الراحل علي جمعة حاضر في معرض استذكاري ببغداد

علي إبراهيم الدليمي
بغداد - افتتح نقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي، المعرض الاستذكاري للفنان المغترب الراحل علي جمعة، في قاعة النقابة، بحضور أعضاء النقابة كافة، مع نخبة من الفنانين والمثقفين.
ضم المعرض خمسين عملا فنيا، ما بين الرسم الزيتي، والتخطيطات بالحبر والرصاص والألوان المائية، وبأحجام متنوعة. وهي كل ما جمعه وأحضره أهل الفنان الراحل من غربته.
وفي قراءة مختصرة في أعمال الفنان علي جمعة، نستشف أنه كان متعدد التجريب والتحولات البحثية المتواصلة في مسيرته الفنية، فتارة يرسم الانطباعية بضربات لونية مختزلة ومتميزة، “وأغلبها من الطبيعة الدنماركية”، وتارة أخرى يرسم التعبير الواقعي الإنساني المؤلم وفق رؤية متميزة.
كان “الحصان”، وصهيله، حاضرا في أغلب لوحاته وفي موضوعات متنوعة، فضلا عن مخططاته التشريحية فائقة القوة على مستوى الخط، وفي قلم الرصاص والحبر، والألوان المائية السريعة. وكل ما رسمه فيه من المهنية العالية في ماهية اللون والإنشاء والزوايا الفنية المتممة الأخرى.
في هذا المعرض الاستعادي لتجربة الفنان الراحل، هنالك بعض اللوحات لم تكتمل بشكل نهائي، قد تكون مؤجلة لوقت آخر، لكن أجله المحتوم حال دون إنجازها.
الفنان علي جمعة من مواليد بغداد العام 1969، كان طالبا في المرحلة الثالثة في كلية الفنون الجميلة، عندما هاجر العراق في العام 1993 إلى الأردن حيث أقام هناك معرضا شخصيا، بعدها هاجر إلى أوكرانيا، حيث مكث فيها أربع سنوات، وكانت له مشاركات جماعية في بعض المعارض الفنية التي أقيمت هناك.
في العام 1999، انتقل إلى الدنمارك واستقر فيها نهائيا. وفي العام 2004 أقام معرضا شخصيا في مدينة فودنمبورك، ليعرض بعدها في عدة مدن دنماركية، فضلا عن معرض شخصي آخر بإشراف المجلس البلدي.
في العام 2007، أقام معرضا شخصيا وقد نقله إلى فرنسا في نفس العام. كما قام بتدريس مادة الرسم العملي لبعض المتدربين في المعاهد الدنماركية. بعدها كرس معظم أوقاته وجهده في تقديم أعمال إنسانية عديدة متمثلة بمساعدة كبار السن والمحتاجين، الذين آثرهم على نفسه.
يوم الحادي عشر من أبريل 2023، رسم لوحته الأخيرة وهو يودع الحياة وحيدا، لم يترك لنا وله سوى هذه اللوحات التي وثقته بصفته فنانا تشكيليا عراقيا خالدا.