الرئيس التونسي يرسم حدودا للتدخل الأجنبي في بلاده

تونس - أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد رفض بلاده لزيارات الوفود الأجنبية، وهو ما يقطع على الغرب طريق استخدام الورقة السياسية بهدف الضغط على السلطات. وقال قيس سعيد إن "من سيأتينا من الخارج ليراقبنا، فهو غير مرغوب فيه ولن يدخل أرضنا"، متابعا "لن نقبل أن يتدخل أي كان في سيادتنا، وليكفوا عن التدخل في شؤوننا، فنحن نعمل في نطاق الشفافية أكثر منهم بكثير"، وذلك خلال اجتماعه بكل من رئيس الحكومة أحمد الحشاني ووزير الداخلية كمال الفقي ووزيرة العدل ليلى جفال يوم الاثنين في قصر قرطاج.
وأضاف "وليكفوا عن هذه البعثات التي قالت إنها جاءت لتتفقدّنا وكأننا تحت وصاية الاستعمار. يأتون من الخارج للاطلاع على أوضاعنا، وعليهم أن يراجعوا هذه المفاهيم، وبمبدأ المعاملة بالمثل، نبعث عددا من الملاحظين والمراقبين لانتخاباتهم أو التجاوزات التي حصلت في بلدانهم".
وكانت السلطات التونسية قد منعت وفدا من البرلمان الأوروبي من دخول أراضيها بعد انتقادات من نوّاب أوروبيين لاتفاق الهجرة المبرم بين مفوضية الاتحاد الأوروبي وتونس. وكان من المقرر أن يتوجّه هذا الوفد الذي يضم خمسة نواب، من بينهم ثلاثة فرنسيين، إلى تونس العاصمة الخميس الماضي "لفهم الوضع السياسي الحالي بشكل أفضل" وتقييمه بعد توقيع الاتحاد الأوروبي وتونس في منتصف يوليو الماضي اتفاقا يهدف إلى الحد من تدفقات المهاجرين.
وكان يفترض أن يلتقي الوفد، بقيادة النائب الألماني مايكل غاهلر، أفرادا من المجتمع المدني ونقابيين وممثلين للمعارضة التونسية. وفي رسالة موجهة إلى هذا الوفد اكتفت السلطات التونسية بإبلاغ هؤلاء النواب ضمن لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي بأنه "لن يسمح لهم بدخول الأراضي الوطنية".
وقال النائب في البرلمان الأوروبي منير الساتوري "إنه أمر مفاجئ وغير عادي". وردا على جدل منع الوفد الأوروبي قالت مصادر مقربة من وزارة الشؤون الخارجية إن الجانب الأوروبي كان أعلن عن اعتزام وفد عن لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الأوروبي القيام بهذه الزيارة من 14 إلى 16 سبتمبر الجاري، "دون التنسيق المسبق بشأنها كما تقتضي الأعراف المعمول بها بخصوص تنظيم زيارات الوفود الأجنبيّة إلى البلاد".
وأوضحت المصادر ذاتها، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية التونسية، أن مثل هذه المهمات يتم فيها التنسيق دائما ومسبقا مع السلطات الرسمية للدول المستضيفة حول موعد الزيارة وتركيبة الوفد وبرنامج العمل، مؤكدة أن تونس لم ترسل أبدا بعثات برلمانية لتفقد أو تقييم الوضع في أي بلد آخر.
وفي سياق آخر انتقد الرئيس التونسي التلفزيون الرسمي، مبديا استغرابه من عدم تغطية القناة الوطنية الأولى لـ"المجهودات التي تبذلها الوحدات الأمنية والعسكرية"، وتفكيكها لعدد من "الشبكات الإجرامية التي تتاجر بالبشر وبأعضائهم"، في إشارة إلى حملة أمنية واسعة نُفذت في نهاية الأسبوع الماضي في مدينة صفاقس.
وأضاف قيس سعيّد أن القناة الوطنية "تبث الأخبار فقط عن العودة المدرسية وغلاء الأسعار ورياض الأطفال"، قائلا إنّ هذه المنظومة "مازالت تعمل وكأن الأمر يتعلق بأخبار اعتادوا عليها في السابق"، كما أنها تركز على بعض الوقفات الاحتجاجية "التي لا يتجاوز فيها المحتجون بضع عشرات"، متوعدا بـ"عمل سيتم إنجازه قريبا حتى تكون القنوات الوطنية في الموعد. نحن نرغب في تحرير الوطن وعليهم الانخراط في العملية، لا أن ينخرطوا مع من يريدون ارتهان الوطن وبيعه".