل رفض شعبي لهذا القانون بالنظر إلى انعكاساته على الطبقتين المتوسطة ومحدودة الدخل.
وسيلتقي الرزاز أيضا وزير الخزانة الأميركية ستيفن منوتشين، لمعرفة ما إذا كانت الإدارة الأميركية ستضمن مجددا حصول الأردن على قروض جديدة، وجس النبض بخصوص توجهات إدارة الرئيس دونالد ترامب في دعم الأردن اقتصاديا خلال العام 2019.
وتعتبر الولايات المتحدة أبرز الداعمين للأردن، وقد رفعت عام 2018 في قيمة المنح والمساعدات الاقتصادية التي تقدمها لعمان بنسبة 57 بالمئة لتصل إلى 745.1 مليون دولار مقارنة بـ 475 مليون دولار لعام 2017.
ويرجح مراقبون أن يستمر الدعم الأميركي للأردن بالقوة ذاتها، فواشنطن تعتبر عمان أحد حلفائها الاستراتيجيين في المنطقة، ولن تسمح بانهياره، وستواصل في تقديم جرعات دعم لإنعاش اقتصاده. وتتزامن زيارة الرزاز للولايات المتحدة مع زيارة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو للأردن في مستهل جولة للأخير في المنطقة.
وقالت واشنطن إن زيارة وزير الخارجية مايك بومبيو للأردن تعدّ “فرصة لتعزيز اِلتزام الولايات المتحدة تجاه أمن واستقرار الأردن”، مؤكدة على أن “هذا الالتزام هو أقوى من أي وقت مضى”.
وشدّدت السفارة الأميركية في عمّان مساء الإثنين عبر مقطع فيديو نشرته في حسابها فيسبوك عشية زيارة المسؤول الأميركي على “أهمية هذه الزيارة بالنسبة للعلاقات الأردنية الأميركية”.
وأكدت على مواصلة الشراكة الأردنية الأميركية الهادفة إلى تحقيق أمن واستقرار إقليميٍ أوسع، لافتة إلى “أن الأردن شريك رئيس في الحملة لهزيمة عصابة داعش الإرهابية، ولا يزال عنصراً رئيسياً في تحقيق استقرار المنطقة بأكملها”.
وذكرت السفارة الأميركية أن “الولايات المتحدة لا تزال أكبر داعم بشكل فردي للأمن الاقتصادي والمساعدات الإنسانية للأردن”.
ويعاني الاقتصاد الأردني من أزمات هيكلية لها علاقة بالفساد والتهرب الضريبي ازدادت وطأتها في السنوات الأخيرة نتيجة الصراعات في الجوار، والتي اضطر معها الأردن إلى استقبال مئات الآلاف من النازحين فضلا عن إغلاق المعابر الحدودية مع كل من العراق وسوريا (تم فتحها قبل فترة)، الأمر الذي أضر كثيرا بالتبادل التجاري للمملكة وأدى إلى كساد مع حالة تضخم كبيرة.