الرجاء يتحدّى مولودية الجزائر في كأس محمد السادس للأندية

الفريق المغربي يتسلح بأسبقية الذهاب لحسم ورقة المربع الذهبي.
الأحد 2020/02/09
عناصر متوهجة

تتجه أنظار عشاق كرة القدم العربية إلى المركب الرياضي محمد الخامس، الأحد، لمتابعة لقاء قمة بين الرجاء المغربي ومضيفه مولودية الجزائر، يرى محللون أنه يعطي الأولوية للفريق المغربي لحسم ورقة المربع الذهبي بعدما أنهى لقاء الذهاب لصالحه في الجزائر 2 - 1.

الرباط – يخوض فريق الرجاء البيضاوي المغربي الأحد لقاء قمة حاسما أمام مضيفه مولودية الجزائر رافعا شعار التحدي ضمن جولة إياب بطولة كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال التي سيحتضنها مركب محمد الخامس في المغرب.

ويتسلح الفريق المغربي بأسبقية النتيجة والتي ستكون خير داعم له لكسب ورقة العبور أمام خصمه الجزائري الذي انقاد إلى الهزيمة ذهابا 1 – 2 مما يصعّب مهمته خصوصا أنه سيخوض اللقاء أمام فريق سيلعب على أرضه وأمام جماهيره.

لكن طاهر بلخيري الناطق الرسمي باسم مولودية الجزائر عبر عن تفاؤله الشديد بقدرة فريقه على العودة بنتيجة إيجابية من ملعب الرجاء بالذات.

وقال بلخيري “تنتظرنا مباراة صعبة للغاية، نعلم أن المهمة ستكون معقدة أمام خصم يلعب جيدا على ملعبه”. وأضاف “نحن ذاهبون إلى المغرب من أجل تشريف قميص مولودية الجزائر، صحيح أن الفريق يمر بظروف صعبة، إلا أن القادم سيكون أجمل”.

وأضاف قائلا “أؤكد أن إدارة الفريق حريصة على تصحيح الأمور وتوفير جميع الشروط والمتطلبات للخروج من نفق الأزمات”.

ويعاني الفريق الجزائري من عدة أزمات ستصعّب مهمته ومنها مشكلة الجهاز الفني، إذ عمد مؤخرا إلى إقالة مدربه الفرنسي برنارد كازوني على خلفية تراجع النتائج وعجزه عن تحقيق أهداف الفريق وأعلن تعاقده مع الجزائري نبيل نغيز.

الرجاء يتسلح بأسبقية الذهاب التي ستكون خير داعم له لكسب ورقة العبور أمام خصمه الجزائري الذي انقاد إلى الهزيمة 1 – 2

وأكد مجلس إدارة الفريق الجزائري مؤخرا، أن نغيز (47 عاما) -وهو أحد الوجوه الجزائرية التي برزت في عالم التدريب في الفترة الأخيرة- سيتولى مسؤولية تدريب الفريق الأول لكرة القدم لمدة 18 شهرا قابلة للتجديد.

وستكون المهمة الأولى لنغيز بمثابة تحدّ مع النادي العاصمي خارج قواعده عندما يواجه الرجاء الأحد على أرضه وهو متأخر في النتيجة في لقاء الذهاب.

وقال بلخيري “تخلصنا من أزمة الجهاز الفني، واتفقنا مع نغيز على أن يباشر مهامه مبكرا، أؤكد أنه جاهز لرفع التحدي أمام الرجاء من أجل بلوغ المربع الذهبي والمنافسة على اللقب”.

وفي الطرف المقابل لا يخلو الفريق المغربي هو الآخر من أزمات لعل أبرزها مشكلة الإجهاد البدني الذي يتعرض له اللاعبون نتيجة المنافسة على أكثر من جبهة، ومنها الدوري المحلي ودوي رابطة أبطال أفريقيا والأهم من ذلك بطولة كأس محمد السادس.

وأكد جمال السلامي مدرب الرجاء في تصريح حصري، أنَّه يولي أهمية كبيرة لبطولة كأس محمد السادس والتي سيقارع فيها فريقه مولودية الجزائر من أجل كسب ورقة المربع الذهبي.

