الرئيس الجزائري يصف الكاتب بوعلام صنصال بـ"محتال مبعوث من فرنسا"

الجزائر سحبت سفيرها من باريس في يوليو بعد تبني الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المقترح المغربي بمنح حكم ذاتي للصحراء المغربية.
الاثنين 2024/12/30
رأيه يغضب السلطة

الجزائر - تناول الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون للمرة الأولى قضية الكاتب الفرنسي – الجزائري بوعلام صنصال الموقوف منذ منتصف نوفمبر الماضي، واصفا إياه بـ”المحتال، المبعوث من فرنسا”، وذلك بحسب الموقع الإخباري “كل شيء عن الجزائر.” وفي خضم الحديث عن العلاقات المتدهورة مع فرنسا في خطاب ألقاه الأحد أمام البرلمان قال الرئيس الجزائري “أرسلتم لنا خائنا لا يعرف أباه ليقول لنا إن نصف الجزائر ملك لدولة أخرى.”

وأوقِف مؤلف كتاب “2084: نهاية العالم” في 16 نوفمبر الماضي في مطار الجزائر العاصمة، ووُجهت إليه تهم بموجب المادة 87 مكرر من قانون العقوبات والتي تعدّ “فعلا إرهابيا أو تخريبيا (…) كل فعل يستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية والسلامة الترابية واستقرار المؤسسات وسيرها العادي.”

وبحسب صحيفة “لوموند” الفرنسية، فإن السلطات الجزائرية انزعجت من تصريحات أدلى بها صنصال لموقع “فرونتيير” الإعلامي الفرنسي المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، تبنى فيها موقفا مغربيا يقول إن أراضي مغربية انتُزعت من المملكة في ظل الاستعمار الفرنسي لصالح الجزائر.

◙ الكاتب بوعلام صنصال المتحصل على الجنسية الفرنسية في 2024 موجود منذ منتصف ديسمبر في وحدة علاج طبي

وصنصال البالغ 80 عاما والمولود من أم جزائرية وأب مغربي وحصل على الجنسية الفرنسية في 2024، موجود منذ منتصف ديسمبر في وحدة علاج طبي. كما هاجم الرئيس تبون الذي أعيد انتخابه لولاية ثانية في سبتمبر الماضي في خطابه أمام نواب المجلس الشعبي الوطني وأعضاء مجلس الأمة، فرنسا المستعمر السابق (1830-1962)، بحسب تصريحات نشرها موقع الرئاسة الجزائرية على فيسبوك.

وقال “من يقول تركنا الجزائر جنة، ليعلم أنه غداة الاستقلال 90 في المئة من الشعب الجزائري كان أمّيا، الاستعمار ترك الخراب في الجزائر،” مضيفا “عليهم الاعتراف بتقتيل وذبح الجزائريين، يدّعون الحضارة وفي الوقت نفسه يفتخرون بسلب جماجم على أنها غنائم. نطالب بتنظيف النفايات النووية بمواقع تجاربها في صحرائنا.”

وسحبت الجزائر سفيرها من باريس في يوليو بعد تبني الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المقترح المغربي بمنح حكم ذاتي للصحراء المغربية المتنازع عليها تحت سيادة المملكة. من جهة أخرى، جدد الرئيس الجزائري، خلال خطابه، التزامه بإطلاق الحوار السياسي الوطني، مؤكدا أنه سيكون في مستوى الرهانات الداخلية وسيعزز الحقوق الأساسية.

وجاءت الاستجابة لتنظيم الحوار، بعد تصاعد الدعوات في الفترة الأخيرة، المطالبة بفتح حوار سياسي شامل في البلاد، وبلورة خارطة طريق تكفل إنشاء جبهة داخلية متماسكة وتفادي أي سيناريو يستهدف ضرب أمنها واستقرارها. وأكد تبون، أن “المرحلة ستشهد إطلاق الحوار السياسي، كما التزمت بذلك، وسيكون في مستوى الرهانات الداخلية” معربا عن أمله في أن يكون هذا الحوار الوطني ”عميقا وجامعا، بعيدا عن الاستنساخ الخطابي،” مبرزا بأنه “سيعزز الحقوق الأساسية من خلال القوانين المكرسة في الدستور والقانون العضوي المتعلق بالأحزاب السياسية والجمعيات.”

وتابع: ”وعدت الطبقة السياسية بفتح حوار لتقوية الجبهة الداخلية وسيكون ذلك بصفة منظمة،” لافتا إلى أن ” جزائر اليوم تواصل السير بخطى ثابتة نحو الأمام” وأن “جزائر اليوم ليست جزائر الأمس.” مجددا عزمه على مواصلة تعزيز المكاسب المحققة لحفظ كرامة المواطن وتحسين إطاره المعيشي.

وأوضح: ”سنشرع في مراجعة قوانين الجماعات المحلية، حتى ننطلق في إعادة بناء دولة الحق والديمقراطية الحقة. أجرينا تغييرات في مجال العدالة لاستعادة ثقة المواطن في الدولة، وإرساء مبدأ الفصل بين المال والسياسة ومكافحة الفساد. مازلنا نكافح الفساد وسنواصل مكافحته حتى آخر نفس.”

والأسبوع الماضي، دعا أمين عام حزب التجمع الوطني الديمقراطي بالنيابة مصطفى ياحي، الرئيس تبون إلى تقديم موعد الحوار الوطني، الذي وعد به خلال خطاب التنصيب بعد انتخابه للجمهورية للمرة الثانية على التوالي.

وصرح مصطفى ياحي، أمام أنصاره وكوادره بشرق البلاد، بأن حزبه “يرى أن طبيعة التحولات والتطورات المتسارعة على المستوى الإقليمي والدولي، بأبعادها الجيوسياسية والأمنية ومخاطرها المباشرة على أمن واستقرار بلادنا، تفرض علينا العمل معا من أجل حوار وطني شامل لإيجاد أرضية مشتركة حول رؤية الجزائر المستقبلية.”

4