الرباط تدشن أول مصنع للأدوية البيوتكنولوجية في أفريقيا

المصنع الجديد سيساهم في تخفيض أسعار الأدوية مع تعزيز مستوى الصادرات، ووتيرة الإصلاحات المتسارعة تعزز ثقة الشركات المحلية والأجنبية بمناخ الأعمال.
الأربعاء 2019/01/30
العبور إلى مستقبل صناعة الأدوية

كثّف المغرب جهوده لدعم صناعة الأدوية بتدشين مجموعة من المشاريع بينها أول مصنع لإنتاج الأدوية البيوتكنولوجية في أفريقيا، ما يعزز طموحاته لأن يكون قاعدة للوصول إلى أسواق القارة وتوسيع أبواب استقطاب المزيد من رؤوس الأموال إلى القطاع.

الدار البيضاء (المغرب) - دشّن المغرب أول وحدة متخصصة في صناعة أدوية من التكنولوجيا الحيوية (بيوتكنولوجية) مضادة للسرطان في أفريقيا، في خطوة تكرس خطط الحكومة لتوسيع نشاط هذا القطاع محليا وإقليميا ودوليا.

وتزامن ذلك مع افتتاح توسعة وحدتين متخصصتين في صناعة أكياس الأمصال ووحدة إنتاج الطاقة الخضراء باستعمال الكتلة الحيوية، الأمر الذي سيسهم في تعزيز الأمن الدوائي والاستقلال الصحي للبلاد.

وضخت مجموعة سوطيما للصناعات الصيدلية، وهي شركة محلية خاصة، استثمارات تقدر بحوالي 32 مليون دولار في هذه المشاريع، والتي يتوقع أن تتبعها مشروعات أخرى في المرحلة القادمة مع الدعم الذي تقدمه السلطات للشركات العاملة في القطاع.

واعتبر مسؤولون أن المصنع الجديد، الذي تم تشييده في المنطقة الصناعية لبوسكورة في مدينة الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب، سيساهم في تخفيض أسعار هذه الأدوية مع تعزيز مستوى الصادرات.

32 مليون دولار ضختها مجموعة سوطيما لإنشاء المصنع وتوسعة وحدتين لإنتاج الأمصال والكتل الحيوية

ونسبت وكالة الأنباء المغربية الرسمية لوزير الصحة أنس الدكالي، قوله خلال افتتاح المصنع مع وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي حفيظ العلمي، إن “أول وحدة لإنتاج أدوية بيوتكنولوجية مضادة للسرطان بقارة أفريقيا ستدعم القطاع المحلي وستعزز من الصادرات”.

ومن المتوقع أن ترفع سوطيما من خلال المصنع الجديد من قدراتها الإنتاجية بشكل أكبر، ما سيمكنها من تزويد السوق المحلية والدولية على السواء.

وتقول المجموعة المغربية، التي تأسست في عام 1976، إن الوحدة الجديدة ستوفر علاجا مبتكرا ذا جودة عالية وفي المتناول لفائدة المرضى سواء في المغرب أو في دول أفريقيا.

ويرى البعض أنه في ظل المستوى الضعيف لاستهلاك الأدوية في البلاد، والتي لا تتجاوز 400 درهم للفرد (42 دولار) سنويا، فإن السوق الأفريقية توفر فرصا واعدة لمواصلة نمو القطاع.

وزارة الصحة المغربية: مصنع الأدوية البيوتكنولوجية سيدعم القطاع المحلي ويعزز من الصادرات
وزارة الصحة المغربية: مصنع الأدوية البيوتكنولوجية سيدعم القطاع المحلي ويعزز من الصادرات

وتراهن الحكومة في الوقت الراهن على استكشاف كافة الفرص الاستثمارية في هذا المضمار لاسيما وأن المغرب بإمكانه أن يكون قاعدة إقليمية للإنتاج والتوسع بالنسبة للشركات المحلية وحتى الأجنبية في المستقبل، بفضل مناخ الأعمال المستقر.

وتظهر بيانات وزارة الصحة أن قطاع صناعة الأدوية المغربي يضم أكثر من 46 وحدة صناعية تستجيب جميعها للمعايير الأوروبية لتصنيع وسلامة الدواء، وهي توفر حوالي 40 ألف فرصة عمل.

وتشير الأرقام الرسمية إلى أن متوسط الاستثمار السنوي في القطاع يبلغ نحو 700 مليون درهم (73.5 مليون دولار) منذ العام 2013، بينما يبلغ رقم معاملات شركات القطاع سنويا 13.7 مليار درهم (1.44 مليار دولار).

وذكرت دراسة حديثة نشرها موقع فارما بورد روم، المتخصص بصناعة الأدوية أن القطاع المغربي، بالنظر إلى حجمه، يأتي في المركز الثاني بعد جنوب أفريقيا على مستوى القارة في عدد المصانع، فضلا عن أكثر من 50 موزعا وأكثر من 11.5 ألف صيدلية.

وقال الخبراء الذين أجروا الدراسة إن الرباط تصدر ما بين 7 إلى 8 بالمئة من إنتاجها المحلي من الأدوية سنويا، بارتفاع بلغ 21.7 بالمئة منذ 2013.

وتصل مساهمة القطاع في الصادرات المغربية إلى نحو 10 بالمئة، 90 بالمئة منها توجه إلى الأسواق الأفريقية، و5 بالمئة إلى منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط مع مداخيل تقدر بنحو 915 مليون دولار سنويا، وتأمل الحكومة في رفع هذه النسبة بحلول العام 2023.

10