الرئيس الموريتاني يأمر بالتحقيق في أزمة المياه المستمرة

نواكشوط - أصدر الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، الأربعاء، أوامر بفتح تحقيق لمعرفة أسباب الخلل الذي أدى إلى نقص مياه الشرب في العاصمة نواكشوط والمتواصل منذ أسابيع.
وقالت وزارة المياه والصرف الصحي في بيان إن أوامر ولد الغزواني جاءت مباشرة بعد زيارة أداها إلى منشآت “آفطوط الساحلي”، بدأها بمأخذ المياه ومحطات المعالجة والضخ في كرمسين مرورا بمحطات التصفية في “بني نعجي” وصولا إلى محطة التصفية الأخيرة.
وأكد ولد الغزواني على ضرورة “خلق حلول عاجلة لتخفيف وطأة هذه الأزمة، إلا أنه لا بد من العمل على القيام بحلول مستدامة، تضع حدا نهائيا لمثل هذه الأزمات”.
مدينة نواكشوط تعاني منذ أيام من أزمة عطش خانقة، بررتها الحكومة بارتفاع نسبة الطمي في مياه نهر السنغال
وأضافت الوزارة أن الرئيس الموريتاني أمر القطاعات المعنية بتقديم تقرير حول الموضوع يتضمن أسباب المشكلة والحلول المقترحة أمام الحكومة في اجتماعها المقبل.
وأشارت إلى أن ولد الغزواني استفسر خلال زيارته إلى المحطات عن الأسباب المباشرة وغير المباشرة لمشكلة تزويد العاصمة نواكشوط بالمياه، والحلول المقترحة على المديين القريب والمتوسط.
وأكدت وسائل إعلام محلية أنّ الرئيس الموريتاني وصل في وقت مبكر من صباح الأربعاء إلى المضخة في “جدر لكراع”، غير بعيد من “بني نعجي” في مقاطعة كرمسين جنوب غربي البلاد.
وأضافت أنه دخل “بشكل مفاجئ على عمال المحطة، وتحدث معهم على انفراد لمدة خمس عشرة دقيقة”، قبل أن يغادر عائدًا إلى العاصمة نواكشوط، وفق تعبير المصدر.
وتعاني مدينة نواكشوط منذ أيام من أزمة عطش خانقة بررتها الحكومة بارتفاع نسبة الطمي (رواسب الحصى مع الطين) في مياه نهر السنغال، بسبب الأمطار في أعالي النهر.
وبدأت مشكلة المياه قبل أسابيع حين توقف تزويد شبكات التوزيع من محطات الإنتاج على مشارف العاصمة، واستفحلت الأزمة قبل أيام حين تراجعت نسبة توزيع المياه على المشتركين بأكثر من النصف، وهو ما انعكس على حياة أكثر من مليون موريتاني يعيشون في نواكشوط.
ودفع انقطاع المياه عن نصف سكان العاصمة إلى المطالبة بالتحرك، وخرج المئات من المواطنين إلى ساحة الحرية وسط العاصمة حاملين أواني فارغة تعبيرا عن أزمة العطش التي تدخل أسبوعها الثالث في بعض مناطق العاصمة.
وطالب النائب السابق في الجمعية الوطنية الموريتانية (البرلمان) محمد محمد مبارك وزارة المياه والصرف الصحي بتوضيح أسباب الانقطاع وتوفير الماء للمواطنين.
وتؤثر الظروف المناخية على انسيابية عمل مشروع “آفطوط الساحلي” الذي يزود العاصمة بالمياه، ويؤمن المشروع تدفق الملايين من الأمتار المكعبة المعالجة من نهر السنغال جنوب موريتانيا، إذ تمتد أنابيبه العملاقة قرابة 200 كيلومتر توزع عبر شبكة توصيلات المياه إلى المشتركين في العاصمة.
وفي وقت سابق أدى وزير المياه والصرف الصحي إسماعيل ولد عبدالفتاح زيارة تفقد واطلاع إلى منشآت “آفطوط الساحلي” بمقاطعة كرمسين التي تزود العاصمة نواكشوط بمياه الشرب انطلاقا من النهر، وذلك في ظل أزمة عطش في العديد من مقاطعات العاصمة.
المئات من المواطنين تظاهروا في ساحة الحرية وسط العاصمة تعبيرا عن أزمة العطش التي تدخل أسبوعها الثالث في بعض مناطق العاصمة
وقالت الوزارة في بلاغ صادر عنها إن الوزير حث القائمين على هذه المنشآت على المحافظة عليها وصيانتها بصورة منتظمة، وتقريب الخدمة من المواطنين تماشيا مع توجيهات الرئيس ولد الغزواني.
وتأخذ المضخة المياه من مصدر ذي معالجة أولية، حيث تتم معالجتها بإضافة المواد الكيميائية المخصصة لذلك حسب النوع.
وشملت جولة الوزير محطة “آفطوط” والتي تتكون من ثلاث محطات سعة كل واحدة منها 5700 متر مكعب في الساعة، ويتم منها ضخ المياه إلى محطة المعالجة بـ”بني نعج” والمكونة هي الأخرى من 3 مضخات سعة كل منها 6800 متر مكعب في الساعة.
ويتم التحكم في هذه المحطات عن طريق مغيرات تردد حديثة، وهي أكثر تغذية كهربائية بجهد متوسط 33 كيلوفولت صادر من محطة تحويل حافظة الجهد من 900 كيلوفولت وذات نظام تبريد آلي داخلي يتم تزويده بمياه مقطرة ذات دورة مغلقة.
ويتم التحكم في الجهد عبر تغيير النسبة المئوية للتردد من 50 هيرتز لنقل الماء إلى خزان نواكشوط ذو سعة تبلغ 199 ألف متر مكعب عن طريق أنبوب بسعة 1200 متر مكعب مصحوب بصهاريج هي أداة التفريغ على مسافة 176 كيلومترا.