وقال السلامي في تصريحات إذاعية إن “فريقه لن ينزل يديه في الدوري رغم الاهتمام بالبطولة العربية”. وأضاف “لنكن واضحين؛ الأولوية بطبيعة الحال هي لمسابقة كأس محمد السادس، إلا أننا سنتعامل مع باقي لقاءات الدوري المغربي بما تقتضيه من أهمية وتركيز”.

ويرى مدرب الرجاء أن مشاركة الرجاء في دوري أبطال أفريقيا للنسخة الحالية كانت بسبب الترتيب الذي حصده الفريق في الموسم الماضي، وصافة الدوري المحلي، لذلك سينافس هذا الموسم أيضا للبقاء في دائرة الصدارة ولن يتنازل عنها.

استعداد للمواجهة
استعداد للمواجهة

وكان الرجاء قد استعاد نغمة الانتصارات التي غابت عن الفريق في المرحلتين الماضيتين ببطولة الدوري وذلك عقب فوزه الثمين 2 – 1 على ضيفه أولمبيك خريبكة ضمن المرحلة الرابعة عشرة للمسابقة، والتي شهدت أيضا فوز حسنية أغادير على ضيفه اتحاد طنجة بنفس النتيجة.

وارتفع رصيد الرجاء، الذي تعادل مع نهضة بركان ومولودية وجدة في المرحلتين الماضيتين، إلى 25 نقطة في المركز الثالث وله مباراتان مؤجلتان.

ولم ينكر السلامي وجود صعوبات يعاني منها فريقه ومنها ضغط الرزنامة والأجندة، لكنه أكد في المقابل أن فريقه مطالب بالتعامل مع كل هذه الوضعيات وتكييف المجهودات بنوع من الذكاء لكي “لا نضيّع أي رهان من هذه الرهانات”.

ويعيش الرجاء البيضاوي حالة من القلق بسبب تردّد نجمه عبدالإله الحافيظي في الاستجابة لمقترح تمديد عقده مع الفريق الذي ينتهي في ختام الموسم الحالي.

وتلقى الحافيظي عدة عروض من أحد الأندية القطرية الكبيرة إلى جانب ناديين سعوديين، وآخر من تركيا، إذ تسعى كل هذه الأندية إلى استغلال دخول اللاعب فترة الأشهر الستة الأخيرة من عقده للفوز به مجانا، الأمر الذي يثير رعبا حقيقيا داخل أروقة الرجاء.

كما دخل فريق الوداد على خط الأزمة بحسب مصدر مقرب أقر بتقديم الغريم التاريخي للرجاء عرضا خياليا غير مسبوق للحافيظي يفوق 600 ألف دولار للموسم الواحد.

ويحاول الرجاء جاهدا إقناع الحافيظي الذي أمضى ستة مواسم برفقة الفريق للاستمرار في صفوفه، إلا أن عدم قدرة الرجاء على مجاراة قوة العروض المقدمة للاعب يمثل معضلة كبرى في طريق الرجاويين.

كما أن التجديد للحافيظي بمبلغ كبير سيضع الرجاء أمام أزمة كبيرة، لاسيما أن عددا من نجوم الفريق يطالبون بتحسين شروط تعاقدهم بعد تألقهم في الموسم الحالي، وفي مقدمتهم محسن متولي (قائد الفريق)، والحارس أنس الزنيتي، الأمر الذي قد يفتح بابا عاصفا في وجه الإدارة الفنية.

ويرى محللون أن كل هذه المشاكل التي تعصف بالفريق من شأنها أن تؤثر على سير اللقاء رغم أهمية الرهان، لكنهم في المقابل يؤكدون أن الرجاء يبدو الأكثر جاهزية معنويا من نظيره الجزائري وهو المرشح لحسم ورقة العبور.

وتبدو الأولوية لصالح الفريق المغربي الذي يعول كثيرا على حضور جماهيره إضافة إلى أنه سيدخل اللقاء دون ضغط، لكن ما يراه متابعون أن هذا النوع من اللقاءات يصعب التنبؤ بنتيجته.

ويلاقي الفائز من لقاء الرجاء المغربي ومولودية الجزائر فريق الإسماعيلي المصري الذي بلغ الدور نصف النهائي بعد إقصائه الاتحاد السكندري.

23