الرد الإيراني خلال الساعات المقبلة وسط جهود دبلوماسية لتجنّب التصعيد

بايدن يناقش مع فريقه للأمن القومي في غرفة العمليات التطورات في الشرق الأوسط قبل محادثات مع العاهل الأردني.
الاثنين 2024/08/05
قلق دولي إزاء توسع نطاق الحرب

واشنطن – كشف موقع "أكسيوس"، أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أبلغ نظراءه من دول مجموعة السبع، الأحد، بأن هجوما من إيران وحزب الله على إسرائيل قد يبدأ في غضون 24 ساعة، وفقا لما نقله عن ثلاثة مصادر مطلعة، في وقت تقود واشنطن وشركاؤها الدوليون جهودا دبلوماسية من أجل تهدئة التوتر في المنطقة.

وتتزايد المخاوف من تصعيد عسكري بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في عملية نسبت إلى إسرائيل، واغتيال القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية قرب بيروت.

وواصلت الولايات المتحدة وشركاؤها الدوليون، ومنهم فرنسا وبريطانيا وإيطاليا ومصر، اتصالاتهم الدبلوماسية سعياً لمنع المزيد من التصعيد في المنطقة.

وأجرى بلينكن مكالمة جماعية للتنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة المقربين ومحاولة ممارسة ضغوط دبلوماسية أخيرة على إيران وحزب الله للحد من ردهم قدر الإمكان، مشددا على أن ذلك "أفضل فرصة لمنع اندلاع حرب شاملة".

وذكر "أكسيوس"، أن بلينكن أكد أن الولايات المتحدة تعتقد أن إيران وحزب الله سيردان معا.

لكن على عكس الهجوم الإيراني على إسرائيل في 13 أبريل، حين أطلقت إيران ما يقرب من 350 طائرة مسيرة وصاروخا نحو إسرائيل، حيث عملت الولايات المتحدة وحلفائها لاعتراض معظمها، قال بلينكن إنه من غير الواضح ما شكل الرد الذي سيكون عليه الهجوم المحتمل.

وأضاف بلينكن أن الولايات المتحدة، رغم عدم معرفتها بالموعد المحدد للرد، تتوقع أن الهجوم قد يندلع في غضون الـ24 إلى 48 ساعة المقبلة، أي ابتداء من اليوم الاثنين على أقرب تقدير، وفقا لما نقلته المصادر المطلعة.

وعززت الولايات المتحدة منظومتها العسكرية في المنطقة، ونشرت مزيدا من السفن الحربية والطائرات المقاتلة لحماية جنودها وحليفتها إسرائيل.

ومن المتوقع أن يصل قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا، إلى إسرائيل، الاثنين، لوضع اللمسات الأخيرة على الاستعدادات مع الجيش الإسرائيلي قبل الهجوم المحتمل من إيران وحزب الله، بحسب تصريحات مسؤولين إسرائيليين للموقع.

وأكد بلينكن لوزراء خارجية مجموعة السبع أن تعزيزات القوات الأميركية في المنطقة لأغراض دفاعية فقط، حسبما ذكرت المصادر.

ولفت أحد المصادر الذي شارك بالمكالمة إلى أن بلينكن بدا محبطا عندما أطلع الوزراء على المحادثات الأخيرة مع إسرائيل بشأن صفقة لتبادل الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة.

وأضاف بلينكن أن الحاجة إلى صفقة أصبحت أكثر أهمية الآن من أي وقت مضى.

ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر التعليق.

وأعرب وزراء مجموعة السبع في بيان، عن "قلقهم الشديد إزاء الأحداث في الآونة الأخيرة التي قد تؤدي إلى اتساع نطاق الأزمة في المنطقة، بدءا من لبنان".

وجاء في البيان "ندعو الأطراف المعنية إلى الإحجام عن أي تصرف من شأنه أن يعوق مسار الحوار والاعتدال ويشجع على تصعيد جديد".

وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اجتماعا مساء الأحد مع وزير الدفاع، يوآف غالانت، ورؤساء الجيش وأجهزة الاستخبارات.

وتحدث غالانت أيضا، الأحد، مع نظيره الأميركي، لويد أوستن.

