الرئيس اليمني السابق يمد اليد لحوار مباشر مع السعودية

الكويت - قفز الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح إلى الواجهة بعد فقدان الأمل في مشاورات الكويت، داعيا إلى حوار مباشر مع السعودية.
يأتي هذا في وقت يسعى فيه المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى منع انهيار تام لمشاورات الكويت بالدعوة إلى التمديد في بقاء الوفدين المتفاوضين لأسبوع آخر عارضا أفكارا جديدة لتحريك الحوار.
وتغير خطاب الرئيس السابق تجاه السعودية التي دأب على الهجوم عليها، قائلا في كلمته أمام اللجنة العامة لجناحه في حزب المؤتمر “نحن نمد يد السلام إلى السعودية وندعو لحوار مباشر مع الشقيقة الكبرى”.
وعن المجلس السياسي الأعلى الذي تم الاتفاق على تشكيله مع الحوثيين وتأثيره على المسار السياسي، قال صالح إن هذا المجلس سيمثل اليمن في الداخل والخارج وسيكون بديلا عن الرئاسة وأن الاتفاق مع الحوثيين لن يضر بمشاورات الكويت.
واعتبر أن القرار جاء بعد مرور عامين على ما وصفه بتعليق الدستور والفراغ السياسي.
وفيما تباينت وجهات النظر حول الطرف الرابح من الاتفاق بين الحوثي وصالح، يبدو الرئيس السابق أقوى من ذي قبل بعد أن استطاع انتزاع نصف السلطة من الحوثيين الذين لم يخفوا رغبتهم في الاستفراد بالقرار.
كما نجح في تطويق الحوثيين لشرطه الوحيد في التقارب والذي يتمثل في إلغاء الإعلان الدستوري وعودة مجلس النواب الذي يهيمن عليه حزبه للعمل كسلطة تشريعية.
كما أظهر الاتفاق قدرة صالح على شق الصف الحوثي وهو ما عكسه انتصار التيار القبلي المقرّب منه على التيار الراديكالي الذي كان يرفض أيّ تقارب بين الطرفين.
من جهة أخرى، قالت مصادر خاصة لـ”العرب” من داخل مشاورات السلام اليمنية في الكويت إن المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد التقى بوفدي الحكومة والانقلابيين، في محاولة أخيرة لمنع انهيار المشاورات التي من المفترض أن تنتهي مساء السبت.
وأكدت المصادر أن ولد الشيخ ألقى بآخر أوراقه على طاولة الفرقاء اليمنيين، من خلال رؤية جديدة للحل لم يكشف عن فحواها حتى الآن. كما طالب المبعوث الدولي بتمديد فترة المشاورات لأسبوع آخر، لمناقشة الرؤية المقترحة التي صاغها بالتشاور مع سفراء الدول المعنية بالملف اليمني.
وعن فحوى المقترحات الجديدة، كشف مصدر خاص لـ”العرب” عن تضمن رؤية ولد الشيخ أفكارا متعددة تستند إلى القرارات الأممية وتقترب إلى حدّ ما من جوهر البيان الرباعي الذي صدر في لندن عن كل من وزراء خارجية الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والسعودية والإمارات.
ووصفت مصادر رؤية المبعوث الدولي بأنها تحمل قدرا معقولا من الإيجابية، وتتوافق مع رؤية الشرعية اليمنية في بعض جوانبها.
واعتبرت المصادر أن تقديم الرؤية في هذا التوقيت يأتي محاولة من الأمم المتحدة لإثناء الوفد الحكومي عن مغادرة الكويت ولمعالجة حالة الفشل التي هيمنت على المسار السياسي جراء قيام الحوثيين والرئيس السابق بتشكيل مجلس سياسي.
وألمحت إلى أن الرؤية تؤكد على النقاط الخمس التي يتمسك بها الوفد الحكومي، فيما لم تتأكد بعد معلومات عن مطالبة الرؤية الجديدة لولد الشيخ للحوثيين وصالح بإلغاء الإجراء الأحادي الأخير.
ويبذل المبعوث الدولي إلى جانب سفراء الدول الـ18 الراعية للمشاورات اليمنية جهودا مضنية لتمديد مدة المشاورات، في تمسك الجانب الحكومي حتى الساعة بالسقف الزمني الذي حددته الأمم المتحدة والدولة المضيفة بأسبوعين فقط.
وأشارت مصادر سياسية مطلعة إلى أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عقد اجتماعات مع فريقه الاستشاري بهدف الخروج بموقف موحد تجاه موضوع التمديد.
ولم تستبعد المصادر موافقة الحكومة اليمنية على تمديد المشاورات لمدة قصيرة، في حال حملت رؤية ولد الشيخ تصورات إيجابية تصبّ في اتجاه تنفيذ القرار 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.