الرئيس المصري ردا على الرسوم المسيئة: كفى إيذاء لمشاعر المسلمين

السيسي يشدّد على رفضه أي عنف أو تطرف يصدر تحت ذريعة الدفاع عن الدين أو الرموز.
الأربعاء 2020/10/28
رفض لرسومات شارلي إيبدو

القاهرة – علّق الرئيسي المصري عبدالفتاح السيسي على الحملة الرافضة للرسومات الكاريكاتورية بصحيفة شارلي إيبدو الفرنسية والتي تجسّد النبي محمد، معتبرا أن الحرية إذا مست مشاعر الآخرين فهي تطرف.

وقال السيسي خلال الاحتفال بالمولد النبوي اليوم إن "حرية التعبير يجب أن "تتوقف عندما يصل الأمر إلى جرح مشاعر أكثر من مليار ونصف شخص".

وتابع: “على كل من يعيش في مجتمعنا أن يحترم قيم ومبادئ هذا المجتمع…فالمروءة والخلق الحسن لهما السيادة إذا كنا نؤمن بالله واليوم الآخر”.

ولفت السيسي إلى أن تبرير التطرف تحت ستار الدين “محرم ومجرم”، مؤكدا أن "التطرف لا يقتصر على دين بعينه، ولكنه موجود فى كافة الأديان”.

ومنذ سنوات تنشر أسبوعية شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة رسوما كاريكاتورية للنبي محمد، تثير غضب المسلمين، وتتخذ التيارات المتشدّدة من تلك الرسومات ذريعة لشن عمليات طعن وقتل وهجمات متكرّرة في باريس.

وآخر هذه الهجمات، مقتل مدرس التاريخ الفرنسي صامويل باتي على يد شاب شيشاني يبلغ 18 عاماً كان على تواصل مع جهادي في سوريا وفق ما ذكر المحققون.

وأضاف الرئيس المصري أن “مكانة النبي محمد في قلوب ووجدان الجميع”، مشددا على “رفض أي عنف أو تطرف يصدر تحت ذريعة الدفاع عن الدين أو الرموز”، وقال إنه يجب على “كل مسلم التحلي بأخلاق وسلوكيات النبي محمد”.

وأكد ضرورة جعل ذكرى المولد النبوى نبراسا لتعزيز مفهوم الرحمة فى مواجهة جماعات التطرف، مشيرا إلى أن “مصر تؤكد سماحة الأديان وهي السبيل لسلام العالم وتراحم البشرية بأكملها”.

وقال السيسي إن قضية الوعى الرشيد وفهم صحيح الدين ستظل من أولويات المرحلة الراهنة فى مواجهة قوى الشر، مؤكدا أن بناء الوعى يتطلب تضافر كافة المؤسسات لبناء الشخصية السوية القادرة على مواجهة التحديات، مشددا على أن مصر لن تدخّر جهدا في دعم الأئمة والخطاب الديني.

وتعمل مصر منذ بداية العام 2020 على تحييد المساجد ووضع حدّ لهيمنة شيوخ السلفية عليها وحسم إصرارهم على تقديم أنفسهم كتيار بديل عن المؤسسات الدينية الرسمية، وتمرير فتاواهم المتطرفة وأحيانا التكفيرية دون محاسبة، في محاولة من الحكومة لتنشئة أجيال معتدلة محصنة من خطر التطرف والتشدد الديني.

ووصف ماكرون الإسلام هذا الشهر بأنه ديانة تعيش “أزمة” حول العالم، مشيراً إلى أنّ الحكومة ستقدّم مشروع قانون في ديسمبر لتشديد قانون صدر عام 1905 يفصل رسميا بين الكنيسة والدولة في فرنسا.

وشدّد إثر مقتل مدرّس التاريخ على أنه لن يسمح بالحدّ من حرية التعبير في مقابل سيعمل على تشديد الرقابة على المدارس وعلى التمويل الخارجي للمساجد.

ولاقت تصريحات الرئيس الفرنسي استهجانا في العالمين العربي والإسلامي، وفيما هاجمه البعض، قاد آخرون حملة لمقاطعة المنتجات والبضائع الفرنسية.

ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مقاطعة البضائع الفرنسية، فيما صادق البرلمان الباكستاني على قرار يحث الحكومة على استدعاء سفيرها من باريس.

وفي السابع من يناير 2015 فتح الشقيقان سعيد وشريف كواشي النار في مكاتب “شارلي إيبدو”، وهي مجلة أسبوعية تمثل رسومها عن العرق والدين والسياسة اختبارا لما يمكن أن يقبله المجتمع باسم حرية الرأي. وقتل الشقيقان 12 شخصا. 

وتتعرض هيئة تحرير صحيفة شارلي إيبدو لتهديدات جديدة منذ إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد في 2 سبتمبر تزامنا مع بدء المحاكمة التي تستمر حتى 10 نوفمبر بشأن هجمات يناير 2015.