الرئيس الجزائري: نأمل في عقد قمة جامعة موحدة للصف العربي

الجزائر تحاول تهدئة السياق الدولي المأزوم بالحث على إنجاح القمة العربية في شهر مارس المقبل.
الأربعاء 2021/12/29
لقاء الحماسة العابرة لتوحيد الصف العربي

الجزائر - تحاول الجزائر تهدئة السياق الدولي المأزوم الذي تطبعه التهديدات والتحديات، عبر الحثّ على إنجاح القمة العربية المرتقبة في شهر مارس المقبل، وهو ما حملته تصريحات الرئيس عبدالمجيد تبون الداعية إلى توحيد الصف العربي.

وقال الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون الثلاثاء إن بلاده تأمل أن تكون القمة العربية التي ستستضيفها بلاده العام المقبل "جامعة" و"موحدة للصف العربي".

وكان تبون يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزاوني، عقب محادثات بينهما بمقر الرئاسة بالعاصمة الجزائرية.

وأكد الرئيس الجزائري أن "الزيارة كانت سانحة لتبادل وجهات النظر حول مختلف المسائل التي تهم بلدينا، ومجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".

وأوضح أن المحادثات تركزت بشكل خاص على “الوضع في ليبيا والساحل، بالإضافة إلى العمل العربي المشترك الذي حظي في محادثاتنا باهتمام خاص، لاسيما وأن الجزائر ستحتضن قريبا القمة العربية، والتي نأمل أن تكون قمة جامعة وموحدة للصف العربي".

وحسب الرئيس الجزائري، فإنه "في ظل السياق الدولي المتأزم الذي تطبعه التهديدات والتحديات، تطرقنا إلى أولوية توحيد جهودنا وتنسيق مواقفنا، وأود هنا أن أشير إلى تطابق وجهات النظر حول هذه القضايا وتوافق مواقفنا بشأنها".

وقال الرئيس الموريتاني إن الزيارة كانت "فرصة للتداول حول القضايا الثنائية وأبرز القضايا الدولية والإقليمية التي تهم بلدينا".

وأوضح أن الزيارة “كانت مثمرة وبناءة، جددنا خلالها عزمنا المشترك على مضاعفة الجهود من أجل الدفع بالتعاون بين بلدينا إلى مستويات أكثر تنوعا، خدمة لشعبينا ومغربنا العربي الكبير وأمتنا الإسلامية".

وجاءت زيارة ولد الغزواني في سياق واقع سياسي ودبلوماسي مأزوم بين الجزائر والرباط، حيث كشف في تصريحه عن وساطة لبلاده بين الجزائر والمغرب.

الرئيس الجزائري أكد أن زيارة نظيره الموريتاني كانت سانحة لتبادل وجهات النظر حول مجمل القضايا الإقليمية والدولية

 وقال “نحن نعمل بطريقة هادئة كما تتطلب ذلك الدبلوماسية، لأن ما يحدث يشغل بالنا ويهمنا كثيرا، لأنها قضية تتعلق بنا، ولأننا نعتبر أن كل ما يمس الشعب الليبي أو التونسي أو الجزائري أو المغربي يمس الشعب الموريتاني، وهذه قضية تتجاوز الحكام وتاريخها طويل، وأن طموحنا هو بناء المغرب العربي، وأن نتجاوز هذه الأزمة الحالية، وألا تتفاقم أكثر، ومتأكدون أنه مهما كانت الأزمات ومهما كان المستوى الذي وصلت إليه سيوجد لها حل".

ويحاول الرئيس الموريتاني كسر حواجز الأزمة القائمة بين الطرفين، عكس المبادرات السابقة التي أعربت عنها عدة حكومات عربية، ولذلك يرجح أن يكون الملف حاضرا بقوة في المباحثات التي ستجمعه بنظيره الجزائري عبدالمجيد تبون.

وتوجهت الجزائر في الآونة الأخيرة إلى تفعيل نشاطها الدبلوماسي في المنطقة بشكل أعطى الانطباع بأن لديها رغبة في تحصين وتعزيز علاقاتها مع دول الجوار، من أجل وضع جارتها الغربية في عزلة إقليمية، فبعد الزيارة التي قادت الرئيس تبون إلى تونس مؤخرا يجري استقبال الرئيس الموريتاني في زيارة دولة.

وتعتبر زيارة ولد الشيخ الغزواني هي الأولى من نوعها لرئيس موريتاني خلال السنوات العشر الأخيرة، وتحمل في أجندتها العديد من الملفات الاقتصادية والتجارية والدبلوماسية الثقيلة التي تتعلق بالأزمة الجزائرية – المغربية، والاتحاد المغاربي، والوضع في منطقة الساحل ومكافحة النشاط الإرهابي والأزمة الليبية، والقمة العربية المرتقبة في شهر مارس القادم بالجزائر، فضلا عن العلاقات الاقتصادية والتجارية والتعاون الثنائي بين البلدين.

ورافق الرئيس الموريتاني العديد من الوزراء والمسؤولين السامين في الدولة، على غرار وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، ووزير التشغيل والتكوين المهني، ووزير التجهيز والنقل، ووزيرة التعليم العالي والبحث العلمي، إلى جانب وفد من رجال الأعمال برئاسة محمد زين العابدين ولد الشيخ أحمد رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين، ومدير ديوان رئيس الجمهورية، وسفيرها بالجزائر، ومسؤولين آخرين في الرئاسة الموريتانية.

4