من جهته، قال البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن سيجتمع مع فريقه للأمن القومي في غرفة العمليات، اليوم الاثنين، لمناقشة التطورات في الشرق الأوسط. وأضاف أن بايدن سيتحدث أيضاً مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.

وتزامنا مع هذه التطورات المقلقة، تعمل دول أخرى في المنطقة أيضا لتفادي أي صعيد دراماتيكي، وتسعى جاهدة لمحاولة منعه.

واختتم وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي زيارة نادرة لإيران الأحد دعا خلالها إلى وقف تصاعد العنف والإسهام في "بناء منطقة يعمها الأمن والسلام".

وبحسب "أكسيوس"، فإن الأردن قلق من أن هجوما إيرانيا بالصواريخ والطائرات المسيرة قد يمر عبر مجاله الجوي.

وخلال هجوم 13 أبريل، اعترضت عمان طائرات مسيرة وصواريخ إيرانية كانت في طريقها نحو إسرائيل وسمح للطائرات المقاتلة الأميركية والإسرائيلية باستخدام مجاله الجوي لاعتراضها.

والتقى الصفدي مع وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري ونقل رسالة من الملك عبدالله الثاني إلى الرئيس الإيراني، وفقا لبيان وزارة الخارجية الأردنية.

وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قال في اجتماعه مع الصفدي إن اغتيال هنية "خطأ كبير للنظام الصهيوني لن يمر دون رد".

وقال الصفدي في مؤتمر صحفي عقده في طهران مع نظيره الإيراني "كلفني جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين أن ألبي الدعوة إلى طهران لندخل في حديث أخوي واضح وصريح حول تجاوز الخلافات ما بين البلدين بصراحة وشفافية بما يحمي مصالح كل من بلدينا".

وأضاف "أنا وزير خارجية المملكة الأردنية الهاشمية، التي لم تكن يوما إلا سباقة في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وفي الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وفي إدانة الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية المحتلة، وفي رفض كل ما تقوم به إسرائيل من إجراءات تصعيدية تحول دون تحقيق الأمن والاستقرار والسلام العادل الذي نريده".

وندد الصفدي باغتيال هنية الأربعاء الماضي، ووصفه بأنه "جريمة نكراء، وخطوة تصعيدية تشكل خرقا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واعتداء على سيادة الدول، ونرفضها بالمطلق".

وتابع "نطالب بأن يكون هنالك تحرك فاعل يوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ويوقف مثل هذه الخطوات اللاشرعية الإسرائيلية، وارتكاب جرائم ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، لنحمي المنطقة كلها من تبعات حرب إقليمية سيكون أثرها دماري على الجميع".

وأضاف "نحن نريد لمنطقتنا أن تعيش بأمن وسلام واستقرار، ونريد للتصعيد أن ينتهي".

وذكرت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن تحدث إلى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الأحد وشدد على "أهمية اتخاذ جميع الأطراف خطوات لتهدئة التوتر الإقليمي وتجنب مزيد من التصعيد وتعزيز الاستقرار".

وقال السوداني في بيان إن منع التصعيد في المنطقة "مرهون فقط بإيقاف العدوان على غزّة، ومنع توسّعه إلى لبنان".

وأضاف أن منع التصعيد في المنطقة مرهون أيضا بـ"ردع ولجم (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وحكومته، ومنع سلطات الاحتلال الصهيوني من الاعتداء على دول المنطقة، وإنهاء خروقاته المتكررة للقانون الدولي وسيادة الدول، ومحاولاته نشر الصراع وتوسعة نطاق الأزمات".

وفي مواجهة خطر التصعيد العسكري في لبنان، دعت السويد والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأردن والسعودية خلال الساعات الماضية رعاياها إلى مغادرة هذا البلد فورا.

كما دعت باريس الفرنسيين المقيمين في إيران إلى "مغادرة البلاد مؤقتا".

كذلك، دعت كندا رعاياها إلى "تفادي أي زيارة لإسرائيل"، وكانت طلبت نهاية يونيو من رعاياها مغادرة لبنان.

والأحد أعلنت السفارة البريطانية سحب عائلات دبلوماسييها من بيروت بصورة مؤقتة.