الرئيس المصري: سنواصل جهود مكافحة الإرهاب

المنيا (مصر) - نعى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مساء السبت، ضحايا الهجوم الذي استهدف حافلة تقل مسيحيين الجمعة في المنيا وسط مصر، مؤكدا العزم على مواصلة جهود محاربة الإرهاب في مصر.
وقال السيسي في تغريدة نشرها على تويتر، “أنعى ببالغ الحزن الشهداء الذين سقطوا اليوم بأيادٍ غادرة تسعى للنيل من نسيج الوطن المتماسك، وأتمنّى الشفاء العاجل للمصابين وأؤكّد عزمنا على مواصلة جهودنا لمكافحة الإرهاب الأسود وملاحقة الجناة”.
وشيّع أقباط المنيا في وسط مصر صباح السبت ضحاياهم الذين سقطوا في اعتداء مسلح تبناه تنظيم الدولة الإسلامية، وسط أجواء غاضبة، فيما طالب أسقف عام المنيا الأنبا مكاريوس بـ”معاقبة الجناة”.
وقُتل سبعة أقباط الجمعة في هجوم مسلّح استهدف حافلة تقلّ مسيحيّين كانوا عائدين من زيارة إلى دير الأنبا صموئيل في المنيا (قرابة 250 كيلومترا جنوب القاهرة).
وتبنّى تنظيم الدولة الإسلامية هذا الاعتداء، الأوّل الذي يستهدف الأقباط منذ نهاية ديسمبر 2017.
ويعتقد مصطفى كامل السيّد، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، أنّه على الرغم من الضغوط الأمنية على تنظيم الدولة الإسلامية، فإنّ صعيد مصر يُعدّ “تربة خصبة” لعمليات كتلك التي وقعت الجمعة.
ويقول إنّ تنظيم الدولية الإسلامية، والمجموعات الجهادية الأخرى “ضعفت بلا شكّ في سيناء وتحاول أن تنقل عملياتها إلى مناطق أخرى في مصر”.
ويتابع “هناك جذور عميقة لهذه التنظيمات في الصعيد، وخصوصا في المنيا وأسيوط، وليس من الصعب أن تجنّد أنصارا لها” في هذه المنطقة.
الهجوم يثبت أن الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية لم تنجح في مصر على الرغم من الجهود التي تبذلها السلطات من أجل القضاء عليه في مختلف مناطق البلاد
ويرى السيّد أنّ الرسالة التي سعى تنظيم الدولة الإسلامية إلى إيصالها من خلال هذا الاعتداء هي أنّ “مصر ليست مستقرّة في الوقت الذي تريد فيه أن تثبت نجاحها في تحقيق الاستقرار من خلال استضافة مؤتمر دولي للشباب في شرم الشيخ” هذا الأسبوع.
فيما يؤكد الباحث غير المقيم في “أتلانتيك كاونسيل” في واشنطن اتش ايه هيليار أن “الهجوم الأخير يثبت أنّ الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية لم تنجح في مصر على الرّغم من الجهود التي تبذلها السلطات من أجل القضاء عليه”.
وفي مايو 2017، تبنّى تنظيم الدولة الإسلامية هجوما على حافلة كانت تقلّ حجّاجا أقباطا على الطريق نفسه الذي حصل فيه اعتداء الجمعة، إذ كانوا متّجهين إلى الدير نفسه. وأسفر ذلك الاعتداء عن سقوط نحو 28 قتيلا.
ومنذ فجر السبت، احتشد المئات من الأقباط الغاضبين داخل وحول كنيسة الأمير تادرس في مدينة المنيا والتي انتشر حولها رجال أمن ملثّمون وأكثر من عشر سيارات إسعاف، لحضور جنازة الضحايا.

وبعد انتهاء الصلاة، أُخرجت ستّة جثامين في توابيت بيضاء وضعت عليها زهور بيضاء كذلك وسط هتافات “بالروح، بالدم نفديك يا صليب”.
وسيتمّ دفن الجثامين الستّة في مقابر الأقباط بإحدى ضواحي مدينة المنيا. أما القتيل السابع، وهو مسيحي أنجليكاني، فتمّ تشييعه مساء الجمعة في قرية سودا الواقعة أيضا بمحافظة المنيا.
وقال الأنبا مكاريوس في كلمة ألقاها بعيد انتهاء القدّاس الجنائزي، “نحن لا ننسى وعود المسؤولين، بمن فيهم رئيس الجمهورية، بمعاقبة الجناة”.
وكان الأنبا مكاريوس وُوجه بصيحات احتجاج من الحضور الغاضبين عندما قدّم الشكر خلال الكلمة نفسها إلى مسؤولي الأمن.
وقررت وزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي صرف تعويض قدره 100 ألف جنيه (قرابة 5500 دولار) كتعويض لكل أسرة من أسر الضحايا السبعة واعتبارهم “شهداء”، ما يعني صرف معاش شهري كذلك لكل لأسرة قدره 1500 جنيه مصري (قرابة 84 دولارا).
وخيّمت أجواء من التوتّر أمام مستشفى المنيا العام، حيث بقي المحتجّون من أهالي الضحايا حتى الساعات الأولى من صباح السبت، ما حمل قوات الأمن على الحفاظ على انتشارها في الشوارع المحيطة خشية وقوع حوادث.
وقال شاب قبطي بنبرة ملؤها خيبة أمل “لا جديد ولن يحدث جديد، سيتمّ دفنهم وسينتهي الأمر”. وتساءل ميشال (23 عاما)، وهو جار لأحد ضحايا الهجوم، “هل يفترض أن أحمل سلاحا معي عند ذهابي للصلاة أم أمكث بمنزلي لأنّني قد أموت إذا قرّرت الذهاب إلى الكنيسة؟”، متسائلا “ماذا يريد هؤلاء الإرهابيون؟ أن نكره المسلمين؟”.
ونشر المتحدّث الرسمي باسم الكنيسة القبطية على صفحته الرسمية على فيسبوك أسماء الضحايا الأقباط الستة وهم ينتمون كلّهم إلى أسرة واحدة ومن بينهم ثلاثة أشقّاء وطفلة صغيرة.