الرئيس الصيني مصرّ على الوحدة مع تايوان ولو باستعمال القوة

بكين تهدد باستخدام القوة لإخضاع تايوان لسيطرتها، وتعتبر استقلال الجزيرة سيؤدي إلى "كارثة كبيرة".
الخميس 2019/01/03
تايوان… شوكة في خاصرة بكين

بكين - قال الرئيس الصيني شي جين بينغ الأربعاء إن بلاده تحتفظ بحق استخدام القوة لإخضاع تايوان لسيطرتها لكنها ستبذل جهودا من أجل "إعادة الوحدة" سلميا مع الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي التي قال إنه ينتظرها مستقبل مشرق تحت أي حكم صيني مستقبلي، فيما رفضت تايبيه دعوات بكين إلى إعادة التوحيد.

وكثّف شي الضغوط على الجزيرة منذ تولت تساي إينغ وين، التي تنتمي إلى الحزب الديمقراطي التقدمي المؤيد للاستقلال، الرئاسة في عام 2016، حيث تعدّ تايوان أكثر القضايا حساسية بالنسبة للصين التي تعتبرها جزءا منها.

وكان شي يتحدث في قاعة الشعب الكبرى في بكين بمناسبة الذكرى الأربعين لبيان تاريخي بشأن السياسة الخاصة بتايوان.

وقال إن "إعادة الوحدة" يجب أن تتم في إطار مبدأ صين واحدة الذي يقرّ بأن تايوان جزء من الصين وهو ما يرفضه أنصار استقلال الجزيرة، مضيفا أن صيغة (بلد واحد ونظامين)، الذي ستحكم بكين بموجبه هونغ كونغ، هو الأنسب لتايوان.

وتابع قائلا، أمام جمهور يضم رجال أعمال تايوانيين وكبار مسؤولي الحزب، إن من الواضح أن الغالبية العظمى في تايوان يدركون أن استقلال الجزيرة سيؤدي إلى “كارثة كبيرة".

 وأضاف “الصينيون لا يهاجمون صينيين آخرين. نحن على استعداد لإبداء أقصى قدر من سلامة النية وتوسيع نطاق العمل الجاد من أجل إعادة الوحدة سلميا".

 وأكد أن ذلك يستهدف القوى الأجنبية التي سعت للتدخل والأقلية الضئيلة من القوى الداعية إلى الاستقلال في تايوان وأنشطتها.

ولم يتحدث شي بتفصيل عن الأمر لكنه يشير على الأرجح إلى الولايات المتحدة أكبر داعمي تايبيه.

وشددت تساي على أن تايوان لم تقبل على الإطلاق ما يسمى بـ”اتفاق في الآراء” عام 1992، الذي يعترف بمبدأ وجود صين واحدة فقط، لكن ترك تفسير ما يعني ذلك مفتوحا.

وقالت تساي إن خطاب شي يوضح حقيقة أن تعريف بكين للاتفاق في الآراء هو أنه تطبيق مبدأ “بلد واحد ونظامين” على تايوان، وهي الطريقة التي عادت بها منطقتا هونغ كونغ ومكاو إلى مظلة الجمهورية الشعبية بعد انتهاء الحكم الاستعماري هناك.

ويرى خبير الشؤون الصينية في الجامعة المعمدانية في هونغ كونغ جان بيار كابيستان أن حواراً من هذا القبيل “سيستبعد كثيرين” بدءاً من الحزب التقدمي الديمقراطي الذي تنتمي إليه تساي.

ويضيف “في الجوهر، يقول شي نحن مستعدون للتفاوض، لتقديم الكثير من الأمور لكن يجب أن تستسلموا أولاً”، متابعا “هذا الأمر غير ممكن ولن ينجح أبداً”.

ويعتبر كابيستان أن الرئيس الصيني من خلال خطابه الذي اتّسم بـ”لهجة تهديد”، قد “يدفع التايوانيين إلى اتجاه معاكس”، فالنظام الصيني يسعى، بحسب قوله، إلى إبعاد الناخبين التايوانيين عن الحزب التقدمي الديمقراطي لصالح الحزب القومي (كومينتانغ) الذي يُعتبر أكثر تأييداً لإعادة التوحيد.

5