الرئيس التونسي يقيل وزيري النقل والثقافة

القرار تزامن مع زيارة أداها قيس سعيد لمستودع القطارات بجبل جلود ومحطة المترو الخفيف بتونس البحرية، حيث شدد على ضرورة وضع حد لحالة الخراب والفساد.
الأربعاء 2024/03/13
قيس سعيد يستعرض عديد الأمثلة عن الفساد في قطاع النقل

تونس -  أقال الرئيس التونسي قيس سعيد، الثلاثاء، وزيري النقل ربيع المجيدي، والثقافة حياة قطاط، دون ذكر الأسباب، وسط أنباء عن علاقة الأول بتجديد ترخيص شركة طيران خاصة يتهم صحابها بالتسفير لبؤر التوتر والثانية عقب قرارها إلغاء معرض الكتاب.

وقالت الرئاسة التونسية في بيان، إن سعيد قرر إنهاء مهام ربيع المجيدي وزير النقل (المواصلات)، وتكليف سارة الزنزري وزيرة التجهيز والإسكان، بتسيير وزارة النقل بصفة مؤقتة.

كما قرر إنهاء مهام وزيرة الثقافة التونسية، وتكليف منصف بوكثير وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بتسيير وزارة الثقافة بصفة مؤقتة، وفق المصدر ذاته، ودون ذكر الأسباب.

وتزامنت إقالة وزير النقل مع زيارة غير معلنة أداها الرئيس سعيد إلى مستودع القطارات بجبل جلود ومحطة المترو الخفيف بتونس البحرية أين عاين حالة وسائل النقل وظروف صيانتها.

وشدّد سعيد على "ضرورة وضع حدّ للخراب والفساد الذي يشكوه هذا المرفق العمومي الأساسي"، فأكثر العربات مُهملة وتحوّلت إلى ركام من الحديد الذي أصابه الصدأ ولم يعد صالحا للاستعمال في حين يعاني المواطنون من أجل التنقل.

واستعرض سعيد عديد الأمثلة عن الفساد الذي عرفه قطاع النقل منذ عقود من بينها السكة الحديدية للمترو الخفيف التي تم وضعها بعد أن خسرت المجموعة الوطنية آلاف المليارات ثم وقع ردمها في شارع "جان جوريس" وشارع "لوي براي" بتونس العاصمة نتيجة لتدخل المتنفذين آنذاك داخل السلطة، بالإضافة إلى اقتناء عربات مترو تُفتح أبوابها دون مستوى الرصيف داخل المحطات، أو اقتناء عربات عجلاتها لا تتناسب مع مقاييس السكة الحديدية.

وبينما لم يعلن بيان الرئاسة التونسية عن أسباب الإقالات فإنه منذ أسبوعين، قالت البرلمانية فاطمة المسدي خلال جلسة في البرلمان التونسي إن وزير المواصلات ربيع المجيدي جدد في 20 يونيو 2023 رخصة شركة الطيران الخاصة 'سيفاكس آيرلاينز ' دون استيفائها للشروط القانونية والمالية والفنية، محملة إياه مسؤولية ذلك.

وأشارت إلى أنه "تم في بداية ديسمبر الجاري إعلان الشركة في حالة إفلاس وعدم سداد من قبل محكمة الاستئناف بتونس".

وتواجه شركة سيفاكس اتهامات بنقل جهاديين تونسيين للقتال في بؤر التوتر في ليبيا وسوريا خلال العشرية الماضية مقابل الحصول على امتيازات وهو ما نفاه صاحبها محمد فريخة الذي يقبع في السجن منذ سبتمبر الماضي في قضية تتعلق بالتسفير.

بينما تأتي إقالة وزيرة الثقافة حياة قطاط بعد سبق أن ألغت تنظيم معرض الكتاب الذي من المنتظر أن ينعقد في أبريل المقبل ما استدعى الرئيس قيس سعيد للتدخل وإلغاء القرار.

وفي 24 يناير الماضي، عيّن الرئيس التونسي 3 وزراء و3 مساعدي وزراء، لسد الشغور في وزارات تمت إقالة وزرائها العام الماضي.

وقد عين سعيد حينها فريال الورغي وزيرة للاقتصاد، وفاطمة ثابت وزيرة للصناعة والمناجم والطاقة، ولطفي ذياب وزيرا للتشغيل والتكوين المهني.

وفي 23 من فبراير 2023، أقال سعيّد، وزير التشغيل والتكوين المهني نصر الدين النصيبي، فيما أنهى في 5 مايو من ذات العام مهام وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة نائلة نويرة القنجي، دون إبداء أسباب.

كما أقال في 17 أكتوبر 2023، وزير الاقتصاد والتخطيط سمير سعيّد، إذ يعتقد ان الإقالة لها علاقة بموقف الوزير المقال من ضرورة تطبيق شروط صندوق النقد الدولي خاصة رفع الدعم للحصول على قرض بقيمة 1.9 مليار دولار وهو ما يتناقض مع مواقف الرئيس الذي حذر من انفجار اجتماعي بسبب الشروط التي وصفها بالمجحفة.

كما أعلن سعيد مطلع أغسطس إنهاء مهام رئيسة الحكومة نجلاء بودن، وتعيين أحمد الحشاني، خلفا لها.