الرئيس الموريتاني يستميل مدنا كانت أقرب للمعارضة

نواكشوط - تقول أوساط سياسية موريتانية إن الزيارة الحالية للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إلى مدينة لعيون عاصمة محافظة الحوض الغربي وإعلانه عن حزمة من المشاريع التنموية تندرج ضمن حملة انتخابية مبكرة بدأها الرئيس قبل أشهر.

وتعد مدينة لعيون واحدة من أكبر المدن في الشرق الموريتاني ويقدر عدد سكانها بنحو عشرين ألف نسمة، وتمتاز هذه المدينة بخصوبة أراضيها وامتلاكها لثروة حيوانية، لكنها تعاني من الفقر والتهميش، بالرغم من كونها شكلت إحدى ساحات الصراع السياسي في البلاد.

وتأتي زيارة ولد الغزواني إلى لعيون بعد أشهر قليلة من زيارة قام بها إلى مدينة تامشكط الواقعة في نفس المحافظة، حيث أعلن خلالها عن رصد 40 مليار أوقية، لزراعة 80 ألف هكتار من الحبوب والخضروات والأعلاف.

وترى الأوساط السياسية أن زيارة ولد الغزواني إلى مدن تعرضت على مدار عقود للتهميش، خطوة مهمة في سياق تطلعه لولاية رئاسية جديدة.

وتقول الأوساط نفسها إنه على الرغم من أن الانتخابات الرئاسية لا يزال موعدها بعيدا نسبيا، إلا أن الاستحقاقات الانتخابية المتمثلة في الانتخابات التشريعية والمحلية والبلدية المقرر إجراؤها العام المقبل تشكل محطات مفصلية لحسم الصراع الرئاسي. وقال الرئيس الموريتاني متحدثا من لعيون إنه بالرغم من الظروف العالمية، إلا أن موريتانيا صمدت أمام الكثير من التحديات التي يعاني منها العالم بصفة عامة ويعاني منها المحيط الإقليمي بشكل خاص.

وأضاف ولد الغزواني مساء الخميس أن موريتانيا تنعم بالأمن والاستقرار وبالانسجام الاجتماعي وبالجو السياسي الهادئ.

واعتبر أن الجو السياسي الهادئ مكن من التوصل إلى اتفاق سياسي بين الحكومة والأحزاب حول الانتخابات القادمة.

وقال ولد الغزواني في ذات الخطاب إن العلاقات الموريتانية الخارجية هي “علاقات جيدة جدا”، لافتا إلى أن علاقتها مع دول الجوار تعتبر “ممتازة”.

ويرى متابعون أن ولد الغزواني من خلال الجولات الداخلية والمشاريع التي يعلن عنها يسعى بالواضح لضمان دعم شعبي لاسيما في مناطق لطالما كانت أقرب إلى تأييد قوى المعارضة، كما هو واقع الحال بالنسبة إلى لعيون.

وكان ولد الغزواني دشن خلال الفترة الماضية جملة من المشاريع في العاصمة السياسية نواكشوط والعاصمة الاقتصادية نواذيبو، بالإضافة إلى مشاريع أخرى في محافظتي تكانت وكوركول.