الرئيس الصيني يوفد مبعوثه الخاص إلى الإمارات استباقا لأي ترتيبات أميركية– خليجية

أوفد الرئيس الصيني شي جين بينغ مبعوثه الخاص إلى الإمارات، فيما يعكس قلقا صينيا من الترتيبات التي سيجري بحثها خلال زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة في وقت لاحق من الشهر الحالي.
أبوظبي - تقول أوساط سياسية خليجية إن زيارة المبعوث الخاص للرئيس الصيني يانغ جيتشي إلى الإمارات العربية المتحدة في هذا التوقيت، لا تخلو من دلالات سياسية، خصوصا وأنها تأتي قبل أيام فقط على جولة للرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة.
ويعتزم الرئيس الأميركي القيام بجولة تشمل إسرائيل والمملكة العربية السعودية في الفترة الممتدة من الثالث عشر إلى السادس عشر من يوليو الجاري، وهي أول زيارة لبايدن منذ وصوله إلى البيت الأبيض في يناير 2021.
وتوضح الأوساط نفسها أن زيارة المسؤول الصيني تعكس حالة من القلق لدى بكين مما ستسفر عنه جولة الرئيس الأميركي، والتي من المرتقب أن يلتقي خلالها بقادة مجلس التعاون الخليجي في السعودية، لافتة إلى أن الصين تريد أن تكون على بينة من الترتيبات التي سيجري التوصل إليها.
زيارة المسؤول الصيني تعكس حالة من القلق لدى بكين مما ستسفر عنه جولة الرئيس الأميركي إلى المنطقة
وعززت الصين في السنوات الأخيرة من علاقاتها مع دول مجلس التعاون، ولاسيما مع الإمارات والسعودية وعُمان، في خطوة أثارت انزعاج الولايات المتحدة التي تسعى جاهدة لاحتواء النفوذ الصيني المتصاعد على الصعيد الدولي.
وتقول الأوساط إن السياسات الأميركية نفسها ساهمت بشكل كبير في فتح المجال أمام تطور العلاقات الخليجية – الصينية، وأنه سيكون من الصعب على إدارة بايدن حاليا “إعادة عقارب الساعة إلى الوراء”، لاسيما مع التحول المسجل في السياسة الخارجية لدول الخليج، وخصوصا الإمارات والسعودية، والتي تقوم على قاعدة تنويع الشركاء.
وتلفت الأوساط إلى أن أبوظبي كما الرياض ستحرصان على التعاطي بإيجابية مع زيارة بايدن واستعادة نسق العلاقات مع الولايات المتحدة، لكن ذلك لن يكون على حساب علاقتهما مع بكين التي تحولت إلى “شراكة استراتيجية شاملة”، خاصة في مجالات الاستثمار والاقتصاد والتكنولوجيا.
وبحسب وكالة أنباء الإمارات الرسمية “وام”، فقد استقبل الرئيس محمد بن زايد آل نهيان المبعوث الخاص لنظيره الصيني، في قصر “الشاطئ” بالعاصمة أبوظبي، على هامش زيارة يجريها الأخير إلى البلاد.
وذكرت أن الجانبين بحثا علاقات الصداقة بين البلدين والفرص الواعدة لتوسيع آفاق التعاون وتنويع مجالاته، وتعزيز العمل المشترك المثمر. كما تطرقا إلى الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تجمع البلدين، خاصة في المجالات الاستثمارية والاقتصادية والتجارية والتكنولوجيا، إضافة إلى الصحة والعمل البيئي والأمن الغذائي.
ووفق الوكالة، فقد تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.
وقدم يانغ جيتشي هدية تذكارية هي عبارة عن لوحة للرسام الصيني الشهير فنغ يوان خاصة لرئيس دولة الإمارات، تعبّر عن “جمال الربيع في منطقة جيانغنان الصينية”.
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ أجرى في مايو الماضي مباحثات هاتفية مع نظيره الإماراتي، حول دعم العلاقات الثنائية في إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.
وقال الرئيس الإماراتي على هامش حضوره افتتاح أولمبياد “بكين 2022” الذي أقيم في فبراير الماضي، وقاطعته العديد من الدول الغربية في مقدمتها الولايات المتحدة، إن تعزيز العلاقات مع الصين يعد أولوية في السياسة الخارجية لبلاده. وأشار الشيخ محمد بن زايد حينها إلى أن الإمارات ستظل ملتزمة بترسيخ الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع الصين وتعميقها.
وتطورت العلاقات الصينية – الإماراتية على مدى السنوات الماضية. ووقّع البلدان منذ العام 2010 أكثر من خمسين اتفاقية، أبرزها اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني، والتي تأسست بموجبها اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين.
وتتطلع الصين إلى أن تكون الإمارات إحدى البوابات التجارية الرئيسية لها في مبادرة الحزام والطريق الجديد لربط آسيا بأفريقيا وأوروبا.