الربط الكهربائي والاستثمارات على رأس مباحثات العراق ومجلس التعاون

بغداد – جدد العراق، اليوم الإثنين، الدعوة إلى الشركات الخليجية للدخول في الاستثمارات التي طرحتها بغداد وخاصة في مجال الغاز والبتروكيمياويات، وذلك خلال محادثات جمعت وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي تناولت أيضا ملف الربط الكهربائي.
وقال حسين في مؤتمر صحافي مشترك مع البديوي الذي يزور بغداد حاليا، إن "أبواب العراق مفتوحة أمام الشركات الخليجية ونشجعها للدخول في استثمارات في مجالات الغاز والبتروكيمياويات لحاجة العراق إليها".
وتأتي زيارة البديوي، غداة زيارة وزير خارجية الكويت سالم عبدالله الجابر الصباح؛ لبغداد لبحث قضايا عالقة.
وتعهد حسين بتقديم الحكومة العراقية "ضمانات أمنية لعمل الشركات وأخرى من خلال الصناديق السيادية وأن الحكومة الحالية تدعم هذا التوجه".
وأشاد وزير الخارجية بمشروع الربط الكهربائي مع دول مجلس التعاون الخليجي وإمكانية الوصول إلى المراحل النهائية لهذا الربط فضلا عن مشروع آخر مع السعودية.
وذكر أن الحكومة العراقية تدعم تقوية العلاقات مع دول الخليج وتوسيعها ومع دول الجوار الأخرى في مختلف المجالات.
وبدأت الأعمال المتعلقة بإنشاء شبكة الربط الكهربائي بين دول مجلس التعاون الخليجي والعراق الشهر الماضي، حيث تمت ترسية 5 عقود تتعلق بالمشروع بقيمة 220 مليون دولار في وقت سابق من هذا العام.
ويتولى الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية تمويل المشروع إلى جانب صندوق قطر للتنمية.
ومن شأن شبكة الكهرباء التي تبلغ طاقتها 500 "ميغاواط" ربط الشبكة الإقليمية لدول مجلس التعاون الخليجي بالعراق، ومن المتوقع أن يكتمل نظام الربط في أواخر 2024.
ويعتمد العراق على الغاز الإيراني لتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية، وكان وزير الكهرباء العراقي عادل كريم قد أكد الحاجة للغاز الإيراني لفترة ما بين 5 – 10 سنوات.
وواجه العراق أزمات كبيرة بتوفير الطاقة الكهربائية، بسبب عدم التزام الجانب الإيراني بتصدير كميات الغاز المتعاقد عليها مع العراق، لتشغيل محطاته الكهربائية، إذ تم قطعها (الغاز) وتقليل كمياته المصدرة للعراق ولعدة مرات في الصيف الماضي، ما أحرج الحكومة العراقية بتوفير الطاقة، وتسبب بموجة تظاهرات وغضب شعبي في عدد من المحافظات.
وكان المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية عبد المحسن الحربي، قد أعلن الشهر الماضي أن الربط الكهربائي مع السعودية سيغذي العراق بنحو 1000 ميغاواط في المرحلة الأولى عن طريق محطة عرعر الحدودية.
ويعتبر المشروع هو الأول من نوعه، حيث يتيح لشبكة هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الامتداد خارج نطاق الدول دول التعاون، وفق صحيفة "الأنباء" الكويتية.
وفي فبراير من هذا العام، أكدت هيئة الربط الكهربائي الخليجية العراقية ترسية 5 عقود بقيمة 220 مليون دولار، تنفيذا للمشروع الذي يتضمن إنشاء خط نقل مزدوج الدائرة بجهد 400 كيلوفولت يمتد من محطة الوفرة في الكويت إلى محطة الفاو في جنوب العراق بطاقة نقل إجمالية تبلغ 1800 "ميغاواط" وبطول 295 كيلومترا، على أن يتم إنجازها في غضون 24 شهراً.
وكان العراق قد وقع في يناير 2020 مذكرة تفاهم لاستيراد 500 ميغاواط من الكهرباء من دول مجلس التعاون الخليجي.
كما أنه توصل إلى اتفاق ربط مماثل مع الأردن، حيث تغطي المرحلة الأولية من المشروع تركيب خط جهد عال بين منطقة القائم في المنطقة الغربية من العراق ومنطقة الريشة الشرقية في الأردن، بتكلفة 140 مليون دولار.
وأعلن وزير الخارجية العراقي، خلال المؤتمر الصحافي، عن مشاركة العراق بوفد كبير في منتدى الشارقة الاقتصادي الذي سيعقد يومي 27 و 28 سبتمبر المقبل حيث أن العراق يدعم هذا المنتدى.
ورحب الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي بدور العراق الإقليمي وعلاقاته المتطورة مع دول الخليج.
كما رحب بالتعاون العراقي الخليجي في مشروع الربط الكهربائي المشترك الذي سيكون منطلقا لتنفيذ مشاريع أخرى في مختلف المجالات.
وأفاد مجلس التعاون الخليجي، الإثنين، عبر حسابه على تويتر، بأن "البديوي بدأ زيارته الرسمية للعراق"، دون تحديد مدتها أو جدول أعمالها.
ويضم مجلس التعاون الخليجي كل من السعودية وقطر والإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان، وضمت بياناته الأخيرة مطالبات للعراق بحل القضايا العالقة مع الكويت.
وعام 2003، استأنفت بغداد والكويت علاقاتهما الدبلوماسية في أعقاب إسقاط نظام الرئيس العراقي صدام حسين، الذي غزا الكويت في أغسطس 1990، قبل أن يتم إخراج القوات العراقية بعد 7 أشهر على أيدي قوات تحالف دولي، بقيادة الولايات المتحدة، خلال ما تُعرف بـ"حرب الخليج الثانية".
وما تزال هناك ملفات عالقة بين البلدين، منها الآبار النفطية المشتركة وترسيم الحدود البرية والبحرية والأسرى والمفقودين.
والأحد، أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في مؤتمر صحافي، "توافر الرغبة الجادة" في تجاوز الملفات العالقة بين بغداد والكويت.